اســتـــراحــة الـمحــارب

استراحة عقلية و فكرية لمحارب.. فى دنيا الله .. يبحث عن الحكمة ..

من أنا

صورتي
رحالة فى دنيا الله .. من أرض الى أرض .. اسمع و انصت ... و اعقل ..لعلى اعتبر أبحث عن الحكمة .. فأين أجدها؟

زوار الاستراحة

المتابعون

ابحث فى الاستراحة

بحث مخصص

هل تجوز مودة الكافرين

قال تعالى :
{لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه } [المجادلة:22].

وقال تعالى في سورة لقمان : { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير *وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون }[لقمان :14,15].

الفهم الخاطئ : قال قوم من المستشرقين ومن لف لفهم : كيف يأمر الله بشيء وينهى عنه ؟ ففي آية لقمان أمر الله عز وجل بطاعة الوالدين وإن كانا مشركين , وأمر ببرهما والأحسان إليهما , ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف , وقد نهى عن ذلك في سورة المجادلة فحرم ودهما ومحبتهما , وقد نزلت فيمن قتل أباه , ومن أراد أن يقتل ابنه , ومن قتلوا إخوتهم وعشيرتهم . وقد ظنوا أن هذا من التناقض في كتاب الله تعالى !!

والجواب
: ليس هذا من التناقض في شيء - وحاشا لكتاب الله تعالى - وإنما هو جهل القوم باللغة , كما جهلوا معالم الدين , فالمعروف الذي أمر الله عز وجل به - في سورة لقمان - شيء , والود الذي نهى عنه - في سورة المجادلة - شيء آخر , مختلف تماما عن المعروف .

فالمعروف تصنعه مع من تحب ومع من لا تحب , أما الود فلا يكون إلا لمن تحب . فقد تخرج من المسجد وتلقى فقيراً , ولا تربطك به صلة ولا تعرفه من قبل , فيسألك حسنة فتصنع به معروفاً , وأنت في نفس الوقت لا تعرفه ولا تحبه إذاً تصنع المعروف مع من تعرف ومن لا تعرف , ومع من تحب ومن لا تحب , ومع أهله وغير أهله , فهذا هو المعروف , بخلاف الحب أو الود الذي ينحصر في أهل الإيمان , ونهى الله عنه مع الكافرين والمشركين , ولو كانوا الوالدين
والأقربين , وقد ظهرت منهم محادة الله ورسوله .

فضابط الحب في الإسلام كما قال تعالى : {ان كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم
ذنوبكم والله غفور رحيم } وكذا قال : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون * قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين } [التوبة:23,24].

كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر - بعد إذ أنقذه الله منه - كما يكره أن يقذف في النار)) رواه البخاري ومسلم .
إذا المعروف شيء والود شيء آخر , والله تعالى قد أمر بالمعروف مع الوالدين بمثابة رد الجميل لوالدين ربياك صغيرا ,وأعاناك على الحياة حتى كبرت, فآمنت بالله ربا وبالإسلام ديناً , وبمحمد نبياً ورسولاً , وأبيا إلا الشرك فقمت بنصحهما ودعوتهما , وحضهما على الإسلام , فإن أبيا فأنت على دينك ولا تكرههما عليه , ولكن هذا لايمنعك بأن ترد الجميل بصنع المعروف , دونما يكون لهما أدنى حب في قلبك أو ود في فؤادك , ولكن تصنع معهما المعروف الذي أمر الله به { وصاحبهما في الدنيا معروفا } ويبقى الحب لله وفي الله , على نحو ما بينت الآيات والأحاديث, لأن قلب المؤمن الذي امتلأ بمحبة الله , وبمحبة المؤمنين , لا يحتمل أبدا محبة الكافر , وإذا كان الله تعالى لم يجعل للأنسان
قلبين في جوفه , فمعناه إذا أحب الكافرلم يبقى فيه حب لله ورسوله ولا المؤمنين وهذا ضرب من الكفر والعياذ بالله تعالى , ولذلك لما تمركز الإيمان في قلب أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأيدهم الله بروح منه , فسيطر عليهم حب الله ورسوله وحب الجهاد في سبيله, فلم يبق مكاناً لحب كافر ولو كان من كان , حتى الوالدين , فامتدحهم الله على ذلك في قوله { لا تجد قوما يؤمنون ...} الآيه .

وإن كان لا يمنع من صنع المعروف مع آبائهم أو غير آبائهم , لكن إذا جاهداك على أن تشرك بالله , وحرصا على أن تتبعهما على دينهما فلا تقبل ذلك منهما , ورضي الله عن سعد بن أبي وقاص قال : أنزلت فيَّ هذه الآية : { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما ..} الآية .

قال : " كنت رجلا باراً بأمي , فلما أسلمت , قالت ما هذا الذي أراك قد أحدثت , لتدعن دينك هذا أو لا أكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي , فيقال يا قاتل أمه, فقلت : لا تفعلي يا أماه , فإني لا أدع ديني هذا لشيء , فمكثت يوما وليله ولم تأكل فأصبحت قد جهدت , فمكثت يوما آخر وليله ولم تأكل فأصبحت قد جهدت ,, فمكثت يوما آخر وليله ولم تأكل فأصبحت قد اشتد جهدها , فلما رأيت ذلك , قلت يا أماه تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسأ نفسا ما تركت دينس هذا لشيء , فأن شئت فكلي وإن شئت لا تأكلي , فأكلت " رواه مسلم فأين التناقض ؟
وإذا أراد الله نشــر فضيلة طويت , أتاح لها لسان حسود

من نعادي؟؟

قال تعالى : { لتجدن أشد عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين
آمنوا الذين قالوا إنا نصارى .. } [ المائدة:82 ]
والفهم الخاطئ في الآيات يتمثل - عمليا - في موالاتنا لليهود , وصداقتنا لهم ومسالمتنا لهم , مع أن الله عز وجل بين أنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا , وأن عداوتهم أشد من عداوة المشركين ويتمثل - نظريا وعمليا - في موالاة النصارى , بزعم أنهم يودوننا ويحبوننا , وأنهم قريبون لنا . بدليل { ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ..} فهم أبنا عمومتنا , وهم يحبوننا , فيجب أن نبادلهم حباً بحب , ومودة بمودة , وقرباٌ بقرب !!

هذا وكم تستغل هذه الآية الكريمة , عند الحديث عن الوحدة الوطنية , والبعد عن الفتنة والطائفية , ولذلك تجد من المسلمين من يحب النصارى , عمـلاً بهذه الآية , وقد نسيّ مبدأ البراء بين المسلمين والكفار !! .

والحق يقال : إن هذة الآية الكريمة لا تعني ما ذهبوا إليه على الأطلاق , لأن محبة الكافرين كفر , ولأن الركون إليهم , وائتمانهم ومداهنتهم ونحو ذلك من الموالاة التي حرمها الله تعالى , كما قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } .[المائدة : 51 ]

وقال تعالى : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى } .
[ البقرة : 120 ] . وقال أيضا : { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين }. [ آل عمران : 100].

وقال كذلك : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون * ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور * إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصيبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط *} [ آل عمران :120-118 ] .

وكذا قال ربنا :
{ أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فرق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ماعقلوه وهم يعلمون * وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ... } [ البقرة 75-76 ].

وقال الله تعالى : { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون }
[ البقرة: 146 ] .


وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين } [المائدة :57] .

كما قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفرعلى الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون } . [التوبة:23] .

وكذلك قال تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فيس
من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير } .[آل عمران:28] .

كما قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين } .
[ المجادلة:22 ].


وبناء على هذه الآيات ونحوها - التي جاءت في قضية الولاء والبراء - يتبين لنا أن اتخاذ أعداء الله أولياء - الذي يعني أتخاذهم أنصارا ومؤيدين- مع التقرب إليهم , وإظهار الود لهم , واتباع أهوائهم , وطاعتهم فيما يأمرون ويشيرون به والركون إليهم ومداهنتهم ومجاملتهم على حساب الدين , واتخاذهم بطانة من دون المؤمنين , ومعاونتهم على ظلمهم ونصرتهم , والتشبه بهم في العقائد والعادات , والأخذ بقوانينهم ومناهجهم في حكم الأمة وتربية أبنائها , واتخاذهم بطانة وحاشية , أو حبهم والتودد لهم , كل ذلك يكون كفرا وردة عن الدين بصريح القرآن
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } .[المائدة : 51 ].

فكيف يتفق مع كل الآيات السابقة أن يقال إن قوله تعالى : {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى .. } , بأنها تأمر بأخوتهم ومحبتهم والتقرب منهم ؟!! إن المسلم لابد أ يحدد موقفه من أعداء الله وأعداء دينه من الكفار والمشركين والمرتدين , وكما عليه أن يعلن عن الألتزام بالأسلام كله وعن البراءة من الكافرين , التي هي ركن ركين من الدين , وجزء من عقيدة الإسلام لا يقبل الظنون فهي لاتحتمل الخلاف حولها أو الفصل فيها " فماذا بعد الحق إلا الضلال " فكيف بمحبة الكافرين ومودتهم ؟ وهل الدين إلا الحب والبغض ؟ إن المسلم يجب أن يتبرأ من الكافرين , ولكن - للعلم - يستثنى من البراءة هذه ولا ينقصها أمور منها : اللين عند عرض الدعوة , أو حل الزواج بكتابية وأكل ذبيحة الكتابي أو المجاملة والإحسان والدعاء لهم بالهداية , أو الإهداء لهم , وقبول هداياهم , أوعيادة مرضاهم , أو التصدق عليهم والإحسان لهم , ويمكن إجمال هذه المعاني في قوله تعالى
: { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا
إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون }[ الممتحنة :9,8 ].
وهذا الكلام عن مفهوم البراء والولاء , شرحة يطول.

فأعود للآية بعد الوقفة الأولى حول معناها الإجمالي بين الآيات الت ذكرناها لننظر إليها على حده فنجد أن الآية الكريمة - والتي تليها - تحدثنا عن قوم أسلموا من النصارى . ذكرأنها نزلت في "النجاشي" ومن أسلم معه من الأحبار والرهبان وسياق الآيات يدل على ذلك , لما بينها وبين مواقف "جعفر بن أبي طالب " وأصحابه , ومن النجاشي وبطانته , في ذهاب" عمرو بن العاص " إليه لإحضار المسلمين من الحبشة كما حكته كتب السيرة من توافق كبير جدا , وكدت أجزم بذلك لولا شبهة واحدة , وهي أن الآية مدنية كما أن سورة المائدة مدنية , وإسلام النجاشي وموقف جعفر كان قبل الهجرة ... وإن كان لايمنع نزول ذكر الحديث متأخراً , كما في آيات الهجرة التي نزلت بعد غزوة تبوك {إلا تنصروة فقد نصره الله ..}.

وأياً ما كان الأمر : نزلت في النجاشي أو غيره , فالشاهد أنها نزلت في قوم من النصارى عرفوا الحق , ولم يستكبروا على اتباعه , ولم يأنفوا على الدخول فيه , بل انقادوا للحق - وهم أهل علم وعبادة- فآمنوا -يعني لم يبقوا على نصرانيتهم- ودعوا الله أن يدخلهم مع القوم الصالحين , فترتب على ذلك دخولهم الجنات التي حرمها الله على الكافرين , كما قال : { وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوفا عليهم ولا هم يحزنون *} [ البقرة:111,112] .
فالجنة حرام إلا على أهل الأسلام , وهاؤلاء من أهلها فكيف هم إذا ؟ نصارى نحبهم لأنهم يحبوننا كما زعموا ؟ كلا بل هم الذين قال الله عنهم {وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم ... } .[ آل عمران : 199].
وهذا الصنف هم الذين قال فيهم : { الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين * أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون * وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبغي الجاهلين } [القصص:55-52] .

وهنا قال : { ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين * وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين * فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين } [المائدة:82,85].

هل يجوز موالاة الكافرين ؟؟

قال تعالى : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } . (الممتحنة: 8).
هذه الآية الكريمة فهمت خطئاً نظرياُ وعلمياً في حياة المسلمين وواقع الناس !!. فظن قومٌ أن الله تعالى أباح لنا موالاة الكافرين ومودتهم , والأنس بهم مع محبتهم !!. وليس الأمر كذلك , فإن الله تعالى قد نهى عن موالاة الكافرين بأسلوب صريح في كتابه , وقد كرر ذلك مراراً ومنه قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } .

وكذلك قوله جل وعلا : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة } .
وقد أراد الله تبارك وتعالى في الآية الكريمة - التي نحن بصددها - أن يبين لنا : لا ينهاكم الله عن الإحسان إلى الكفرة الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم و لم يظاهروا أي يعاونوا على إخراجكم كالنساء و الضعفة منهم { أن تبروهم } أي تحسنوا إليهم { وتقسطوا إليهم } أي تعدلوا { إن الله يحب المقسطين} وهذا أمر بخلاف ذاك الولاء
والحب والمودة , ولذلك قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا
يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } .
وهذا سبب النـزول بين معنى الآية .

وقد روى الإمام أحمد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قال : قدمت أمي , وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا , فأتيت النبي فقلت يارسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة , أفأصلها ؟ قال : نعم , صلي أمك . وقد أخرجاه .
وفي رواية : فأنزل الله تعالى { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم } الآية .

فالآية ترخص في أمور ليست من جنس الموالاة ولا الذلة أو نحو ذلك مما عليه الناس .
كما يجوز للرجل أن يحسن الكلام مع من يدعوه من أهل الكتاب , أو يقدم له هدية , أو يدعو له بالهداية ونحوها , وكذا ويهنئه نعمه , ويواسيه في مصيبته كحق من حقوق الجيران مثلاً .

من نوالي ؟؟

قولة تعالى : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } [ المائدة : 55] .
زعم قوم أنها نزلت في " علي بن أبي طالب " - رضي الله عنه - , وقد تصدق بخاتمه وهو راكع !! وأوردوا في ذلك مجموعة من الآثار - ذكرها المفسرون عند الآية - , كما ذكرها ابن كثير , ثم علق عليها بقوله : ليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها . أغلب الظن أنها من موضوعات الشيعة في سيدنا علي بن أبي طالب .
فلماذا تفسير " والذين آمنوا" بعلي بن أبي طالب , وتنحصر فيه , وتقتصر عليه ؟ ولماذا يتصدق " علي " وهو راكع , فما الذي يمنعه من الانتظار حتى يفرغ من صلاته ؟

. ومن الذي جوز للسائل أن يدخل المسجد ويسأل الناس وهم مابين راكع وساجد ؟ وهل أمرنا الله تعالى أن نؤدي زكاتنا ونحن على هيئة الركوع ؟ أم هو الخضوع والامتثال والنقياد لله عز وجل ؟ فهذا هو الذي نفهمه من معنى الركوع .
والآية تتحدث عن الولاء . الذي جعلته لله عز وجل , ولرسوله وللذين آمنوا , الذين من أخص صفاتهم إقامة الصلاة , وإيتاء الزكاة , والخشوع والخضوع والامتثال والنقياد لله رب العالمين .

لماذا شهادة المرأة نصف شهادة الرجل

قال تعالى :{ ... واستشهدوا رجلين من رجالكم فإن لم يكونا رجُلين فرجلوامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكرإحداهما الأخرى ... } . ( البقرة :282 ).
والشبهة أثارها بعض أعداء الإسلام , ورددها بعض المنتسبين إليه , أو ألفها المستشرقون , وكررها المستغربون , يقولون : الإسلام ظلم المرأة لما جعلها نصف الرجل في أمور, منها "الشهادة " فجعل شهادة المرأتين كشهادة الرجل .
ونسارع بالرد ونقول : نعم , إن الإسلام فرق بين الرجل والمرأة في الشهادة .

