اســتـــراحــة الـمحــارب

استراحة عقلية و فكرية لمحارب.. فى دنيا الله .. يبحث عن الحكمة ..

من أنا

صورتي
رحالة فى دنيا الله .. من أرض الى أرض .. اسمع و انصت ... و اعقل ..لعلى اعتبر أبحث عن الحكمة .. فأين أجدها؟

زوار الاستراحة

المتابعون

ابحث فى الاستراحة

بحث مخصص


دعوة للمدونين المصريين بالكويت
للاجتماع و التواصل الفكرى ..والانسانى
لتحديد الموعد و المكان .. رجاء التواصل عبر الرد فى هذه التدوينة ... و أو التواصل عبر الايميل



مع احترامى لمدونة اياكش تولع بس النهارده محتاج العنوان عندى للتدوينة دى اساس الحياة هو الاختلاف و ضرب الجزم .. يعنى مصر ..طول عمرها خناقات بين اهل البلد والمحتل ( ماهو اصلها طول عمرها ولحد دلوقت مختلة ) مع اختلاف جنسية المحتل .. ماعدا فترة الفتح الاسلامى .. قبل ماحد يطبق فى زمارة رقبتى... الاول كان المحتل غريب .. ودلوقت بقى غريب مع القريب .. و اذا مكانتش الخناقة بين ده وده تبقى بين المسلم والمسيحى ... و اذا مكانش مفيش مانع تبقى مع الجيران .. السودان شوية .. حلايب و شلاتين وليبيا شوية .. المهم .. والعراق مش فاضيين .. اما بيتخانقوا مع بعض سنة و شيعة .. او مع البعثيين السابقين ...(خد بالك من السابقين دى .. مع ان 90% من البلد كانوا بعثيين قبل كده) او مع اى حد .. المهم خناقة و خلاصة .. و كذلك لبنان نازلين ضرب فى بعض بالجزم .. سنة و شيعة و مسيحيين و دروز .. و فاضل كام ملة هناك .. و اخيرا و ليس أخرا فلسطين .. فتح و حماس ما شاء الله .. خلصوا كل مشاكلهم .. وحرروا الاقصى .. واقاموا الدولة .. وكل حاجة .. قام فضل شوية رصاص فرط على جنب .. فاستخسار يعنى بدل ما يترموا .. اهم يموتوا بيهم بعض .. فاقتراح من عندى .. علشان الضغط و السكر عاليين عندى .. اننا نسيب العالم دى كلها تتخانق .. و تموت بعضها .. يمكن ربنا يبارك فيهم و يموتوا بعض ,, وما يفضلش حد منهم اساسا .. علشان تفضى البلاد .. يمكن تيجى ناس تانية من حتة تانية عندها استعداد تعمل حاجة عدلة .. بس المشكلة .. انهم ممكن ييجوا استيراد من الصين .. (عارفيين انتوا تكلفة الشحن ارخص ) .. حد فهم حاجة .. و لا تروحوا اى بلد من البلاد الى فيها خناقات دى ....بالمرة ...