ولكن يجب أن يُعلم أن الإسلام لا يعتد بشهادة المرأة مطلقا في بعض الأمور الخطيرة كالشهادة في حادث يوجب حد كحد الزنا مثلا , لما في ذلك من صون للمرأة والمحافظة عليها .

وفي المقابل يُعتد بشهادة النساء وحدهن في الشئون النسوية الخاصة التي لا يعرفها غير النساء وتقبل شهادة المرأة الواحدة بذلك , في نفس الوقت الذي ترد فيه شهادة الكثيرمن الرجال . وجعل شهادة المرأتين - فيما عدا هذا وذاك - معادلة لشهادة رجل واحد على شرط أن يشهد معهما رجل بما شهدتا به , فلماذا ؟

يرجع السبب في ذلك إلى ماركبه الله في طبيعة المرأة , فقد أقتضت حكمته البالغة أن تكون ناحية العاطفة في المرأة مرهفة , وأن يكون وجدانها أقوى مظاهر حياتها النفسية , حتى يتاح لها أن تؤدي أهم وظيفة من وظائفها , وهي وظيفة الحضانة والأمومة على خير وجه , فلا يخفى أن هذه الوظيفة تحتاج إلى عاطفة مرهفة ووجدان رقيق وحنان رحيم أكثر مما تحتاج إلى التفكير والإدراك والتأمل , فليس إذا عيباً في المرأة أن تكون عاطفتها أقوى من تفكيرها , بل إن ذلك من صفات كمالها وكمال أنوثتها وأمومتها , وقوة ناحية الوجدان لدى المرأة تجعل عاطفتها تطغى أحيانا على ماوصل إلى إدراكها وتمتزج بعناصره , فتشكل صورة أخرى وتغير كثيرا من حقيقته من حيث لا يشعرن بذلك ..

فاقتضت العدالة أن يُتخذ شيء من الأحتياط حيال شهادتها - صونا لها ومحافظة عليها - فاستبعدت شهادتها في الأمور المؤدية إلى نتائج خطيرة كالشهادة على الزنا , وقد بنى الاطمئنان النسبي إلى شهادة المرأتين واعتبارها كشهادة رجل وبني هذا على أساس نفسي سليم , وذلك أن يندر أن يكون الأتجاه العاطفي الذي سيطر على إحداهما فأبعد شهادتها عن الواقع هو الاتجاه نفسة الذي تسلط على الأخرى , فتصلح كلتاهما في شهادة الأخرى من زيف غير مقصود , وتذكر كلتاهما الأخرى بحقيقة ماضلت فيه وما حرفته عاطفتها عن موضعه , وهذا هو الذي أشار إليه القرآن الكريم , مبينأُ هذا الحكم والسبب القائم عليه في عبارة موجزة بليغة { واستشهدوا رجلين من رجالكم فإن لم يكونا رجُلين فرجلوامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكرإحداهما الأخرى } .

فقوله تعالى { أن تضل } له تفسيران : تضل بمعنى تنسى وقد بينه مفهوم المخالفة { فتذكر إحداهما الأخرى } . وإما بمعنى الضلال الذي هو ضد الهدى , ومثله على المعنى الأول : على نحو ما أشارت من قوة عاطفة المرأة ووجدانها , ولاهتمامها بوظيفتها الأساسية التي ميدانها البيت - وليست الحياة الصاخبة - بما تقوم به من أمور وتربية ورعاية لجانب خطير في المجتمع الإنساني , فلهذا ولغيره هي كثيرا ما تنسى , والإنسان - عموماً - ينسى , لكن النسيان يكثر في النساء عن الرجال , وذلك راجع إلى ما ركبه الله في طبيعة المرأة . فإذا نسيت إحداهما ذكرتها الأخرى : فكان ذلك صوناً للمرأة , وضماناً في صدق الشهدة .

وأما صورته على المعنى الثاني : لما كانت المرأة بطبيعتها العاطفية المتدفقة السريعة الانفعال مظنة أن تتأثر بملابسات القضية " فتضل " عن الحقيقة روعي أن تكون معها امرأة أخرى فتذكرها , فقد يكون المشهود له أو عليه امرأة جميلة تثير غيرة الشاهدة !!. أو يكون فتىً أو شاباً وسيماً يثير كوامن الغريزة , فتغير شهادتها تصنع معروفا تنتظر مكافأته , أو تكون الشاهدة أماً , والمشهود عليه شاباً في سن أبنها !! فتتحرك عاطفة الأمومة عندها إلى آخر هذه العواطف التي تدفع إلى الضلال بوعي أو بغير وعي .

ولكن من النادر جدا حين تحضر امرأتان في مجال واحد , أن يتفقا على تزييف واحد دون أن تكشف إحداهما خبايا الأخرى , فتظهر الحقيقة !!

وبعد بيان معنى الآية بقي أن نسأل أنفسنا : هل في هذه الحالة تعتبر شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد دليل على أن المرأة تساوي نصف الرجل كما زعموا ؟!! أم أن الإسلام أراد أن يحافظ عليها , وأرادها لوظيفتها, أراد صرفها إلى ما خلقت له , وإلى مايناسب خصائصها العتيدة , ومهامها العظيمة , فليس من شأن المرأة الاشتغال بالمعاملات المالية ونحوها من المعاوضات , ومن هنا تكون ذاكرتها فيها ضعيفة , ولا تكون كذلك في الأمور المنزلية
التي هي شغلها فإنها فيها أقوى ذاكرة من الرجل , ومن طبع البشر عامة أن يقوى تذكرهم للأمور التي تهمهم ويمارسونها ويكثر اشتغالهم بها . كما أنه إجراء روعي فيه توفير كل الضمانات في الشهاده , سواء كانت الشهادة لصالح المتهم أو ضده , فالله أكبر, ما أعظم الأسلام وما أجمله لمن فقهه وفهمه .
والحمد لله رب العالمين .

لماذا للذكر مثل حظ الأنثيين

قال تعالى : { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين .. } [سورة النساء:11] .
قالوا : لماذا ظلم الإسلام المرأة , وأعطاها نصف الرجل في الميراث ؟ !!
فنقول : أولا : يجب النظر إلى قولهم " الإسلام ظلم المرأة " على أنه اتهام مباشر لله عز وجل صاحب هذا الدين , وهذا التشريع , وهذا ما لا يجوز أبدا أن يتهم العبد به ربه , وينتقض دينه !

ثانيا :جاء الإسلام والمرأة لا ترث بل كانت تورث كبعض أمتعة البيت , وتكون لمن سبق إليها , وألقى بردائه عليها , ولو كانت زوجة أبيه !! فصانها الإسلام وكرمها وحافظ عليها , وحرم على الورثة أن يرثوها , ثم أمر بتوريثها , وفي هذا نزلت آيات من سورة النساء , قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لايحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ..} .
وقال تعالى : { ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا } .
وقد ورد في ذلك أنه لما مات " أبو قيس بن الأسلت" قام ابنه "حصين" فورث نكاح امرأته , ولم يورثها شيء من المال , فلم تطق ذلك صبرا - واستنتجت أن هذا العصر الذي انبثق فيه نور الإسلام وظهرت تعاليمه تتلألأ في وسط هذا الظلام الحالك لا يمكن بحال أن يقر هذه العبودية الممقوته التي سارت عليه الجاهلية قروناً من الزمان- فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بأمرها , فأنزل الله في شأنها { يا أيها الذين آمنوا لايحل لكم أن ترثوا النساء كرها..} .

وما روى أيضاً : أن " سعد بن الربيع "رضي الله عنه , لما استشهد يوم بدر , وكان قد خلف بنتين وزوجة , فاستولى الأخ على ماله , فجاءت امرأته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت : إن سعداُ قد قتل معك وخلف ابنتين , وقد غلب عمهما على ما لهما , ولا يرغب في النساء إلا بمال , فقال الرسول : لم ينزل الله تعالى في ذلك من شيء , ثم ظهر أثر الوحي عليه , فلما سُري عنه قال : قفوا مال سعد , فقد أنزل الله تعالى في ذلك ما إن بينه لي بينته لكم , وتلا عليهم قوله تعالى : { للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا } [النساء:7].
ثم نزل قوله تعالى : { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين .. } فدعا رسول الله أخا سعد وأمره بأن يعطي البنتين الثلثين , والزوجة الثمن وله مابقي . ثم تتابع الوحي في تنظيم شأن الميراث على النحو المعروف في الشريعة الغراء .

ثالثا : قوله تعالى : { للذكر مثل حظ الأنثيين } ليست على إطلاقها , وليست في كل الحالات , ففي الميراث نجد أن الإسلام سوى بين نصيب الذكر والأنثى كما في حالة وجود أبوين , مع ابن أو مع بنتين فصاعدا , فإن نصيب الأم في هذه الحالة يكون مساوياً لنصيب الأب , فكلاهما يأخذ السدس , لقوله تعالى :
{ النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد } [النساء:11]
وكذلك قي حالة وجود إخوة وأخوات لأم , فإنهم جميعاً يستحقون ثلث التركة يقسم عليهم بالتساوي , لافرق بين ذكورهم وإناثهم , وهذا ما لم يحجبهم عن الميراث حاجب , وذلك لقوله تعالى :
{ وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث } [النساء:12]. ولم يقل : للذكر مثل حظ الأنثيين .
وإنما للذكر مثل حظ الأنثيين في الأولاد والإخوة والأخوات , وللزوجة من زوجها المتوفى نصف الزوج من تركة زوجته , ونصيب الأب من تركة ولده يبلغ أحياناً مثلي نصيب الأم أو أكثر من ذلك , فيكون مثلية إذا لم يكن مع الأبوين من الورثة أحد , أو لم يكن معهما إلا بنتاً واحدة أو زوج أو زوجة .
ففي الحالة الأولى للأم الثلث وللأب الثلثان تعصيبا , وفي الحالة الثانية تأخذ البنت النصف وتأخذ الأم السدس والأب السدس فرضاً , والسدس الباقي تعصيباً , وفي الحالتين الثالثة والرابعة يأخذ الزوج النصف أو تأخذ الزوجة الربع وتأخذ الأم ثلث الباقي ويأخذ الأب ثلثين وأحياناً يكون نصيب الأب أكبر من مثلي نصيب الأم وذلك مثلا إذا كانا مع أخوة أو أخوات , فأن الأم تأخذ السدس فرضا ويأخذ الأب خمسة أسداس تعصيباً ويحجب الإخوة .

رابعاً: لماذا هذه التفرقة ؟ لقد بنيت هذه التفرقة على أساس التفرقة بين أعباء الرجل الأقتصادية في الحياة وأعباء المرأة , فمسئولية الرجل في الحياة من الناحيةالمادية أكبر وأوسع كثيرا في الأوضاع الإسلامية من مسئولية المرأة , فالرجل هو رب الأسرة وهو القوام عليها والمكلف بالأنفاق على جميع أفرادها بالفعل إن كان متزوجاً , أو سيصبح مكلفاً بعد ذلك بعد زوجته , على حين أن المرأة لا يكلفها الإسلام حتى الإنفاق على نفسها , فكان من العدالة إذن أن يكون حظ الرجل من الميراث أكبر من حظ المرأة حتى يكون في ذلك ما يعينه على القيام بهذه التكاليف الثقيلة التي وضعها الإسلام على كاهله , وأعفى منها المرأة رحمة بها وحدباً عليها وضماناً لسعادة الأسرة , بل إن الإسلام قد عدل غايةالعدل في رعايته للمرأة إذ أعطاها نصف نصيب نظيرها من الرجال في الميراث مع إعفائه إياها من أعباء المعيشة , وإلقائها جميعها على كاهل الرجل .
ولكن بعض الجهلة يستغل فضل الرجل على المرأة في الميراث ليهينها ويزدري منزلتها , وكم أسيء إلى ديننا من أولئك الجاهلين , توفر وأعنقد أنه ليس من تكريم المرأة تكليفها بالأرتزاق في أحوال مقلقة , ولا من تكريمها أ تجمع بين وضيفة ربة البيت ووظيفة أخرى ترهق أعصابها وتستغرق انتباهها , ولا لتوفر مهرا للرجل المنتظر , لا .. وهنا يوجب الإسلام نفقتها على أبيها أو أخيها أو ذوي قرابتها , فإن لم يوجد أحد , أرصد لها ما يكفيها من بيت مال المسلمين .
وإعانة للرجل على النهوض بهذا العبء - وغيره - جعل حظه في أغلب المواريث ضعف حظ المرأة , والحق أن الإسلام لو لم يجعل نصيب المرأة في الميراث نصف نصيب الرجل لا ختل ميزان المساواة وأصبحت كفة المرأة المادية أرجح , وذلك لأن الرجل مكلف في الأسلام بالأنفاق على المرأة - كما وضحنا - وهذا معناه أن ماله سوف يستهلك من الواجبات التي كلف بها على حين يجمد مال المرأة فلا ينقص , فلا أقل من استدراك هذه الحال بزيادة نصيبه في الإرث , فهذه الزيادة ليست تفضيلا , وإنما هي تعويض مادي بحت .
إن الرجل هو المكلف بالإنفاق , ولا يتطلب من المرأة أن تنفق شيئا على غير نفسها وزينتها , إلا حيث تكون العائل الوحيد لإسرتها وهي حالات نادره في ظل النظام الإسلامي , لأن أي عاصب من الرجال مكلف بالإنفاق ولو بعدت درجات , فأين الظلم الذي يزعمه دعاة المساواة المطلقة ؟.
إن المسألة مسألة حساب , لاعواطف ولا ادعاء , تأخذ المرأة -كمجموعة- ثلث الثروة لتنفقها على نفسها , ويأخذ الرجل ثلثي الثروة لينفقها أولا على زوجته - أي على امرأة - وثانيا على أسرة من والدين وأولاد فأيهما أكثر من الآخر بمنطق الحساب والأرقام ؟
والرجل ينفق على الأسرة تكليفاً لا تطوع , ومهما كانت ثروة المرأة الخاصة , فالرجل ينفق عليها ولا يأخذ منها شيء كأنها لاتملك شيئاً , ولها أن تشكوه إذا امتنع عن الإنفاق , أو قتر بالنسبة لما يملك , ويحكم الشرع بالنفقة أو بالأنفصال . فهل بقيت بعد ذلك شبهة في القدر الحقيقي الذي تناله المرأة من مجموعة الثروة ؟
وهل هو امتياز حقيقي في حساب الاقتصاد أن يكون للرجل مثل حظ الأنثيين , وهو مكلف م لا تكلفه الأنثى ؟ على أن هذه النسبة إنما تكون في المال المورث بلا تعب , فهو يقسم بمقتضى العدل الرباني الذي يعطي " لكل حسب حاجته" ومقياس الحاجة هو التكليف المنوط بمن يحملها . أما المال المكتسب فلا تفرقة بين الرجل والمرأة , لا في الأجر على العمل , ولا في ربح التجارة ولا ريع الأرض ... إلخ , لأنه يتبع مقياس المساواة بين الجهد والجزاء , وإذاً فلا ظلم ولا شبهة ظلم وليس وضع المسألة أن قيمة المرأة هي نصف الرجل في حساب الأسلام , كما يفهم العوام أو يزعم أعداء الإسلام.

ماكيفية ذكر الله تعالى
قال تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ *الَّذِين
َ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*} [سورة آل عمران:190-191] .

وموضع الشاهد هو قوله تعالى : {الَّذِين يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِم} .
والفهم الخاطئ للآية هو مازعم المتصوفه أن الآية تحكي صورة من صور الذكر الجماعي , في أعيادهم ومناسباتهم
التي يسمونها " موالد " وفي حضراتهم في أضرحة الأولياء , وساحات الدراويش , إذ يقيمون حلقات الرقص
- وهم يسمونها بالذكر - قيجلس الشيخ - شيخ الطريقة - بين صفين من دراويشهم الرذيلة , ودرويشات نفرت
منهن الفضيله , ثم يصفق بيديه اللمعتين من الدسم الحرام , إيذانا ببدء الذكر , ثم يخرج من شفتيه ومنخريه
اسم الله ملحدا في حروفه وفي النطق به , وغضون جبينه تهمز الحياء , وتلمز التقوى .

هذا ومنشد القوم يطربهم بالغزل الداعر في " ليلى وسعاد " بما يسمونه مدح آل البيت , وبالدفوف يدق عليها
الشيطان - يزعمون أنها تسبح الرحمن - وبالنايات تصفر فيها الشهوة , ثم يهب الشيخ ومعه المريدون وثمت
يميلون يمنة ويسرة , متأودة أعطافهم تأود الراقصات , يلمحن في أيدي الرواد دنان الخمر والمسكرات ,
وما هي إلا لحظة حتى تجن هذه الأجساد بما فيها من رغبات , ومن هادئ إلى سريع , ومن سريع إلى أسرع ,
ومن أمام وخلف , وفوق وتحت , ويمين وشمال , في سبع طبقات , تهد الجمال , مع تأوه محنث وتمايل خليع
يتنافى وأحوال الرجال , وبأصوات منكرة مبحوحة من عويل الخطيئة تسمع الستغاثة بزينب أو نفيسة , ربما
لا يريدون زينب الطاهرة ولا نفيسه العابدة , وإنما كل يغني على أنثاه !!
وهكذا يظلون في اقتراف هذا الزور بالساعات التي قد تستسغرق ليلة حتى مطلع الفجر , ولا فجر بين اختلاط
بين الرجال والنساء , وعيون زانية , وزغاريد مغزلة وخلوة داعرة . ثم بعد هذا يزعمون أنها كانت من ساعات التجلي !!
وإذا أنكرت عليهم تلك المنكرات , احتجوا عليك بهذه {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ ... } يزعمون
أنهم بذلك يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم , في بهلوانية رعناء وبطريقة بلهاء , في صورة خرقاء , وهيئة عمياء .
ولو أنصفوا لقالوا هذا في كتاب الله , في قوله تعالى : { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصديه }
[سورة الأنفال :35] .

فذكر الصوفية هو عبادة المشركين , وصلاة الجاهلين , أو هو الذي جاء في
التوراة - في المزمور التاسع والأربعين بعد المائة - : " ليبهج بنو صهيون بملكهم ليسبحوا اسمه برقص
, بدف , وعود , ليرنموا هللوا يا , سبحوه بدف ورقص , سبحوه بأوتار ومزمار , سبحوه بصنوج الهتاف " .
فما أشبه الذكر الصوفي بتلك البدعة اليهودية , أو حال عبدة العجل في اليهودية , وقد اشتمل على
الرقص والدف والعود والطبل .
وإذا كانت تلك صورة مصغرة عن الذكر الجماعي الصوفي , وأخالك تنزع إلى اتهامي بالتقصير أو القصور
, فليس أقل من ذلك - بدعة أو خرافة - ذلك الذكر الانفرادي , الذي يوجب الصوفية فيه على الذكر أن
يستحضر شيخه ويستمد المدد منه , ويلتزم بأوراده وحزبه .

وفي ورده يقول مثلا : يادايم (300 مرة ) "وهو ليس من الأسماء الحسنى". يالله (100 مرة),
يالطيف( 1000 مرة) , أستغفر الله (300مرة ) ثم يقول : الله الله ويكررها , كذلك : حي حي ... هو هو , قيوم قيوم , ويكرر ذلك.
ثم يشرع يقول بعض الأوراد التي وضعها له شيخ الطريقة . وما أعجب ذلك !! فمنهم - على سبيل المثال - " باسم الأله الخالق الأكبر , وهو حرز مانع مما أخاف وأحذر , لا قدرة لمخلوق مع قدرة الله , يلجمه بلجم قدرته , أحميثا , أطمى طميثا , وكان الله قويا عزيزا , حم عسق حمايتنا , كهيعص كفايتنا , فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (ثلاثا) ."
" اللهم إني أسألك بالعرش والكرسي والنورالذي عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن تسخر لي قلب من
أحوجتني إليه , من أراد لي سوءاً أخذه الله , همسا همسا , لمسا لمسا , لموسا لموسا , مأمونا مأمونا , أنا الأسد
, سهمي نفد , منه المدد , لاأبالي من أحد .

ألم نووا , فلووا عما نووا ثم لووا عما نووا , فعموا وصموا عما نووا , فوقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا , أفحسبتم
أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا , وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا .
اللهم آمنا من كل خوف وهم وغم وكرب , كد كد, كردد كردد , كرده كرده , دهٍ دهٍ , دهْ دهْ , .. بها بها , بهيا بهيا , بهيات بهيات طهور بدق محبية صورة سقفاطيس سقاطيم أمون ق أدم حم هاء أمين .. إلخ هذا الهراء .

فأي ذكر هذا ؟؟
هل هذا هو الذكر الذي أمر الله تعالى به ؟ وهل هكذا ذكر الرسول أوالصحابة من بعده به ربهم ؟؟
ماذكروه باسمه المفرد, ولا ذكروه في ميل وتأود , ما ذكروه بقيادة واحد منهم ينطق بالاسم مصفقا , وينطقون به
وراءه , ماذكروه ولهم منشد يغازل ليلى , ماذكروه وأصواتهم من ضجيجها تفزع الليل وتصك جنباته , ماذكروه بالنايات والطبول والدفوف , ولكنهم ذكروه كما علمهم رسولهم عليه الصلاة والسلام .
ذكرٌ فيه ضراعة وعبودية خالصة , وليس بسم مفرد ولا ضربصدر بذقن ولا هزة الرأس إلى أخمص القدم , ولا بتراقص الذاكرين , والناظر في السنة المطهرة يرى ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يخرج من قلب مؤمن
ضارع , ملأه حب الله وخشيته , رهبة ورغبة وتقوى . هذا والذي استدل به المتصوفة - من الآية- في غير محله, وهذا القرآن الذي استشهدوابه, حق أريد به باطل ,
فهذه الآية { الَّذِين يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ } تحدثنا عن عموم الذكر في كل وقت وحين وعلى كل هيئة وكيفية ,وعلى شمولية الذكر في حياة المسلمين , كما قال تعالى : {والذاكرين الله والذاكرات}
وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا }

وهي كما قال عليه الصلاة والسلام لعمران بن حصين " صل قائما , فإن لم تستطع فقاعدا , فإن لم تستطع
فعلى جنب ". وهي عن الذين لا يقطعون ذكرهم لله في جميع أحوالهم بسرائرهم وضمائرهم وألسنتهم .
وهي التي يذكرون الله على كل حالة في الدخول والخروج , وعند النوم واليقضة وفي العمل والراحة , وفي
الصباح والمساء ,وعلى كل حال , وهي من يذكر الله بالجهاد , ومن يذكرة بالصوم , ومن يذكره بالقرآن
, ومن يذكره بالدعاء , هي هذا كله

, فما أعجب استدلال الصوفية على طريقتهم الخرقاء, وبهلوانيتهم الرعناء
بهذه الآية التي فيها شفاء ودواء, وأعجب من أنهم يذكرون الله بالأسم المفرد "الله , حي , قيوم "
ويستدلون على ذلك بقوله تعالى : { قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون } . متناسين الآية بتمامها , وأن
قوله تعالى : (قل الله) إجابة مطولة على سؤال في الآية , وليس معناه أن نذكر الله باسمه المفرد ,
ولو أنصفوا لقالوا : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ماكانوا
يعملون } .
وأعجب من هذا وذاك أن الصوفية يذكرون الله على أدوات الموسيقى ومزمار الشيطان , ويستدلون
بقول الرحمن { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } .

ولو أنصفوا لقالوا إنما هو لهو الحديث { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله
بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين }.***

كيف كانت وسوسة إبليس لآدم

قال تعالى :{ وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا
من الظالمين * فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض
مستقر ومتاع إلى حين }

- الفهم الخاطئ يتمثل في إسرائيليات ذكرت في قصة آدم عليه السلام متمثلة في تفسير الشجرة , وهل هي التين
أم العنب أم الحنطة , أم ماذا ؟ وتتمثل في تفسير وسوسة إبليس لآدم , بأنه لم يستطع وسوسته إلا بعد أن دخل في فم الحية, وقد كانت الحية ذات قوائم أربع , كالإبل الخرسانية !!

ولما دخل إبليس الجنة بهذه الحيلة استطاع أن يغري حواء , والتي أغوت بدورها آدم !! فأكلا منها فتعريا ,فاختبأ آدم داخل شجرة , حتى قال الرب : أين أنت يا آدم ؟!! فقال :أستحي منك يارب لأني عريان , فقال له : لعلك أكلت من الشجرة التى نهيت عنها ؟!! فغضب الرب على الحية الت أدخلت إبليس في فمها , وقال لها : ملعونة أنت , من الآن قوائمك في بطنك , تزحفين على الأرض , ورزقك من التراب , والعداء بينك وبين آدم إلى الأبد . ثم نظر إلى حواء فقال لها :ملعونة أنت , أغريت عبدي آدم بالأكل من الشجرة التي نهي عنها , من الآن تحملين كرها ,ولاتضعين
حتى ترين الموت مرات ...!!

والحق يقال : أن هذا كله من جنس الإسرائيليات , وأصله في التوراة المحرفة , فليس في القرآن مايدل على أن حواء أغرت آدم , ولم ينسب إليها الأتهام ,بل قال : { فأكلا منها ...} كلاهما معا , وليس شرطا في وسوسة إبليس لآدم وحواء أن يدخل الجنة في فم الحية أو غيرها , لأن الوسوسة لا يشترط فيها التقارب والتجانس .
بل يمكن أن تتم الوسوسة من بُعد , كما تتم عن قرب . وهذه الحية هي على ماهي عليه منذ أن خلقها الله , ماكان لها قوائم ولا أرجل ولا أنها صارت داخل بطنها , بل هي كما قال الله تعالى : { والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ... } فهذا كله من جنس الإسرائيليات التي ملئت بها كتب التفسير التي يجب أن يحذر منها المسلم .

مالحكمة من سؤال الملائكة

قوله تعالى :{ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون }.

فزعموا أن ذلك من قبيل الأعتراض على الله - ونسوا أن الاعتراض على الله ليس مجرد معصية فقط وإنما هو الكفر البواح الذي وقع فية إبليس- علية لعنة الله- كما زعموا أن قولهم هذا فية سب لآدم وذريته , ومدح وتزكية لنفوسهم , واعتراض على حكم ربهم!!.

ونبادر ونقول :إن زعمهم هذا من نسيج الخيال , وشبهتهم هذة تدل على الجهل والخبل , فإن عصمة الملائكة ثابتة بالكتاب والسنة , وعلية أجماع الأمة .
فالله عز وجل خلق الملائكة , وجبلهم على طاعتة , وعصمهم من معصيتة , فهم كما وصفهم بقوله : { لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون ما يؤمرون }
, وقال : {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون } , وكما قال عنهم : { يسبحون الليل والنهار لا يفترون } ,
وقال عنهم : { عباد مكرمون*لايسقونه بالقول وهم بأمرة يعملون * يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون *} , وقال عنهم :{ يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون مايؤمرون } , ومن كان هذا حالهم ,و تلك صفاتهم , فإنهم لايعصون ربهم , فكيف يعترضون على حكم خالقهم وينفون حكمة ربهم ؟ ويتطاولون أمام الله بتزكية نفوسهم ؟ كلا وألف كلا .

ولعل الحكمة من إخبار الله عز وجل للملائكة عن هذا المخلوق وذريتة ما سيكون بينه وبينهم من صلة فقط أمروا - بعد خلقة - بتكريمة وتعظيمة
بالسجود له , امتحانا لطاعتهم .
وقدر الل سبحانة أن يكون منهم الحفظة والكتبة , وملائكة الوحي , والمطر والنبات , والعذاب والموات ... وكلها متعلقه بحياة البشر ومقاديرهم ومصائرهم . هذا .. ولم يكن جواب الملائكةعلى هذا الإخبار الإلهي بخلق آدم من قبيل الاعتراض مطلقا , وقد علمت أن الاعتراض على الله ليس بمجرد معصية فقط - كما زعموا - وإنما هو الكفر البواح الذي وقع فية إبليس علية لعنة الله .

وإنما كانت حكمة هذا الخلق الجديد خافية عليهم فأرادوا معرفتها , لماذا يخلق الله خلقا غيرهم ؟ وهل بدر منهم تقصير أو قصور في مهمتهم , لذلك أراد الله أن يخلق غيرهم ؟. فكان سؤالهم واستفسارهم .
وكونهم وصفوا الإنسان بالفساد في الأرض وسفك الدماء قبل أن يوجد , لأن الله بذلك أعلمهم .

ولأنهم أدركوا أنه مادام هذا المخلوق سيكون من طين ويعيش في الأرض فلابد أن تكون له طبيعة قابلة للخير والشر , وحينئذ لابد أن يقع التنازع والصراع بين ذريته , فيحصل الفساد وتسفك الدماء .
ولكن حين أدرك الملائكة خصائص هذا المخلوق وعرفوا مازوده الله به من الاستعداد للمعرفه والتزود من العلم . سجدوا سجود تحية وتكريم امتثالا لأمر الحق تبارك وتعالى .

بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أطرح بين أيديكم كتاب مفيد وبمحتواه فريد
كتاب
- آيات مظلومة -تأليف الشيخ الدكتور عمر بن عبدالعزيز القرشي
تقديم د / عائض القرني

آيات مظلومة
ماذا نعني بالآيات المظلومة ؟
أي أنها التي ظلمت - من قبل المسلمين أو غير المسلمين , من المستشرقين
والمستغربين- فغير معناها , ووضعت في غير موضعها . أو فسرت على غير وجهها
, أو تنزلت من عليائها لتوضع في الحضيض , أو تغمر في التراب , فهذا ظلم شنيع لكتاب
الله عز وعلا .

وهذا النوع من التحريف للكلام عن مواضعة , وإنما لم يكن تحريفا للفظة و لأن الله
قد حفظه بنفسة , فهو تحريف لمعناه بما يخالف منهج الله , ويفير معالم الدين .
فهي آيات مظلومة ومقلوبة , مع أن القرآن حق كلة , ولكن كم من حق أريد به باطل , فهذا الذي
نعنيه بالآيات المظلومة ,(الآيات حق) لكن أريد بها باطل .

فهذا قولة تعالى : { ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة } . يفهم بمعنى تحريم الجهاد والأستشهاد .

وهذا قولة سبحانة :{ لاإكراه في الدين } يراد به الخروج عن الدين , وترك طاعة رب العالمين .

وهذا قولة تعالى : { الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } يفسر على أنه تلك الحركات البهلوانية
الرعناء كما هي لدى المتصوفين .

وهذا قول ربنا جل وعلى : { ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذا اهتديتم } يفسر بالأنانية وترك الدعوة .
وهذا كلام الله يقول : { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } فيفهم على أنه منزلة إذا وصل عندها العبد سقط عنه التكليف .
وهذا قول ربنا : {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا } أتخذ مطية لبناء المساجد على القبور , وعبادة أصحابها من دون الله العزيز الغفور , وهذا .... وهذا ....., كثير بل كثير جدا


الموضوع منقول من حارة زعتر .. مع توصية بنشر الموضوع
:: مناظرة بين مسلم و زكريا بطرس
الثلاثاء, 24 اكتوبر, 2006
وحقا صدق الله القائل

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مناظرة قامت فى البالتوك بينى و بين القس الجاهل تقابلت معة على غير موعد فى احدى غرف برنامج البالتوك على شبكة الانترنت , كنت اتصوره عالما بدينه والفجيعة .
أنهم كانوا يقولون ان له قدرة كبيرة على الجدال والنقاش , بل ويجيد الحوار الفلسفى المنطقى للوصول الى غايته او اثبات معتقده وماهو مؤمن به . انه القس زكريا بطرس, كانت تبدو عليه الحنكة وكبر السن ويظهر من كلماته انه ذو خبرة عالية او غرور كبير , أعرف انه منصر من الدرجة الاولى , منذ فترات طويلة .
دعانى احدهم , حينما كان يتكلم فى غرفة خاصة لعدد من الحضور , واخبرنى الداعى انه يحب النقاش والجدال , لكنه لم يقل كلمة غير السب والشتم فى النبى صلى الله علية وسلم , الطعن فى كتاب الله , والاستهزاء بالمسلمين
بدأت حوارى معه بصورة هجومية , قائلا له: هل تعرف انه لا يوجد نص واحد فى الكتاب المقدس عندكم يثبت ان المسيح هو الله , او انه احد صوره , او انه الرب المتجسد على الارض . اجابنى.: لا , بل توجد نصوص عديدة ربما انت لم تفهمها او تستوعبها لانك مسلم ولم تفهم كيف تقرأ الكتاب المقدس .