هذه التدوينة وجدنها فى موقع
فلسفات بدون سالفة

و اعتقدت انها تستحق القراءة ... ليس دفاعا عن صدام .. ولكن فى محاولة للفهم .. رجاء قراءة التعليقات ...فهى مهمة
اليكم التدوينة
ما لم أعرفة عن صدام
كُتب في الأربعاء 10 يناير 2007
وصلني بريد إلكتروني لمخلص أربعين موقف لصدام حدثت في العشر السنوات الأخيره لحكمة من ملف شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام … في ميزان الإسلام من موقع مفكرة الإسلام.
وهذا هو نصة:
المختصر / هذه الأربعين موقفاً لصدام حدثت في العشر سنوات الأخيرة من حكمه وشهد بها عدد من الدعاة العراقيون وسجلوها في كتاب شهادة التاريخ وقد لخصتها من الكتاب تيسيراً لمعرفتها لمن لم يقرأ الكتاب ولمعرفة جانب آخر لحقيقة صدام .
* حصة التربية الإسلامية في المدارس العراقية إلزامية في الاختبارات والدرجات وعددها يتفوق على التعليم في الكويت والإمارات.
* أصدر صدام حسين قراراً بإسقاط الضريبة عن أي تاجر يبني مسجداً.
* أمر الرئيس ببناء مسجد في كل محافظة في كل عام مرة كهدية منه لكل محافظة في عيد ميلاده - كما يسمى.
* قام ببناء الكثير من المعاهد الإسلامية والكليات الشرعية للسنة.
* طبق نظام صدام السابق في قضية المرأة العراقية الحكم الشرعي في مسألة السفر ، فلم يجعل لها الحرية في السفر بدون محرم.
* قام صدام بقتل العاهرات مستنداً على فتوى شرعية من مجموعة من المشايخ العراقيين الفضلاء.
* المصحف في بيت صدام : عندما نقل الإعلام العربي صورة منزل صدام السري كان العجب، فقد كان قرآن مفتوحاً ، والسجادة على الأرض ، لا مجلة خالعة ، ولا جهاز تلفاز ، ولا شريط أغنية للترفيه عن نفسه.
* شكلت لجنة بعد أزمة الخليج بإعادة صياغة المناهج التي تشكل العقلية الدينية لحزب البعث ، وفعلاً خرجت تلك اللجنة بتوصيات مهمة وعرضت على المسئولين من أجل النظر فيها ، وكم كان العجب كبيراً فقد كتبت التوصيات كإبراء لذمة كاتبيها أمام الله وهم كانوا على يقين أنها سترفض ، ولكن تمت الموافقة على أمور مهمة جداً ، فقد عُمّم منهج شرعي علمي على جميع الحِلَق الحزبية مهما علت ، وتم إنشاء معهد مدته سنتان ، ويتم فيه تدريس العلوم الشرعية لكوادر الحزب ، وصدرت أوامر تحذيرية بمعاقبة المتخلفين عن حضور مثل هذه الدروس وغيرها في المعهد ، والذي وضع المنهج أحد الشيوخ الذين نثق بدينه وعلمه ، ومن الأمثلة على ما هو مقرر على الطبقة العليا من مستوى [ عضو فرقة ] حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم ، وتم اختيار كتاب ” فقه السنة ” للسيد سابق ، و ” منهاج المسلم ” لأبي بكر الجزائري.
* قام صدام بإلزام أعضاء حزب البعث ببرنامج عملي فضلاً عن البرنامج النظري الذي ذكرناه في النقطة السابقة ، حيث أمرهم بأداء الفروض الخمس جماعة في المسجد.
* الدكتور عبد اللطيف هميم رجل ذكي وفطن ، وقد ناصح الدكتور عبد اللطيف صدام بضرورة فتح بنك إسلامي ، وكانت الاستجابة سريعة جداً ، فلم تستغرق سنوات أو عقود وإنما عدة أشهر بسيطة وإذا البنك قائم بنظامه وأفراده وماله.
* ناصح الدكتور عبد اللطيف هميم حفظه الله صدام بضرورة الاهتمام بالسنة وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم خاصة بعدما نشر الرافضة شبههم حول أحاديث السنة ، وطالبه بضرورة إنشاء موقع يعتني بمثل هذا العمل ، وتفاجأ الدكتور بموافقة الرئيس على ماهو أكبر من هذا بكثير بحيث لم يخطر على باله ، فقد أمر بإنشاء مركز لجمع السنة النبوية كلها وقد سمي بـ ” مركز الإمام البخاري ” ولم يسمه مركز صدام حسين ، حيث تولى مسؤوليته الفعلية الدكتور ماهر فاضل ، وقد كان عدد العاملين فيه كبير جداً على نفقة الرئيس ، وقد وفرت لهذا المركز مصادر السنة كلها.
* في منتزه لبنان في مدينة البصرة والذي جاءه وقت وهو يعد مرتعاً لبيع الأعراض وعقد الصفقات المشبوهة ، وقد تم تحويل هذا المنتزه إلى مسجد يصلي فيه الناس الجمع والجماعات ، وقد سمي مسجد صدام الكبير ، وهو الآن أكبر مساجد البصرة فعلاً.