فقاطعتة بكل حزم وثقة قائلا: بل انى اتحداك ان تثبت الوهية المسيح من هذا الكتاب , رغم ايمانى بأن هذا الكتاب ليس كلام الله , وانا جاهز لطرح اى اصحاح للمناقشة على الملأ امام الناس سواء مسلمين او مسيحين , واختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية .
وجدته يغير الموضوع بكل خفة وبراعة . دون ان يشعر أحد , حينما ادرك انى جاد فى كلامى ,
قائلا : اترك الكتاب المقدس مؤقتا , فانت تختلف معى فى صحته ونحن نريد ان يكون هناك قاعدة مشتركة للحوار , ولكن ما رايك فى المعجزات او الاخلاقيات او الولادة الاعجازية للمسيح ,

فقلت له : ايهم تحب ان تختار لتتناقش فيه , فالمعجزات تكررت كثيرا بين الناس وكثيرون فى الكتاب , ويمكننى ان اذكر لك شخصيات كثيرة فعلت مثلما فعل المسيح , بل وافضل منه فى احياء الموتى وغيرها ّّ أم تحب ان نتحدث عن اخلاقيات مثل اخلاقيات يوحنا المعمدان والتى تحدث عنها الكتاب شاهدا له بهذا ؟ أم ان ولادة اعجازية نادرة تكون افضل من خلق أّدم علية السلام الذى خلقة الله سبحانه وتعالى بلا اب وبلا ام ؟ ايهم يا صديقى العزيز تحب ان تبدأ به لتناقش من واقع صفحات الكتاب .؟
استشعر القس منى شوق ورغبة لأتناقش فى اى شىء فى الكتاب . بدأ فى رفع صوته تدريجيا لجذب اكبر . عدد من المستميعين ليشاركونه هذا الانتصار الذى ظن انه كسبه مبكرا جدا .

فقام بطرح سؤال مفاجىء على احد الاشخاص البسطاء الموجودين ,قائلا: هل تؤمن بان الله قادر على كل شىء ؟فرد عليه: نعم واكيد.. ثم سأل اخر بنفس الاسلوب المفاجىء محاولا شد انتباة الاخرين : وانت هل تؤمن بهذا ايضا؟فأجاب الاخر : طبعا الله قادر على كل شىء . . رد القسيس طارحا سؤالا للجميع: ايستطع ان يفعل اى شىء وقتما شاء ؟؟ !!!
فأجاب الجميع:نعم يفعل...
فأكمل قائلا: ايستطيع احد ان يحد قدرة الله او يمنع سيطرته ؟ فأجاب الجميع مسلمين ومسيحيين : طبعا لا !!
فقال :واذا اراد رب الكون القادر على كل شىء ان يتجسد , فهل احد من المسلمين يستطيع ان يمنعة او يحد من قدراته ؟؟
ثم رفع صوته: ألا يستطيع ؟؟ ثم رفع صوته اعلى وكانه يريد ان يسمع اقصى عدد _ هل هناك من يمنعة ان يفعل هذا؟؟ فسكت الجميع , ولم ينطق او يعلق احدا .. فبدأ القس يشعر بالانتصار ,
فبدأت اتدخل فى الحديث تدريجيا , قلت له بكل هدوء:
يسعدنى جدا اذا سمحت لى , هل لى ان اسألك سؤالا بسيط جدا ؟ تعجب من جرائتى واصرارى على اكمال الحوار معه . هل الله قادر على كل شىء
رد سريعا قائلا: طبعا .. نعم
فقلت له: وانا ايضا اتفق معك واقول لك : نعم, لكن اسمح لى ان اوضح لك بعض الاشياء وبعض المفاهيم , لأنكم لا تعرفون قدرة الله بمفهومها الحقيقى .
ثم تابعتة قائلا : وتعالى مثلا اسألك ثلاثة اسئلة دفعة واحد :

1_هل الله يستطيع ان يخلق اله اقوى منه ؟
2_ هل الله يستطيع ان يموت ويفنى ؟
3_ هل الله يستطيع ان يخرج الانسان من ملكوته وسيطرته ؟

وهنا اندهش القس واستطردت فى حديثى قائلا : وانا سأجيبك على اسألتى طالما انك دخلت لى من هذا الجانب .

فأولا : رغم ان الله قادر على كل شىء , الا انه لا يليق له _ جل وعلا _ ولا يليق به _ سبحانة وتعالى _ ان يخلق الها اقوى منه , لانه هو القوى العزيز مالك الملك نفسه ولا شريك له فى الملك , وان خلق الها معه _ حاشا لله _ فهذا الالة الجديد مازال مخلوق وليس خالق , وبالتالى لا يصح ولا يعقل هذا بالطبع , ومامعنى الالة حينئذ , اذا كان هناك تعدد أّلهة حقيقية ؟

ثانيا: رغم انه القادر على كل شىء , فاذا قام الالة الرب وامات نفسه او سمح لنفسه بهذا !! فما حال الكون ان لم يكن له اله موجود , وما الموت والفناء الا ضعف ونقص لدى الشخص .. والله سبحانة وتعالى له صفات الكمال ومنزه عن اى نقص ..واذا مات الاله , فكيف تستقر الارض دون حفظه ورعايته , ومن يرزق الكائنات , ويدير السماوات , والكون بغير علمه وارادته , هو الحى القيوم الباقى الذى لا يموت ولا يفنى , وهذه من اسمائة الحسنى , ومن صفاته العلى , وهو اعلنها لنا بنفسه واستنتجناها بعقولنا وادراكنا انها لابد وان تكون من صفاته سبحانة وتعالى .

ثالثا : وهذا السؤال الثالث ايضا لن تستطع يا صديقى القس ان تجيبه بالايجاب , هل يتسطيع ان يخرج الله احدا من ملكوته ؟؟
واذا حدث هذا فألى اين سوف يقوم بارساله ؟ أ هناك سماء غير سماءه ؟ أهناك ارض غير ارضه ؟ الايملك الله مافوق وماتحت الثرى ؟ ام هناك مجرات وكواكب وسماوات ليست تحت سيطرة ربنا ؟؟ !! .. ولو سلمنا جدلا ان الله سوف يخرجنى من ملكه , فهل يوجد مكان اخر غير ملكه وتحت سيطرته وعلمه وقدراته ؟ فهو رب هنا وهناك , لأنه مالك كل شىء , مالك الكون كله , عالم الغيب والشهادة , الاول والاخر , لا شريك معه
وهنا بدأت اشعر بتغير حالته , وبدأ الصمت يسيطر على لسان ضيفنا القسيس تماما, بعد ان ادرك انه قد فتح على نفسه جبهة لن يستطع غلقها بسهولة .
وهذة هى المجموعة الثانية من الاسئلة يا صديقى القسيس ...
واسألك من نفس مدخلك التنصيرى اذا كان الاله من وجهة نظرك قادرا على كل شىء وانه يستطيع ان يتجسد لأنه اراد ذلك , ولا احد يحدد قدراته نهائيا :
1
_هل من الممكن ان يتجسد فى صورة حيوان او ماشابه ذلك ؟ (حاشا لله واستغفر الله )
فقال القس بسرعة :طبعا لا
وضحكت قائلا له ولجميع الحضور ,,اليس قادر على كل شىء
؟ ثم اكملت
2_ هل ممكن ان يتجسد فى صورة امرأة جميلة ( حاشا لله واستغفر الله)
فقال وهو فى غضب اكثر من ذى قبل طبعا لا !!
فقلت له إ قرار بحاله ... اليس الله قادر على كل شىء؟
فلم يرد مكتفيا بالصمت ,فبادرته انا قائلا :
ان الله قادر على كل شىء , ولكن قدرة تليق بمقامة عز وجل سبحانة وتعالى , فالالة لا يليق بة ان يكون ذبابة , ولا قطة , ولا خروف , لانها مخلوقة وهو الخالق القدوس , واذا ارتضى الاله ان يتجسد فى صورة انسان , فكذلك لا يليق به سبحانة وتعالى ان يكون امرأءة جميلة او قبيحة او ان لها اعضاء تناسلية , وثديين , وما شابه ذلك , وكذلك بمفهومى الاسلامى فلا يليق لله سبحانه وتعالى ان يتجسد فى صورة بشر حتى وان كان ذكر فليس الالة ذكر ولا انثى فالله خالق الذكر والانثى ولا يخضع للنوع او للجنس , فاذا كنت لا تقبل ان يكون الاله امرأة , فنحن المسلمين لا نقبل ان يكون رجلا او امرأة من اصله , لانه سبحانه وتعالى خالقهم , ولا يليق به ان يكون مثلهم وعلى هيأتهم البشرية , او ان يتجسد فى احد صور مخلوقاته لأنه هو الله الذى ليس كمثله شىء , هو القدوس , تعالى جل وعلا عما تصفون

ثم استطردت قائلا: ماذا لو تخيلت مثلا فكرة ان الالهة قادر على كل شىء بمفهوم القدرة التى تجعلة يستطيع ان يتجسد ؟
ان كان الالة يستطيع بحق ان يتجسد ؟ وان كان (جدلا) يحق له ان يتجسد وفى صورة انسان ايضا وان كان هذا الانسان لابد وان يكون رجلا , وقد تجسد فى زمن من العصور
فسؤالى.
هل يمكن يتجسد هذا الاله مرة ثانية ؟ ؟ فان قلت لا , فان ذلك ينفى عنه القدرة فى التجسد المرة الاولى ؟
وان قلت نعم اسألك
ماذا سيكون اسمه المرة القادمة ؟؟
فربما يكون اسمه جورج او مايكل او عوض او............ .......
وربما يظهر ناسوته على شكل انثى .. ؟؟
وهل لابد ان يتجسد فى صورة المسيح , او يسوع كل مرة هذا الاسم الذى اختارته امه البتول مريم العزراء لمولودها الطفل !! ؟؟ !! وهل لابد ان تكون امه المرة القادمة هى مريم ايضا ؟؟
اذا فما معنى ان تتباركوا بها لانها مجرد الوعاء الذى احتوى الاله حينما كان على الارض ؟؟
فمن هي التى ستنال هذا الشرف ايضا المرة القادمة لتكون ام الاله ؟؟
وياترى ماهو اسم المولود الجديد ( عفوا اسم الاله الجديد) وهنا وقف القس يتملكه المزيج من الغضب والحيرة والفشل فى الرد واكمال الحوار : وبدأت اشارات الحزن والغضب الممزوج بخيبة الامل لفشله فى الدفاع عن موقفه , واكتفى بالشتم والسب مرة اخرى فوجدت ان الطريق اصبح مغلقا بينى وبينه , فالقيت علية سؤالا اخر , اختم به اللقاء معة لانه لن يسمح لى بالحديث مرة اخرى,
فقلت له هل تعرف يا سعادة القس ماهو اسم الاله عندكم ؟
ما اسمه تحديدا ؟
ماهو اسم اله الديانة المسيحية او النصرانية ؟
ان الاله فى الاسلام هو الله سبحانه وتعالى هذا الاسم العلم المفرد , له الاسماء الحسنى والصفات العلى , هو الله ذاته , ومن اسمائه الرحمن الرحيم الملك القدوس , ولكن حتى الان لا انا اعرف ولا احد يعرف ما اسم اله النصارى تحديدا ؟
هل هو المسيح؟ ام يسوع؟ ام جيسوس؟ ام ياسوس ؟ ام ايـــــــــزا؟ (باللغات الاخرى) وهل هو الله ام هو الاب , ام هو الابن , ام هو الروح القدس , ام هو الاب والابن والروح القدس معا, او ربما يكون هو الاله الواحد امين, ؟
ام هو يهـــوه؟ ام هوالوهــــــــــــــــــــــيـــــــــــم اله العهد القديم ؟ ؟ ؟
تعالى الله عما يصفون وهنا لم اجد القس زكريا بطرس واختفى صوته الذى طالما جلجل به اعتداءا على الاسلام وعلى المسلمين وترك لنا غرفة الحوار بحجة ان الحوار ليس على المستوى اللائق به
فهنا يا اخواتى لقد اتضح جهل القس زكريا بطرس الجاهل فى دينه وفى دين المسلمين
ولاحول ولاقوة إلابالله
وحقا صدق الله القائل
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الاشْهَادُ (51) يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ
صدق الله العظيم



تعرفوا تكتبوا كده
الانقح ان فيه موقع جوجل الواجهة بتاعته كده .. مخصص للهاكرز
بصوا هنا

http://mightyillusions.blogspot.com/
الموقع ده بيقدم خدع بصرية .. روحوا و شوفوا دقة ملاحظتكم

موقع يخليك تكتب أى حاجة . ويترجمها هيروغليفى ...
حاجة محترمة .. جدا ..
http://www.quizland.com/hiero.htm
اسم الموقع بتاعى بالهيروغليفى اهوه

ياريت كان فيه موقع بالعربى .. او بالاسلامى يترجم الواقع المنيل اللى احنا فيه لحاجة مفهومة

من مدونة بندر
بين الحروف و الحدود


إستوقفتني هذه القصة …
لما بلغ عيسى عليه السلام سبع سنين من عمره أسلمته أمه مريم إلى معلم يعلمه القراءة و الكتابة و الآداب. فأراد المعلم تعليمه حروف الأبجدية ليبدأ بها، فقال له المعلم: سأقول أنا الحرف ثم تقوله أنت بعدي لتتعلمه.
فقال المعلم: قل بسم الله.
فقال عيسى: بسم الله.
فقال المعلم: قل ألف.
فلم ينطق عيسى ..
فقال المعلم: لماذا لا تردد بعدي ؟
فقال عيسى: أخبرني أولاً عن معنى و قوة حرف الألف ثم أردده بعدك.
فلم يجب المعلم.
فقال له عيسى: هل تعلم ما معنى حرف الألف ؟
فقال المعلم: لا أدري.
فقال عيسى: فكيف تعلمني ما لا تدري ؟
فقال المعلم: إذاً فعلمني.
فقال له عيسى عليه السلام:
( الألف ) إلاء الله … و ( الباء ) بهاء الله … و ( الجيم ) جلال الله … و ( الدال ) دين الله … و ( الهاء ) هو الله … و ( الواو ) ويلٌ للمكذبين … و ( الزين ) زبانيةٌ للكافرين … و ( الحاء ) حطّة للخطّائين … و ( الطاء ) طوبى للمؤمنين … و ( الياء ) يد الله على خلقه أجمعين … و ( الكاف ) كلام الله … و ( اللام ) لقاء الله … و ( الميم ) ملك الله … و ( النون ) نور الله … و ( السين ) سنّة الله … و ( العين ) علم الله … و ( الفاء ) فعل الله … و ( الصاد ) صدق الله … و ( القاف ) قدرة الله … و ( الراء ) ربوبية الله … و ( الشين ) مشيئة الله … و ( التاء ) تعالى الله عما يشركون …
فقال له المعلم: أحسنت يا عيسى .
ثم قال لأمه: إن ولدك لم يحتج إلى معلم.
———————————–
أولاً … أنا تصرفت في القصة … فجمعت أربع روايات مختلفة لها … روايتان إسلاميتان و روايتان نصرانيتان لأخرج بما قرأتموه بالأعلى لإختلاف كبير في الحروف التي شرحها عيسى عليه السلام للمعلم و كمية الحروف في كل قصة و طريقة شرحها و ترتيب الحروف و الأبجدية المستخدمة ( ألف باء تاء x أبجد هوز ) … بين الروايات الأربع إختلاف كبير … تصرفت فيه لأخرج برواية جديدة ( موزونة بين الروايات الأربع ) لتحافظ على المعنى المهم المشترك بينهم …
ثانياً … لا أضمن لكم مدى ( حقيقية ) هذه القصة فليس هناك سند متصل بأي حال لأي رواية … و بالطبع فعيسى عليه السلام لم ينطق بالعربية … قد تكون الرواية مفبركة مثل أكثر الإسرائيليات … و قد تكون الترجمة مفبركة بقوة … لكن العبرة واضحة و جلية … و الحكمة تقطر من كلمات هذه القصة :

لا تتعلم كلاماً كبيراً لا تستطيع فهمه …
لأنك ستسأل عن معناه يوماً …
و قد يحرجك طفلٌ صغير !
فلتفهم قبل أن تحفظ و تتعلم …
———————————–
الروايات الأربع بمصادرها من كتاب ( طفولة عيسى عليه السلام بين الرواية الإسلامية و رواية الحواريين ) للدكتور/ الشفيع الماحي أحمد

من مدونة تهليس:
قياسا علي فيلم الناظر للراحل الجميل علاء ولي الدين لما كان اللمبي بيعلمه اساليب الصياعه ... وكل شويه يقوله هارش
يابو زلاح .. يقوله هارش يا استاذ لمبي
ده موقع جوجل للترجمه
اخبط الجمله دي
Sometimes in life you feel the fight is over
Original text في المستطيل بتاع
English to Arabic BETA وبعدين اختار
Translate واديها
!!! واكتشف بنفسك ان جوجل طلع هارش النظام

عمال أكلم نفسى هنا لوحدى .. وحدش معبرنى .. فين الناس .. يظهر .. انى ؛اطلع عقد عمل فى مالطا .. أروح أرفع الآذان

عندما تتأمل كتاب الله .. تجد انه فى حديث رب العزة عن ادم عليه السلام ... قال فيه .." و لم نجد له عزما"
ينما نجد ان اولى العزم من الرسل و هم ابراهيم و نوح و موسى و عيسى عليهم السلام .. وخامسهم المصطفى عليه الصلاة و السلام
ترى ان العزم او العزيمة مكتسبة .. و ليست صفة اصلية فى الانسان .. و هى تزيد بكثرة الطاعات .. و كثرة الاستغفار ....
الواقع العملى .. كيف يصبح عندك عزما على الطاعات .. اكثر من الاستغفار ... حتى تصبح هذه الطاعة عادة ... فان لم تعها بعقلك .. فجوارحك تستغفر ...
الشيىء الاخر قم الليل .. ولو بركعتين .. اعاننا الله و اياكم .. وان لم تصل فاستغفر الله حتى يصبح القيام ايضا عادة ...
و فى انتظار خواطركم حول العزم والعزيمة

الحقيقة أن القرآن الكريم كتاب الله:-

يقول الله جل في علاه (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2)
وهذا كاف لنا كمسلمين لمعرفة المصدر الحقيقي للقرآن الكريم الذي أنعم به علينا وعلى البشرية كافة وقد أنزله على نبيه الكريم على مدى ثلاث وعشرون عاماً وما يزال بين أيدينا ولله الحمد والمنة كما أُنزل فقد تكفل الله بحفظه فقال سبحانه ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)

تاريخ جمع القرآن الكريم :-
تزودنا تفاصيل تاريخ جمع القرآن الكريم الموجودة في كتب التفاسير والتاريخ بمعلومات مفصلة عن طريقة حفظ وتوزيع القرآن الكريم ، لكننا عندما نبحث في كتب الحديث وكتب التاريخ ، فإنه يتوجب علينا التذكر بأن مصداقية القرآن الكريم لا تعتمد على تلك المصادر بل على التواتر الذي نُعرفه على أنه الطريقة التي ينقل جيل من خلالها الخبر (المرئي أو المسموع) لجيل آخر ، ويتكرر ذلك دون انقطاع ، ويتم هذا النقل بحيث أن عدد الناقلين للخبر في كل جيل كبيرٌ لدرجة عدم إمكانية حدوث سوء فهم أو نسيان أو اتفاق على الكذب.
أثناء حياة النبي صلى الله عليه وسلم :-
عندما كان عدد المسلمين في مكة قليلاً وبدون سلطة رسمية خلال الثلاثة عشرة عاماً الأولى من دعوته ، اعتاد محمد صلى الله عليه وسلم أن يقرأ على أتباعه وغيرهم الفقرات القرآنية التي أُوحيت إليه ، وقد حفظها أتباعه عن ظهر قلب ، وهناك براهين على أن تلك الآيات أو السور قد كُتبت على ما كان متوفراً من وسائل في حينه.

رُوي أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه سمع عن اعتناق أخته وزوجها للإسلام ، فأسرع لبيتهما وهو مشتاط غضباً ، ولما وصل إلى هناك أخفت أخته صحيفة القرآن التي كانت تقرأ منها ، وعندما أظهر رغبته في الاطلاع عليها، أخبرته أخته أن الصحيفة القرآنية مُطهرة لا يجوز أن يمسها غير طاهر ، وطلبت منه أن يغتسل قبل لمسها ، مما يدل على أن القرآن الكريم كان مدوناً في السنة السادسة لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، إضافة إلى حفظه في الصدور .

وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ، وأسس أول دولة إسلامية ، وضع أولويات لهذه المهمة ، فوضع أُسساً قانونية على نطاق واسع ، تحت إشراف السلطة لحفظ وجمع القرآن الكريم ، وللتأكد من ذلك فقد وضع ترتيبات منظمة للغاية. فقد أسس لجنة من حوالي أربعين شخصاً أو أكثر من أصحابه القادرين على القراءة والكتابة وأوكل إليهم مهمة كتابة القرآن الكريم ، وقد أورد ابن عبدربه وابن القيم أسماء بعض هؤلاء مثل:-

1. أبو بكرالصديق
2. عمر ابن الخطاب
3. عثمان ابن عفان
4. علي ابن أبي طالب
5. الزبير ابن العوام
6. عامر ابن فهيرة
7. أُبي ابن كعب
8. زيد ابن ثابت
9. خالد ابن سعيد ابن العاص
10. معاوية ابن أبي سفيان
11. المغيرة ابن شعبة
12.عبدالله ابن الأرقم
13.العلاء ابن عقبة
14.عمرو ابن العاص
15.ثابت بن قيس
16.عبدالله ابن رواحة
17.خالد ابن الوليد

يقول المؤرخ "العراقي" في مقطع شعري من كتابه "حياة محمد صلى الله عليه وسلم" (شعر) عن عدد الكتبة :-
" وكان عدد كُتّابه اثنان وأربعون "

كان الصحابي الشهير حنظلة ابن ربيع الأسدي رئيساً لتلك اللجنة. ويصنف على أنه رئيس جميع كتبة النبي صلى الله عليه وسلم (خليفة كل كاتبٍ من كُتاب النبي ) . وكان يقضي معظم وقته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد انتقلت مسؤولياته بعد وفاته إلى صحابي آخر.
يمكن تفسير سبب ترشيح عدد كبير من الكُتاب كهذا على أن هدفه كان تأمين تواجد كاتب كلما دعت الحاجة لذلك ، فقد كان الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أي وقت وأي مكان ، خلال رحلاته وحملاته العسكرية. وما ترشيحه لهذا العدد من الكتاب إلا خير دليل على جدية حرصه على حفظ القرآن الكريم مكتوباً.

اعتاد النبي صلى الله عليه وسلم كلما أُنزلت عليه آية أو آيات من عند الله أن يستدعي أحد أعضاء اللجنة ويملي عليه ما أُنزل ، مع توجيهه له للمكان من القرآن الكريم الذي يكتب فيه الوحي الجديد ، وبذلك يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم بإملاء الآيات المبعثرة فقط ، بل أعطى نظام ترتيب كل آية حسب الوحي ، ولم يترك مهمة تنظيم السور والآيات للأجيال اللاحقة ، فقد كان ذلك ضرورياً لأن أكثر من سورة أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في نفس الوقت ، لذلك فقد كان النساخ بحاجة إلى إرشاد الوحي في تنظيم القرآن الكريم أيضاً.

روى زيد ابن ثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطلب من الكاتب أن يقرأ له ما كتب بعد إتمام إملائه صلى الله عليه وسلم ، وذلك لتصحيح ما قد يكون الكاتب قد أخطأ فيه ، وللتأكد من صحة المسودة (ثم أُخرج به إلى الناس) وقد اعتاد الناس أن يكتبوا نُسخاً منه لاستعمالهم الشخصي ، ولحفظها غيباً في ذاكرتهم .

كان الصحابة متحمسين لدراسة وحفظ القرآن الكريم لما له من أهمية أساسية في حياتهم ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أكد على أهميته بشدة وباستمرار. تكثر الأحاديث النبوية الشريفة التي تقول أن قراءة القرآن الكريم من المصحف الشريف تعادل قراءته عن ظهر قلب ، ويشبه ذلك بفضل صلاة الفريضة على صلاة النافلة ، وقد قال أن من يتلو القرآن الكريم أثناء الليل شخص سعيد ومحظوظ . وقال أيضاً "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" . كان تأكيده صلى الله عليه وسلم على أهمية حفظ القرآن غيباً واضحاً بحيث أنه جعل ذلك مهراً قدمه صحابي فقير إلى زوجته ، وكان أحياناً يطلب من أصحابه أن يتلو القرآن عليه ، فقد سأل عبدالله ابن مسعود النبي صلى الله عليه وسلم " يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أُنزل ؟" فأجابه عليه الصلاة والسلام " إني أُحب أن أسمعه من غيري ".

نظراً لازدياد عدد أتباع النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة النبوية ، فقد تعلم القرآن الكريم ودونه عدد كبير من أتباعه ، روى أنس ابن مالك أن أربعة من كبار الأنصار من صحابة رسول الله قد جمعوا القرآن الكريم وهم : أُبَيّ ابن كعب – معاذ ابن جبل – زيد ابن ثابت – أبو زيد ، وزاد أنس في رواية أخرى اسم أبو الدرداء أيضاً ، وقد أخطأ الكثير من المؤرخين عندما حصروا عدد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين جمعوا القرآن الكريم بأنهم أربعة فقط.

إن الرواية تهدف إلى ذكر أولئك الصحابة من الأنصار ولا تشتمل على أسماء الصحابة المهاجرين الذين جمعوا القرآن الكريم.
تلا بعض الصحابة القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم لنيل تصديقه عليه ، رُوي أن عبدالله ابن مسعود تلا سورة يوسف على النبي صلى الله عليه وسلم ، بينما تعلم أُبَيّ ابن كعب القرآن كاملاً من النبي صلى الله عليه وسلم . يروي الإمام البخاري في صحيحه أن سبعين من قراء القرآن الكريم قد استشهدوا في غزوة بئر معونة ، وقد انتشرت نسخ مكتوبة من القرآن الكريم أثناء حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما رُوي أن عائشة رضي الله عنها قد احتفظت بمصحف لها في بيتها (بيت الرسول صلى الله عليه وسلم) ، وهذا يؤكد وجود مصحف في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم. كما امتلك المصحف العديد من الصحابة وقد كانوا متحمسين لحمله معهم أثناء المعارك ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشجعهم على ذلك .
وفي حجة الوداع ألقى الرسول الكريم خطبة حث فيها على تحصيل العلم قبل ضياعه ، فسأله أعرابي " أيضيع العلم والمصحف بين أيدينا ؟"

تؤكد لنا هذه الحادثة طبيعة القرآن الكريم الشاملة في بداية الإسلام، فمن الواضح أنه كان مكتوباً ومجموعاً قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. روى البخاري أن نسخة من القرآن الكريم قد احتُفظ بها في بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند عائشة رضي الله عنها، إضافة إلى عدة نُسخ أخرى عند الصحابة رضوان الله عليهم، وقد نُسخت جميعها من النسخة الأصلية التي أشرف عليها النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة .

ترتيب سور القرآن الكريم :-
لقد اُنزل القرآن الكريم مُنجماً أي على فترات تتناسب مع مراحل البعثة النبوية، لكنه لم يُرتب ترتيباً زمنياً حسب نزوله، ونُظم بطريقة جديدة أثناء جمعه وتنظيمه بحيث يظهر لقارىء المستقبل متماسكاً، واعتاد النبي صلى الله عليه وسلم كلما أملى فقرة من القرآن الكريم للكتبة أن يُخبرهم بمكانها في القرآن الكريم. وهذا يعني أن القرآن الكريم لم يكن يُدون ويُحفظ تدريجياً كما كان ينزل، بل كان يُجمع ويُنظم تنظيماً جديداً تحت إشراف النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، والذي كان بدوره يتلقى التعليمات من الله عز وجل وبناء على ذلك فإن الصحابة استعملوا لفظ " جمع " لتعريف دورهم في كتابة القرآن الكريم. رُوي أنهم قالوا " كنا نجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نجمع القرآن الكريم على الرقاق"

رويت عدة أحاديث تفيد أنه عندما اكتمل إنزال القرآن الكريم تلاه النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وقد كانت آخر مراجعة هي صورة القرآن الكريم في شكله الأخير تحت إشراف الله عز وجل.

وبذلك يكون القرآن الكريم كاملاً قد جُمع ودُون كتابة أثناء حياة النبي صلى الله عليه وسلم. كانوا يكتبون القرآن الكريم على الجلد المدبوغ، وعلى ألواح من الحجارة والخشب، وقطع من القماش، وعلى عظام أكتف الحيوانات....الخ واحتُفظ بنسخة كاملة منه لدى السلطة الرسمية، أي في بيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي حيث كان يسكن، مما أتاح للجميع حرية نسخها واستعمالها للحفظ أو التلاوة. وإضافة إلى تلك النسخة الأساسية فإن عدداً آخر من النسخ قد وُجد لدى بعض الصحابة، ومنها ما كان مصحفاً كاملاً، وأخرى كانت أجزاء منه. وقد حدث ذلك بالضبط موافقاً لتعليمات القرآن الكريم :-
"إن علينا جمعه وقرءانه * فإذا قرأناه فاتبع قرءانه * ثم إن علينا بيانه" (75 : 17-19)

توضح تلك الآيات في كلمات قليلة المنهج الإلهي لطريقة المحافظة على القرآن الكريم.

تاريخ جمع القرآن الكريم ( أثناء خلافة أبي بكر ):-
من المهم أن نفهم طبيعة الدور الذي قام به الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه في إيصال القرآن الكريم إلى صورته النهائية، فأثناء خلافته استشهد العديد من حفظة القرآن الكريم في ساحات المعارك، مما أقلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاقترح على أبي بكر ما يلي :-

1- وجوب مسئولية الدولة عن نشر القرآن الكريم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

2- وجوب توفر نسخة من القرآن الكريم مكتوبة على صفحات متساوية الحجم ومجموعة في كتاب واحد
وبناءً عليه فقد قرر الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يجمع القرآن الكريم في كتاب واحد، فألف لجنة تحت رئاسة زيد ابن ثابت، وقد أعانه جميع الصحابة وبذلك يكون الكتاب قد جُمع وصُدق عليه من قِبل مئات الصحابة. ودُعي كل صحابي كانت عنده أية آية مكتوبة على أية شيء، وطُلب منه أن يأتي بشاهدين على أن تلك الآيات قد أملاها وقرر مكانها النبي صلى الله عليه وسلم ، واستُدعي الشهود للتأكد من صدق الأمر، وللتأكد من مشاركة الصحابة الجماعية في ذلك العمل الجليل.
لقد اختص جهدهم هذا بالقرآن الكريم المكتوب وبتوزيعه، إن النقل المكتوب ليس الطريقة الوحيدة التي حُفظ من خلالها القرآن الكريم، بل لقد اتُبعت وسائل أخرى لحفظه.
رغم أن القرآن الكريم قد جُمع أثناء حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن مهمة إعداد نسخة رسمية قد تطلبت إعادة كتابته على صفحات متساوية الحجم، ونظراً للحساسية التي أولاها الصحابة للقرآن الكريم فإن تلك المهمة لم تُترك لشخص واحد، فقد عظم الصحابة القرآن الكريم أكثر من أي شيء آخر، وأكد جميعهم على ضرورة عدم وجود خطأ أو أي اختلاف أثناء كتابة الآيات من النسخة الأصلية وجمعها في كتاب واحد، إضافة إلى ذلك فإن الدليل الشفوي والكتابي يجب أن يتوفر، لا لاكتشاف شيء جديد ولكن للتأكيد على صحته بشكل أكبر. إن الحذر الملاحظ الذي اتخذته اللجنة التي أسسها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، يمكن مقارنته مع أية محاولة حديثة لنشر القرآن الكريم على نطاق واسع، حيث تُقارن وتُدقق محتويات النُسخ ثم يُصدق عليها من قِبَل الحُفّاظ الذين يحفظون القرآن الكريم غيباً والمتوفرين بأعداد كبيرة.
لقد وُضع مجلد القرآن الكريم الذي أُعد من قِبل اللجنة وصُدق من قِبل الصحابة في مكان عام حيث بإمكان الناس أن ينسخوا ما يشاءون منه .

تاريخ جمع القرآن الكريم( أثناء خلافة عثمان ابن عفان ):-

لقد أودع القرآن الكريم بعد وفاة أبي بكر الصديق عند عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما، ثم أودع عند ابنة عمر حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته .
وأثناء خلافة عثمان ابن عفان رضي الله عنه اعتنق الإسلام عدد كبير من غير العرب، ولم تكن العربية هي لغة الأم عندهم، فقد كانوا يتكلمون الفارسية ولغات أخرى، وبعضهم كانوا يقرأون العربية بطرق مختلفة، واعتاد بعض العرب في مناطق نائية تلاوة القرآن الكريم بلهجات مختلفة. ولم تؤثر مثل تلك الاختلافات على المدى البعيد على عملية المحافظة على القرآن الكريم، وذلك لتوفر أعداد كبيرة من النسخ المكتوبة من القرآن الكريم، ولوجود آلاف من الناس الذين كانوا يتلونه بلهجته الأصلية، رغم أن تلك الاختلافات بسيطة في طبيعتها، إلا أن تلك الاختلافات في اللفظ كانت محط قلق الخليفة الذي خشي أن تتطور لتصبح نُسخاً مختلفة مما قد يؤدي إلى اختلاف في المعاني. وبناء عليه فكما اتُخذت قاعدة في النص فقد اتُخذت قاعدة للفظ. ولم يكن ذلك قراراً صعباً. فقد تشاورالخليفة عثمان ابن عفان مع الصحابة رضوان الله عليهم، وقرر وجوب قراءة القرآن الكريم مطابقة للهجة النبي صلى الله عليه وسلم، أي لهجة قريش في مكة المكرمة. وبذلك يتضح أن طريقة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم هي الطريقة الأصلية والمقبولة. لقد أعد عثمان ابن عفان نُسخاً من القرآن الكريم كُتبت طبقاً للهجة وخط قريش، ووُزعت هذه النسخ على سائر مدن الخلافة الإسلامية، كنُسخ أصلية استُعملت لكتابة نُسخ متعددة أُخرى وتم توزيعها. يقال أن نسختين أصليتين من نُسخ عثمان رضي الله عنه موجودتان في متاحف في طشقند وإستانبول. ومن المعلوم أن الخليفة عثمان رضي الله عنه لم يكتف بإرسال نُسخة إلى المدينة الإسلامية بل أرسل قارئاً قرشياً ليعلم الناس الطريقة النبوية الصحيحة لقراءة القرآن الكريم. وهكذا فإن توزيع عثمان رضي الله عنه للقرآن الكريم لا يعني جمعه لأول مرة كما يُظن، فقد كان مجموعاً أثناء حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وضُم في كتاب واحد متعادل الصفحات زمن الخليفة أبو بكر الصديق. إن أهمية إسهام عثمان رضي الله عنه تكمن في قدرته على ملاحظة اختلاف اللهجات بين معتنقي الإسلام، مما حدا به لاستشارة الصحابة لحل المشكلة فوراً وتقرير توحيد القراءة على لهجة واحدة وهي لهجة قريش قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم.

تاريخ جمع القرآن الكريم(أثناء خلافة على رضى الله عنه وحكم معاوية):-
انقسمت الأمة الإسلامية بعد اغتيال عثمان ابن عفان رضي الله عنه إلى فريقين، خاضا ضد بعضهما حروباً ضارية، وخلال ظروف مضطربة كتلك فإن أُسس العقيدة الجدبدة التي ساهمت في ظهور تلك الأطراف، قد تتعرض لتكون موضع نزاع بين الأطراف المتناحرة، مما قد يؤدي إلى ظهور نصين لكتابين دينيين مختلفين، لكن ذلك لم يحدث في تلك الحالة، بل إن الفريقين المتنازعين استمرا في اعتقادهما الراسخ في نفس الكتاب. لقد حافظ علي رضي الله عنه على القرآن الكريم كما هو عندما استلمه من الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه وكذلك فعل معاوية .
كانت وجهات نظرهما متباينة في بعض الأمور، لكنهما كانا متفقين في إيمانهما بالقرآن الكريم، وواصلا جهودهما في محافظة الأمة الإسلامية على القرآن الكريم ونشره. ولو أن علياً رضي الله عنه جمع نصاً مختلفاً من القرآن الكريم (كما ورد في بعض الأخبار الفردية) لكان قد فرضه (كما يدعي بعض الشيعة) بدلاً من النص الذي وضعه الخلفاء الذين سبقوه، لقد خلت سنوات حكمه الست من أي ادعاء كهذا، بل إننا نجده يتلو النص نفسه، ويعتمد عليه في فتاواه ويعلمه للأجيال القادمة.

ومنذ ذلك الحين :-
انتعش المسلمون بعد زمن الفتنة، وعمل الحكام الأمويون والعباسيون على التأكيد على أن نسخة القرآن الكريم الأصلية هي النسخة الوحيدة المقبولة والموثوقة والمقدسة. وبعد سقوط العباسيين تولى الحكم الخلافة العثمانية التركية، وجعلت الدولة المحافظة على القرآن الكريم ونشره على رأس أولوياتها. لقد اعتُرف بنص واحد ولم يوجد غيره، واستمر آلاف المسلمين في تلاوته كاملاً سنوياً خلال صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك طيلة الأربعة عشر قرناً الماضية في كل بقاع الأرض. وقد طًبعت نُسخ عديدة من القرآن الكريم عندما اخترعت آلات الطباعة ووزعت على نطاق واسع، ولا يوجد أدنى شك في وجود أي تحريف فيه عن الأصل.
والله تعالى أعلم

تمـــــــت بحمـــــــد اللـــــــه
****************************
المصدر : الموضوع ترجمة عن مقال أرسله لي أحد الأخوة بعنوان :
The Holy Qur’an – Its Historical Authenticity
Nadir Aqueel Ansari

هل ألّفـه ورقة ابن نوفل ؟
تعريف بالفرقة الأبيونية :-

- قال المؤرخ موشيم في المجلد الأول من تاريخه: (إن الفرقة الأبيونية التي كانت في القرن الأول كانت تعتقد أن عيسى عليه السلام إنسان فقط تولد من مريم ويوسف النجار مثل الناس الآخرين وطاعة الشريعة الموسوية ليست منحصرة في حق اليهود فقط، بل تجب على غيرهم أيضاً والعمل على أحكامه ضروري للنجاة.

ولما كان بولس ينكر وجوب هذا العمل ويخاصمهم في هذا الباب مخاصمة شديدة كانوا يذمونه ذماً شديداً ويحقرون تحريراته تحقيراً بليغاً .انتهى.

- وقال جامعو تفسير هنري واسكات: "سبب فقدان النسخة العبرانية أن الفرقة الأبيونية التي كانت تنكر ألوهية المسيح حرفت هذه النسخة وضاعت بعد فتنة يروشالمن وقال البعض إن الناصريين أو اليهود الذين دخلوا في الملة المسيحية حرفوا الإنجيل العبراني، وأخرجت الفرقة الأبيونية فقرات كثيرة منه.
- ويشير أبو موسى الحريري في كتابه "قس ونبي" إلى عقائد بعض الفرق الأبيونية الهرطوقية التي ادعت أن المسيح يتحول برضاه من صورة إلى صورة، فقد ألقى في صلبه شبهه على سمعان، وصُلب سمعان بدلاً عنه، فيما هو ارتفع إلى السماء حياً إلى الذي أرسله، ماكراً بجميع الذين مكروا للقبض عليه. لأنه كان غير منظور للجميع (ص 129).

وكان ورقة أبيونياً:-
يزعم النصارى أن ورقة ابن نوفل هو المصدر الذي تعلم منه محمدٌ صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم وأن ورقة كان أبيونيا والقرآن الكريم بزعمهم مقتبس من ترجمة التوراة من العبرية إلى العربية على يد ورقة ابن نوفل .
ويزعمون أن كُتاب السيرة النبوية حاولوا إخفاء الصورة الحقيقية للعلاقة بين محمد بن عبدالله والقس ورقة بن نوفل النصراني النسطوري وغيره من رهبان النصارى مثل الراهب بحيرى وغيره. ويقولون أن ورقة بن نوفل كان زعيماً لكنيسة مكة النسطورية وكان يعمل على إعداد خلف له ليترأس الكنيسة وعثر في محمد (الذكي جدا) على ضالته المنشودة فأزوجه من بنت عمه (خديجة هي بنت عم ورقة وهي نصرانية) واعتنى به وكان هو وخديجة وعبد المطلب (أتباع الحنيفية) خير عضد وسند لمحمد في بداية دعواه.

ويستندون في زعمهم إلى حديث يتضمن قول " ثم يموت ورقة ويفتر الوحي" ويضيفون أنه عندما ماتت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ومات عبد المطلب بدأ القرشيون بمهاجمة محمد بدون أن يجدوا من يقاومهم. فورقة زعيم النصارى مات وعبد المطلب كبير الهاشميين مات وزوجته الثرية ماتت. فكانت الهجرة وجمع الفلول والعودة بقوة السلاح لفرض ما يريده. في هذه الفترة رأى محمد أنه سيفشل إن استمر في الدعوة للنصرانية بما فيها من جدالات ونقاشات حول الله وهل هو ثلاثة أو واحد والمسيح إله أم بشر أم غيره. فماذا فعل؟!

عاد إلى الأصل وأين الأصل؟ إنه ليس في موسى والشريعة واليهودية بل في أبو الديانتين المسيحية واليهودية حين كان الله واحد بكل بساطة وبدون أنبياء: إبراهيم!
وهنا حاك قصة إسماعيل بن إبراهيم وأبو العرب وكان يعلم عن ذلك من دروسه الكتابية التي نالها على يدي ورقة وغيره.
ثم يوردون قولاً مزعوماً من نبينا الكريم لأبي بكر وهو " لو أنك سبقت لفزت أنت بالنبوة ولكنني أنا سبقت فهي من نصيبي" ويفسرونه على أن الاثنين الرفيقين الذين تعبدا في غار حراء كانا يستعدان معا لقيادة كنيسة مكة ولكن محمدا (الذكي العبقري) سبق وأعلن الوحي والنبوءة فلم يتبقّ لأبي بكر غير الإذعان والتصديق ! وكانت مكافأة أبو بكر أنه خلف محمداً ثم عمر بن الخطاب بينما كان الأولى أن يخلفه علي بن أبي طالب!"

ملاحظات حول هذه الادعاءات:-
1- كيف تمكن أولئك من الوصول للحقائق المزعومة هذه وقد أخفاها أصحابها فهي لا توجد في أي مرجع قديم ؟
2- كذب ادعاء أن ورقة هو الذي زوج خديجة رضي الله عنها ومحمداً صلى الله عليه وسلم فجميع المصادر تذكر قصة زواجهما ولا يوجد لورقة أي ذكر في الموضوع . فمن أين أتوا بهذه الفرية؟ تذكر جميع كتب السيرة أنه لما بلغ محمدٌ صلى الله عليه وسلم من العمر خمساً وعشرين سنة، سافر إلى بلاد الشام للمرَّة الثانية، في تجارةٍ تخصُّ خديجة بنت خويلد، وهي سيِّدة كانت توكل إلى الرجال أمر تجارتها، وقد رغبت في إسناد هذه المهمَّة إلى محمَّد الَّذي عُرف بين القوم بحسن الخلق، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، حتَّى اشتُهِر عنه لقب (الصادق الأمين)، وصار موضع ثقة الناس واحترامهم. وقد أرسلت معه خادمها ميسرة، فذهبا واتَّجرا بمالها وربحا ربحاً وافراً، ولما رجَعَا إلى مكَّة أخبر ميسرة سيِّدته بما رأى من غرائبَ شَهِدَها بصحبته محمَّداً في تلك الرحلة؛ فقد كان من شأنه أنه كلَّما اشتدَّ الحرُّ، رأى ملَكين يظلِّلانه من حرارة الشمس وقيظها، فأُعجِبت خديجة بما سمعت، وأرسلت إليه تخطبه لنفسها وكانت في الأربعين من عمرها، فقبل محمَّد وأرسل عمَّه يطلب يدها من أهلها ثمَّ تزوجها.

3- لماذا اختص ورقة ابن نوفل محمداً من دون البشر ليوكل له مهمة ترأس كنيسة مكة ؟ ألم يكن له أبناء أو أخوة أو أبناء أخوة أو أفراد عندهم علم أو أكثر قرابة من محمد صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا لم يؤلف قرآناً لنفسه بدلاً من أن يعطي فضل ذلك لغيره ؟؟!! من المضحك أنهم يقولون أن علي ابن أبي طالب كان أحق بخلافة النبي من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وذلك بسبب قرابته له بينما ينفون عن أقارب ورقة تلك الأحقية !!!!

4- لا نجد السيرة الذاتية لبحيرى وورقة في كتب النصارى القديمة فمن أين جاءوا بمعلوماتهم الكاذبة هذه ؟

5- من أين أتوا بدعوى أنه كان في مكة نصارى وكنيسة بينما أجمعت كتب التاريخ على أن أهل مكة كانوا وثنيين يعبدون الأصنام وقد أعرضوا عن اعتناق النصرانية لتنافرها مع العقل والفطرة السليمة، كما وأنهم أعرضوا عن اليهودية لأن أنَفَتَهُم وإباءهم جعلتهم يرفضون فكرة شعب الله المختار التي تجعل من معتنقي اليهودية الجدد يهود من الدرجة الثانية ! لم يبلغ عدد نصارى مكة عدد أصابع اليد الواحدة وأسماؤهم مذكورة في كتب السيرة النبوية وقد أسلموا جميعاً ولله الحمد. ألا يصف كتاب النصارى عرب الجاهلية بالأمة الغبية كما في سفر التثنية الإصحاح 32 " 21 هم اغاروني بما ليس الها اغاظوني باباطيلهم. فانا اغيرهم بما ليس شعبا. بامّة غبية اغيظهم." ؟؟؟

أما إنجيل متى فيقول في الإصحاح 4 " 16 الشعب الجالس في ظلمة ابصر نورا عظيما. والجالسون في كورة الموت وظلاله اشرق عليهم نور.”
قال اليعقوبي في تاريخه : و أما من تنصر من أحياء العرب فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزي . منهم عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزي و ورقة بن نوفل بن أسد ... (تاريخ اليعقوبي 1- 157 )
إذن كان ورقة ممن ( تنصروا ) و ليس ممن ورثوا النصرانية ..!!

6- أين نجد أسماء رؤساء كنيسة مكة المزعومة قبل ورقة؟ ثم إننا نجد على الانترنت مقالات تزعم أنه كان في مكة أكثر من كنيسة ودير فما هو مرجعهم في ذلك ؟

7- إذا كانت الأبيونية قد تكونت في القرن الميلادي الأول فلماذا انتظر معتنقوها قروناً ولم يعملوا على تأليف كتاب جديد لهم قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

8- " ثم يموت ورقة ويفتر الوحي" أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الوحي من الله ؟ وإلا فكيف يكون شديد الذكاء كما قالوا ولا يفطن إلى أن انقطاعه بعد وفاة ورقة عن تزويد أتباعه بآيات جديدة سيؤدي إلى كشف عدم صدقه في دعواه أن الله هو الذي يوحي إليه ؟؟؟

ثم إن الوحي لم ينزل على نبي الإسلام إلا مرة واحدة قبل وفاة ورقة .وعندما عاد نزلت سورة الضحى : بسم الله الرحمن الرحيم
" وَالضُّحَى 1 وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى 2 مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى 3 وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى 4 وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى 5 أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى 6 وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى 7 وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى 8 فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ 9 وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ 10 وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ 11 ".

9 - ما الذي جعل محمداً متأكداً من أن المستقبل سيكون فيه الرضى له كما تقول السورة وقد تحقق ذلك في حياته ؟؟؟

هنا لفتة لغوية وهي أن الجملة تقول " وفتر الوحي " وليس ففتر الوحي. يقول علم النحو إن حرف الواو يدل على تتابع الأحداث بالترتيب الزمني أي على التراخي بمعنى : مات ورقة وبعد ذلك فتر الوحي
أما " ففتر الوحي " فإن حرف الفاء تفيد السببية بمعنى أن موت ورقة كان سبباً في انقطاع الوحي وهذا ما لم يحدث.
قول "ويموت عبد المطلب" لم يذكر الكاتب ما إذا كان عبدالمطلب نصرانياً أم لا ، رغم أنه زعيم قريش التي من المفترض حسب دعواهم أن تكون نصرانية

10- يزعمون أن الهجرة كانت بهدف جمع الفلول والعودة بقوة السلاح لفرض ما يريده نبي الإسلام !!! يبدو أنهم نسوا أن ورقة ابن نوفل قد تنبأ لمحمد صلى الله عليه وسلم بأنه سيضطر للخروج من مكة المكرمة تماماً كما حدث مع بعض أنبياء الله مثل سيدنا موسى عليه السلام عندما أمره الله بالخروج من مصر! وهناك مثال آخر عن ثقة النبي صلى الله عليه وسلم في صدق نبوته وبالتالي في التأكد من حماية الله له ولرسالته، وذلك عندما ترك مكة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أثناء الهجرة إلى المدينة ، فقد رأوا رجالاً قادمين لقتلهم مما أخاف أبي بكر ، لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاذباً أو دجالاً أو شخصاً يحاول خداع الناس لأن يصدقوا نبوته ، فإن المفروض في تلك الحالة أن يقول لصاحبه " اسمع يا أبا بكر حاول أن تجد مخرجاً خلفياً لهذا الكهف " أو اجلس القرفصاء في تلك الزاوية وابق هادئاً". لكنه قال لأبي بكر " لا تحزن. إن الله معنا !" وهذا دليل واضح على ثقته بعون الله له. إذا كان الشخص يعرف أنه يخدع الناس فمن أين له تلك الثقة ؟ إن حالة الطمأنينة الفكرية هذه لا يمكن أن توجد في شخص كذاب أو دجال.

11- يتجاهل أولئك الضالون أو يتعامون عن حقيقة أن الدعوة تدرجت من كونها سرية بدأت بدعوة عائلة نبي الله صلى الله عليه وسلم لقوله سبحانه )وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء:214) ثم اتخذت صفة الجهر بالدعوة بناءً على أوامر الله لقوله سبحانه )فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر:94) وقد بقي نبي الله في مكة يدعو للإسلام ويتلقى وأصحابه صنوف العذاب من الكفار على مدى ثلاث عشرة سنة . وبعد ذلك أمره الله بالهجرة إلى المدينة المنورة وقد ورد ذكر ذلك في سفر إشعياء الإصحاح 21 " 13نُبُوءَةٌ بِشَأْنِ شِبْهِ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ: سَتَبِيتِينَ فِي صَحَارِي بِلاَدِ الْعَرَبِ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ، 14فَاحْمِلَوا يَا أَهْلَ تَيْمَاءَ الْمَاءَ لِلْعَطْشَانِ، وَاسْتَقْبِلُوا الْهَارِبِينَ بِالْخُبْزِ، 15لأَنَّهُمْ قَدْ فَرُّوا مِنَ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَالْقَوْسِ الْمُتَوَتِّرِ، وَمِنْ وَطِيسِ الْمَعْرَكَةِ. 16لأَنَّهُ هَذَا مَا قَالَهُ لِي الرَّبُّ: فِي غُضُونِ سَنَةٍ مَمَاثِلَةٍ لِسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ، 17وَتَكُونُ بَقِيَّةُ الرُّمَاةِ، الأَبْطَالُ مِنْ أَبْنَاءِ قِيدَارَ، قِلَّةً. لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ."
وهذا تعليق على فقرة إشعياء :-
- نبوة محمد صلى الله عليه وسلم الوحيدة في بلاد العرب
- "العطشان والهارب بخبزه" هو صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة
- "فإنهم من أمام السيوف قد هربوا " أمر الله سبحانه وتعالى رسوله بالهجرة من مكة إلى المدينة هرباً من بطش قريش عندما تسلحوا بسيوفهم وحاصروا بيته لقتله ولكن الله سبحانه وتعالى نجاه منهم
- "يا سكان أرض تيماء" مدينة في المملكة العربية السعودية تقع شمال المدينة المنورة وقد كان يسكنها اليهود وهذا أمر من الله سبحانه وتعالى لهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم
- " في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار " لقد حدثت معركة بدر الكبرى وقد نصر الله سبحانه وتعالى فيها محمد صلى الله عليه وسلم في العام الثاني للهجرة وكانت بداية فناء أمجاد قيدار الجاهلية واعتنق جميعهم الإسلام فيما بعد
- "وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل" لقد قُتل 70 من صناديد قريش يوم بدر
فهل خطط ورقة ابن نوفل لهذا أيضاً ؟؟؟
- لقد حُرم نبي الله وأصحابه من وطنهم وأملاكهم وعائلاتهم فأذن الله لهم بمحاربة الكفار لقوله سبحانه )أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (الحج 39-40) فكيف يدعون أن نبي الله هاجر ليفرض الإسلام بالسيف ؟ وكيف عرف أن أهل المدينة المنورة سيناصرونه خاصة وأن بينهم اليهود وهم من أشد الناس عداوة للمسلمين ؟ بل وكيف يكذبون ما ورد في كتابهم على لسان المسيح عليه السلام في إنجيل لوقا 4 " 24ثُمَّ أَضَافَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَا مِنْ نَبِيٍّ يُقْبَلُ فِي بَلْدَتِهِ." .

12- قولهم " في هذه الفترة رأى محمد أنه سيفشل إن استمر في الدعوة النصرانية بما فيها من جدالات ونقاشات حول الله وهل هو ثلاثة أو واحد والمسيح إله أم بشر أم غيره. فماذا فعل؟! عاد إلى الأصل وأين الأصل لا في موسى والشريعة واليهودية بل في أبو الديانتين المسيحية واليهودية حين كان الله واحد بكل بساطة وبدون أنبياء: إبراهيم."
أقول : أحمد الله الذي يدافع عن دينه ويظهر الحق حتى على ألسنة أعدائه ! فقد أثبتوا أن التثليث دخيل على دين الله منذ أن خلق آدم وإلى يوم القيامة ولا علاقة لأنبياء الله الكرام إبراهيم أو موسى عليهم السلام به . ثم إنهم يدعون أن القرآن الكريم نسخة مختزلة من كتابهم فكيف يكون ذلك وقد حارب القرآن الكريم التثليث ؟؟!!

13- "وهنا حاك قصة إسماعيل بن إبراهيم وأبو العرب وكان يعلم عن ذلك من دروسه الكتابية التي نالها على يدي ورقة وغيره." لي أكثر من ملاحظة على هذه المقولة :-
- لقد بقي العرب يعظمون دين إبراهيم عليه السلام وهذا سبب حرصهم على إبقاء الكعبة قائمة أم أنهم ينكرون وجود الكعبة في مكة المكرمة لمئات السنين قبل حياة محمد صلى الله عليه وسلم ؟
- وماذا عن بئر زمزم ؟ أم أنهم أيضاً ينكرون وجوده؟ بل وماذا عما يقول كتابهم بهذا الشأن حيث يقول سفر التكوين الإصحاح 21" وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ وَسَقَتِ الصَّبِيَّ. 20وَكَانَ اللهُ مَعَ الصَّبِيِّ فَكَبُرَ، وَسَكَنَ فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ، وَبَرَعَ فِي رَمْيِ الْقَوْسِ. 21وَاتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ مِصْرَ.

- كيف يفسرون ما يقول سفر التثنية الإصحاح 33 : 2
- 4 " جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران ...." وفاران هي مكة المكرمة؟
- وماذا عما جاء في سفر التكوين الإصحاح 17" 20أَمَّا إسماعيل، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً.." أين هي تلك الأمة ؟ وهل تُقاس الأمم في الكتب المقدسة بعددها أم بقيمتها الإيمانية ؟؟؟

14- ثم يأتون بأكذوبة أخرى في قولهم على لسان نبينا الكريم لأبي بكر" لو أنك سبقت لفزت أنت بالنبوة ولكنني أنا سبقت فهي من نصيبي؟! فماذا يعني بذلك؟! ألا يعني أن الاثنين الرفيقين الذين تعبدا في غار حراء كانا يستعدان معا لقيادة كنيسة مكة ولكن محمدا (الذكي العبقري) سبق وأعلن الوحي والنبوءة فلم يتبقّ لأبي بكر غير الإذعان والتصديق؟! وكانت مكافأة أبو بكر أنه خلف محمد ثم عمر بن الخطاب بينما كان الأولى أن يخلفه علي بن أبي طالب."
من أين أتوا بهذا الزور؟ ثم إن أبا بكر لم يشارك نبي الله في تحنثه في الغار . ومن المستحيل على رجل عظيم مثل عمر أن يكون تابعاً لأحد ما لم يكن متأكداً من صدقه ؟

وأخيراً : هذا هو الحديث الخاص بنزول الوحي لأول مرة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
" وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيما روته عنه عائشة زوجه رضى الله عنها قالت : { أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي ، الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى شيئاً إلا جاء مثل فلق الصبح . ثم حبّب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه – أي يتعبد فيه- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة –زوجه – فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ . قال صلى الله عليه وسلم : فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال :اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ .فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ،ثم أرسلني فقال : ((اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق .اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم )) فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده ،فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال زمّلوني زملونّي ، فزمّلوه حتى ذهب عنه الرّوع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة : كلا والله ، ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكّل وتكسب المعدوم ، وتقرى الضيف وتعين على نوائب الدهر .
فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن عبد العزّى- ،ابن عم خديجة – وكان امرءً تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمى –فقالت له خديجة : يا ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى . فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى – عليه السلام – يا ليتني جذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً . ثم لم ينشب ورقة أن توفى ،وفتر الوحي } "
*************
المصدر: للأسف لا أذكر عنوان الرابط الذي أخذتُ عنه المعلومات عن الفرقة الأبيونية
أما بقية الموضوع فهو نتيجة لحوار مع أحد النصارى

هل ألّفــه الراهب بحيرى ؟
زعم أعداء الإسلام أمثال المستشرق نورمان دانيال أن محمداً صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن الكريم من راهب نصراني اسمه بحيرى أو جرجيس أو سرجيوس .

وهم يعللون ذلك للتشابه بين بعض محتويات القرآن الكريم وكتب أهل الكتاب .

إن التشابه في بعض الأمور الدينية بين الأديان الثلاث ناتج عن وحدة المصدر وهو الله جلّ في علاه ، ومن المتعذر أن يكون نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قد اقتبس تعاليمه من الإنجيل. وقد اعترف بعض المستشرقين بذلك ، فقد قال البروفيسور مونتجمري واط ".... إن من المستبعد أن يكون محمد قد قرأ الكتب الدينية اليهودية أو النصرانية [ص39] ... ومن الأرجح أنه لم يقرأ أي كتاب آخر".
وقد شاركه ج.س.هجسن نفس الرأي بقوله " إن قاعدة نبوة محمد من ناحية مبدأية هي نفس تجربة وأعمال أنبياء بني إسرائيل. لكنه لم يعرف شيئاً عنهم بشكل مباشر. ومن الواضح أن تجربته كانت خاصة "

هناك حديث يتعلق بأمر لقاء محمد صلى الله عليه وسلم بالراهب بحيرى وهذا نصه من سنن الترمذي :-
" حدثنا ‏ ‏الفضل بن سهل أبو العباس الأعرج البغدادي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏يونس بن أبي إسحق ‏ ‏عن ‏ ‏أبي بكر بن أبي موسى ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏قال ‏ :
خرج ‏ ‏أبو طالب ‏ ‏إلى ‏ ‏الشام ‏ ‏وخرج معه النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في أشياخ من ‏ ‏قريش ‏ ‏فلما ‏ ‏أشرفوا ‏ ‏على ‏‏ الراهب ‏ ‏هبطوا فحلوا ‏ ‏رحالهم ‏ ‏فخرج إليهم ‏‏ الراهب ‏ ‏وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون ‏ ‏رحالهم ‏ ‏فجعل يتخللهم ‏‏ الراهب ‏ ‏حتى جاء فأخذ بيد رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من ‏ ‏قريش ‏ ‏ما علمك فقال إنكم حين ‏ ‏أشرفتم ‏ ‏من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا ‏ ‏خر ‏ ‏ساجدا ولا يسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى ‏ ‏فيء ‏ ‏الشجرة فلما جلس مال ‏ ‏فيء ‏ ‏الشجرة عليه فقال انظروا إلى ‏ ‏فيء ‏ ‏الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو ‏ ‏يناشدهم ‏ ‏أن لا يذهبوا به إلى ‏ ‏الروم ‏ ‏فإن ‏ ‏الروم ‏ ‏إذا رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه فالتفت فإذا بسبعة قد أقبلوا من ‏ ‏الروم ‏ ‏فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا إن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس وإنا قد أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا فقال هل خلفكم أحد هو خير منكم قالوا إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا قال أفرأيتم أمراً أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا لا. قال فبايعوه وأقاموا معه .قال :‏ ‏أنشدكم ‏ ‏بالله أيكم وليه؟ قالوا ‏: ‏أبو طالب. ‏ ‏فلم يزل ‏ ‏يناشده ‏ ‏حتى رده ‏ ‏أبو طالب ‏ ‏وبعث معه ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏بلالا ‏ ‏وزوده‏‏ الراهب ‏ ‏بالكعك والزيت ‏".‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏لا نعرفه إلا من هذا الوجه


هذا حديث موضوع لعدة أسباب :-
1- إن معظم الرواة يُعتبرون بطريقة أو بأخرى غير ثقاة
2- إن سلسلة الرواة تعتبر منقطعة
3- إن الراوي الأول ليس شاهد عين للحدث أو طرف فيه.
ولتفصيل ذلك أقول وبالله التوفيق :-
1- الفضل ابن سهل ابن إبراهيم الأعرج: كان راوياً قوياً ،ولكن هناك تحفظات بالنسبة له. يقول الخطيب البغدادي :-
قال لي أحمد ابن سليمان ابن علي المقرىء عن أبي سعيد أحمد ابن محمد الملِني عن عبدالله ابن عدي قال "سمعتُ عبدان يقول أنه سمع أبا داود الساجستاني يقول أنه لم يُحب رواية بعض الأحاديث عن الفضل الأعرج" فسألته عن السبب. فأجاب كيف يمكن أنه لم يصدر عنه أي حديث صحيح" . قال ابن عدي أنه سمع أحمد ابن الحسين الصوفي يقول أن الفضل ابن سهل الأعرج كان شخصاً ماكراً كالثعالب ومراوغاً ومخادعاً.
2- عبدالرحمن ابن غزوان : رغم أن معظم النقاد وضعوه في صف الرواة الأقوياء والموثوق بروايتهم ،إلا أنه لم يسلم من اللّوم فقد قال عنه الإمام المِزّي :-
قال ابن حبان عنه لقد اعتاد ارتكاب الأخطاء.فإن روايته لقصة المماليك عن الليث عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة تؤلم وتزعج العقل والقلب.
3- يونس ابن أبي إسحق : يروي صالح ابن أحمد ابن حنبل عن علي المديني أنه قال عندما ذُكر يونس ابن إسحق : " كان الإهمال وعدم الاهتمام صفة متأصلة في شخصه ". يستشهد بُندار بقول سَلم ابن قتيبة "جئت من الكوفة. وقد سألني شعبة عمن رأيت هناك ، فقلت رأيت فلاناً وفلاناً ، وقابلت أيضاً يونس ابن إسحق ، ثم سألني وأي حديث نقل إليك ، فرويت له ما سمعت ، فسكت برهة قلتُ له أن يونس قال " قال لي بكر ابن ماعز" فقال شعبة " ألم يقل أن عبدالله ابن مسعود روى له ؟ (وكان ذلك مستحيلاً وبوضوح نظراً للفارق الزمني بينهما. وهذا يعني أن شعبة ينظر إليه على أنه مبتدع) . يقول أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبدالله عندما ذُكر اسم يونس ابن أبي إسحق يصنف روايته عن أبيه بأنها غير موثوقة. لقد أخبر أبو طالب أحمد ابن حنبل أن هناك إضافات على روايات الأشخاص في حديث يونس ابن إسحق، وقد سمع ابنه إسرائيل ذلك ودَوّنه من أبي إسحق ، لكن لا توجد أيّ إضافات كإضافات يونس. قال عبدالله ابن أحمد ابن حنبل " لقد سألت أبي عن يونس ابن أبي إسحق فأجاب أن رواياته ضعيفة ومشوشة....وأنه كذا وكذا " قال أبو هيثم أنه كان موثوقاً به، لكن أحاديثه يصعب تصديقها واتخاذها دليلاً على شيء.
4- إن أبا بكر يروي الحديث عن أبيه أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ولا يوجد دليل واحد على أنه سمع حديثاً عن أبيه وذلك لأنه توفي عام 106 هـ بينما توفي والده أبو موسى الأشعري عام 42 هـ عن عمر ناهز 63 عاماً كما روى الإمام شمس الدين الذهبي ، كما نورد هنا " يروي ابن سعد عن هيثم ابن عدي أنه مات عام 42 هـ أو لاحقاً..."
وهذا يعني أنه عاش 64 عاماً أو نحوها بعد وفاة أبيه مما يؤكد أنه كان صبياً وقتها فكيف حفظ هذا الحديث ؟
وقد رفض الإمام أحمد ابن حنبل رفضاً قاطعاً إمكانية قبول روايته.
ويعتبره ابن سعد كاذباً ولا يؤخذ بقوله.
عندما نُحلل نص الحديث بطريقة نقدية فإن ذلك يكشف عن ثغرات جدية:-

1- كان الدخول في التعاملات التجارية والذهاب ضمن قوافل تجارية محصوراً على الأشخاص الأثرياء ولم يحلم أبو طالب أن يكون منهم ، لأنه لم يكن ثرياً أبداً ، بل إن ثروته كانت ضئيلة لدرجة عدم تمكنه من الإنفاق على أولاده ، مما جعل بعض أقاربه يتعاطفون معه ويأخذون على عاتقهم مسئولية تربية بعض أبنائه. إن قصة الحديث مختلقة ، ولا يوجد دليل على أن أبا طالب كان له رحلات تجارية إلى أي مكان. لقد كان بائع عطور بسيط ، وقد رُوي أنه كان أعرجاً وبذلك يفقد الأهلية للقيام برحلة شاقة كتلك.

2- لو كان بحيرى حقاً عالماً عظيماً وبارعاً لدرجة أنه خطط لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن من المفروض أن يوجد له في السجلات النصرانية أدب كثير ، ومجلدات عن حياته وأعماله ، ولكننا لا نجد عنه شيئاً إلا في أحاديث الدرجة الثالثة في الأدب الإسلامي.

3- اختار بحيرى نبي المستقبل وفي حضور كبار رجال قريش قال إن الصبي سيصبح رئيس العالم المختار ، ونبي رب العالمين ورحمة للعالمين. وبذلك يكون رجال قريش شهوداً على تلك الحادثة الغير عادية ، وينقلونها إلى أهل مكة عند عودتهم إليها وبذلك تصبح حديث الناس ، ومن الطبيعي أنه لو حدث شيء يتعلق بنبي المستقبل فإن أولئك الرجال ومن سمع الحادثة منهم سيعودون للحديث عن تلك الحادثة ، لقد ظهر محمد في الصباح الباكر في البيت الحرام بعد ذلك ببضعة سنوات ، حيث حل النزاع حول وضع الحجر الأسود ، كان من المفروض حسب الحديث أن يصيح الناس " لقد وصل رسول رب العالمين ، ورئيس جميع المخلوقات ، وظهر رحمة العالمين ، ونحن نؤيده ونقبل رأيه ". لكن كتب التاريخ لم تذكر شيئاً من هذا القبيل ، بل تذكر أنهم قالوا "جاء الأمين-الصادق-الخ" ومرة أخرى عندما أعلن النبي المنتظر أنه اختير لأداء المهمة ، كان من المفترض حسب الحديث أيضاً أن يعلن كل من اعتنقوا الإسلام أنهم كانوا يعرفون ذلك وينتظرونه ، فإننا نجد أن ذلك لم يحدث.

4- عندما سُئل بحيرى عن سبب معرفته بأن الصبي سيصبح نبياً أجاب بأن جميع الأشجار والحجارة قد ركعت له. ولو كان الأمر كذلك فإن كل من كانت له صلة به في مكة أو غيرها سيعرف ذلك أيضاً ، فقد كان أمراً غير عادي ، وظاهرة غير طبيعية أو مألوفة ، وبذلك لا يمكن أن تمر دون أن لا يلاحظها الناس . من الغريب أن رجال القافلة الذين ارتحلوا معها مئات من الأميال لم يلاحظوا الأمر وكان بحيرى فقط هو الذي أدركها. وبناء عليه فإن من المفترض أن علامة النبوة المذكورة تكون موجودة في الإنجيل ، لكن الأمر ليس كذلك مما يجعل الحادثة مختلقة وغير موثوقة.

5- لو أن المستشرقين الذين اتخذوا من تلك الحادثة عاملاً يساعدهم في ادعائهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد تعلم وأخذ تعاليم دينه عن النصرانية من خلال الراهب المذكور، لو أنهم اعتقدوا أن حادثة بحيرى تلك كانت حقيقة وليست خيالاً ،ولو أنهم كانوا صادقين في دراساتهم لكان موقفهم تجاه الإسلام مختلفاً تماماً ، بينما يكشف موقفهم السلبي الحالي من الإسلام أنهم حقاً لا يعتقدون بصحة ذلك الحديث.

6- لو كان قول أن الأشجار والحجارة ركعت للنبي صلى الله عليه وسلم ، فإن ذلك لن ينحصر في تلك الحادثة فقط ، ويكون الآلاف من الأشخاص قد شاهدوا ذلك في مكة وسواها. لكننا لا نجد حديثاً صحيحاً واحداً يؤيد حدوث ذلك، مما يؤكد أن ذلك الحديث موضوع لا أصل له.
7- لقد حثهم الراهب على عدم أخذ الصبي إلى بلاد الروم، لأنه لدى رؤيته له تعرّف على علامات النبوة التي ستجعلهم يقتلونه، وهذا يعني أن علامات نبوة النبي المنتظر كانت من الوضوح في الإنجيل بحيث لا يمكن أن تفوت عن أنظار كبار الروم. هل يتفق المستشرقون مع ملاحظات الراهب؟ وإن كان الأمر كذلك فما مدى استعدادهم لقبول مصداقية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟ هل يعتقد أولئك أن العلامات لصالح نبي الإسلام حقاً موجودة في الإنجيل بوضوح بحيث أن مجرد رؤيته تجعل العالِم يتعرف عليه كما ظن الراهب ؟.

8- أما عن مجموعة الرجال السبعة الروم الذين قالوا إن النبي المنتظر كان سيخرج من بلده ذلك الشهر، فإن المرء يتساءل عن مصدر علمهم ذلك، فبالنسبة للإنجيل لا يوجد شيء فيه من هذا القبيل، ومن الغريب أن يكون المستشرقين قد اختاروا بناء قصرهم بدون أي أساس وعلى أرضية مزيفة، مما يجعله قابلاً للسقوط بمجرد ضربة واحدة من قبل ناقد موضوعي.

9- لو كانت الحادثة حقيقية لما تردد كبار قريش وخاصة أبو طالب في اعتناق الإسلام فور إعلان النبي صلى الله عليه وسلم لرسالته.

10- لو كان في الرواية أي جزء من حقيقة لامتلأت كتب الأدب الديني الإسلامي بوصف مراحل حياة ذلك الراهب المختلفة ، لكننا لا نجد له أثراً فيها.

11- يقول الفصل الأخير من الحديث أنه وبناء على إصرار من الراهب فإن أبا طالب أعاد الصبي مع أبي بكر وبلال ، وهذا دليل واضح على أن القصة مختلقة ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن أكبر من أبي بكر رضي الله عنه إلا بعامين أو ثلاثة ، فلو كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ 9 سنوات ، فإن عمر أبا بكر سيكون 6 سنوات ، ولو كان عمر نبي المستقبل 12 عاماً لكان عمر أبي بكر 9 أعوام

12- أما بالنسبة لبلال رضي الله عنه فقد توفي عام 17 أو 18 والأرجح أنها عام 20 هـ أي 6-7 والأرجح 9 سنوات بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وبناء عليه فإنه قد لا يكون قد وُلد بعد أو أن عمره كان 1-3 سنوات ، عندما كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 9 سنوات!!!

13- الراهب بحيرى لم يكن من سكان مكة بل وكان يسكن على مسافة بعيدة عنها فكيف تمكن من تعليم صبي كتاباً ضخماً في زيارة واحدة ؟! ولماذا انتقى بحيرى محمداً بالذات وأعطاه هذا التشريع ، ولم يعطه لابنه أو قريبه أو يدعيه لنفسه ؟! ولماذا لم يحدث ذلك قبل حياة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ هل نفهم أن النصارى بقوا بدون كتاب لمئات من السنين ؟

14- يقول النصارى أنه كان نسطورياً أو أبيونياً وهي فرق مهرطقة خرجت عن النصرانية فكيف يصدقه رهبان الشام إذا كانت تلك الفرق مهرطقة ؟ أم أن جميعهم مهرطقين ؟؟؟

15- عندما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم شاباً في سن الخامسة والعشرين ، شارك مرة أخرى في رحلة مع قافلة تجارية إلى بلاد الشام لصالح خديجة رضي الله عنها. لو كان يعرف مسبقاً أن أهل تلك البلاد يُكنون له العداوة ، وأنهم بمجرد رؤيته سيتعرفون عليه من خلال علامات نبوته الواضحة لما قام أبداً بتلك الرحلة. لكنه لم يُبد أي تردد في قبول عرض خديجة له في الاتجار لصالحها ، ولم يقم أحد بإيذائه وعاد سالماً معافاً بعد قيامه بعمليات تجارية رابحة.

16- من الغريب ملاحظته في هذا الحديث الذي وبالرغم من أنه كله ملفق ، إلا أنه أقوى من جميع الأحاديث التي تناولت حادثة بحيرى ، لكن الراهب لم يخاطب نبي المستقبل مباشرة في أي وقت من الأوقات ، وبإمكان الشخص ملاحظة ذلك من خلال قراءته للحديث ليرى بنفسه تلك الظاهرة الغريبة. لا يوجد في الحديث ضمير غائب بديلاً لمحمد صلى الله عليه وسلم ، لقد استعمل الراهب في كل مرة شخصاً ثالثاً أو ضمير إشارة بدلاً من الصبي. هذا يدل على أن الراهب لم يعتبر أن صبياً أمياً يمكنه أن يفهم ما يقول عنه. ومن الملاحظ أيضاً أن أحداً من رواة ذلك الحديث لم يكن من السخف لدرجة أن يُظهر الراهب وهو يخاطب الصبي بشكل مباشر. لأنهم من الطبيعي أن لا يتصورا أن صبياً في مثل عمره يستحق تلك المحادثة .

17- لم يعاصر بحيرى التسلسل الزمني للحوادث الواردة في القرآن الكريم فكيف يكون القرآن الكريم من عنده ؟

18- في القرآن الكريم آيات لا توافق عقيدة المسيحية بل تبطل التثليث بشكل واضح فكيف يكتبها بحيرى ؟

19- هل يجوز لراهب أن يكذب ؟ كيف يقول بحيرى أن القرآن من عند الله نزل على قلب محمد وهو من عنده ؟؟؟ كيف يرضى أصحاب الشبهة هذه أن يكون عالم دينهم كذاب ؟

وخلاصة القول: إن من المفيد إلقاء نظرة على الملاحظات الحيادية لبعض المستشرقين . يقول جون ب. نوس وديفيد س. نوس في كتابهم الشهير " أديان الرجل" : (.... إن من الواجب إدراج الحديث الشريف الذي يقول إن محمداً صلى الله عليه وسلم تعلم اليهودية والنصرانية خلال رحلاته مع القافلة التجارية المتجهة للشام ، وكانت الأولى بصحبة عمه أبي طالب عندما كان في سن الثانية عشرة ، والثانية عندما كان عمره 25 عاماً كموظف لخديجة التي تزوجها فيما بعد ، على أنه حديث غير مقبول ).

ويقول توماس كارلايل :-
لا أعرف ماذا أقول بشأن سيرجيوس [ بحيرى أو بحيرى ، مهما كان اللفظ ،وقد أُطلق عليه أيضاً اسم سرجيوس] ، الراهب النسطوري الذي قيل إنه تحادث مع أبي طالب ، أو كم من الممكن أن يكون أي راهب قد علم صبياً في مثل تلك السن ، لكنني أعرف أن حديث الراهب النسطوري مبالغ فيه بشكل كبير ، فقد كان عمر محمد صلى الله عليه وسلم 14 عاماً [كان عمره إما 9 أو 12 عاماً على أكثر تقدير] ولم يعرف لغةً غير لغته ، وكان معظم ما في الشام غريباً وغير مفهوم بالنسبة له.


المرجع : الموضوع مترجم عن مقال أرسلها أحد الأخوة بعنوان:
A CRITICAL APPRAISAL OF
THE BUHAIRA MONK EVENT
Abdus Sattar Ghouri