* فتح باب البرامج الدينية في القنوات والإذاعات العراقية ، ومن ذلك نقل صلاة الجمعة ، وتعاد الساعة الثامنة مساءً ، وتوجد برامج دينية تربوية ووعظية يومية في فترة الصباح وما بعد الظهر ، خاصة بالحملة الإيمانية ، وذلك في محطة بغداد والتي يستمع الناس فيها لمثل هذه البرامج بكثرة ، وهذه يسمونها بالفترة الذهبية والتي يستمع الناس فيها لمثل هذه البرامج بكثرة.
* لصدام رأي آخر ، فقد جعل إجازة الشيخ في العلوم الشرعية تعدل هناك شهادة بكالوريوس في الشـريعة ، فيستطيع الطالب المجاز بعد الحصول عليها التقديم إلى الدراسات العليا.
* بعد البدء بحملة الإيمان في العراق أقيمت على مستوى رقعة تلك الدولة الدورات القرآنية في العطلة الصيفية والتي يحضرها عشرات الآلاف في المحافظة الواحدة ، وهذا بتكليف من الأوقاف ، وتستمر هذه الدورات حتى بعد انتهاء فترة الصيف لمن يرغب في ذلك.
* أمر بإلقاء ثلاثة من فدائيي صدام [ وهم نخبته وخاصة جنده ] من أعلى مبنى في البصرة كتعزير لهم على جريمة اللواط.
* صدر قرار بحفظ حق الكويتيين والسعوديين وغيرهم ممن يملكون بيوت أو عقارات مستأجرة في العراق ، وبما أن المالك غير موجود ولاوكيل عنه هناك فإن الدولة العراقية تتكفل بحفظ أملاكهم وادخار إيجار بيوتهم إلى أن يرجعوا.
* صدر قرار بعقوبة من سب الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة.
* في إطار محاربته لليهود ككيان مزروع في بلاد المسلمين أصدر صدام قراراً يلزم كل شركة تتعامل مع العراق أن توقع على شرط يمنعها من التعامل مع الكيان العبري.
* بعد فشو السحر في منطقة ” هيت ” تجرأ سحرة تلك المنطقة فأخذوا بوضع المصاحف في الحمامات وذلك تقرباً للشياطين كما هو معروف من عادة السحرة ، فأمر الرئيس بالقبض على كل ساحر وساحـرة ، ولا يعرف مصيرهم حتى الآن ، ويقال أنهم قتلوا جميعاً.
* وأمر الرئيس بتشكيل لجنة لمنع الربا من البنوك ، وقد كلف الدكتور عبد اللطيف هميم بذلك ، وهو صاحب البنك الإسلامي العراقي ، وطُلِب من اللجنة بيان كيفية تحويل البنوك الموجودة من النظام الربوي إلى النظام الإسلامي ، ونلاحظ أن اللجنة ستقوم بإصدار أوامر منع وليست مجرد توصيات فقط ، لأن التوصيات في الغالب جرى التعامل بها على أنها من باب دغدغة مشاعر الجماهير المسلمة. ولم تتمكن هذه اللجنة من إتمام عملها بسبب الحرب الأخيرة.
* وآخر القرارات كان بتاريخ 27 من ذي الحجة 1423للموافق 28 -2 -2003 والذي نص على أن كل عضو في حزب البعث يلعب القمار يطرد من الحزب ، أيا كانت رتبته ، ويسجن ثلاث سنوات.
* فتح صدام للناس الحق في بناء المساجد ، فلم يعد هناك تضييقاً على مثل هذا العمل ، بل إنك تعجب عندما تتوجه إلى العراق تريد بناء مسجد فإن الوضع سيكون أمامك أسهل من أي بلد آخر ، فيكفي أن تختار أي مكان لبناء المسجد حتى تحصل الموافقة المباشرة بشرط خلو هذه الأرض من الحق الخاص ، وأما الإجراءات فهي حسب علمنا أنها أسرع من إجراءات مثيلاتها من البلدان العربية.
ثم صدر قرار لا نظن أن أي بلد قد طبقه وهو أن أي شخص يريد أن يبني مسجداً فإن الدولة تعطيه جميع مواد البناء بنصف سعر السوق.
* وهذه نادية محمود عضوة حزب العمال الشيوعي العراقي تتحدث في لقاء مع قناة الجزيرة عن مستقبل المرأة العراقية حيث تكلمت عن ظلمه للمرأة العراقية فقالت : إنه كان يحرم المرأة العراقية من وظيفة التدريس إذا كانت غير محجبة ويضيق عليها في الوظائف الأخرى.
* أمر بفتح محطة إذاعية للقرآن الكريم بحيث يستطيع أهل بغداد الاستماع إليها.
* صرحت خادمة عدي الخاصة لقناة العربية بأن عدي كان إذا علم أن والده صدام سيحضر إلى قصره قبل أسبوع قام بتنظيف البيت من الخمر وغيره من أدوات اللهو حتى لا يغضب والده، بل أشارت إلى أن صدام قد حاول قتل عدي بسبب سوء سلوكه وانحراف خلقه.
* أهل العلم والدعوة عموماً وأهل الأنبار خصوصاً ، يذكرون جيداً الأخ محمد الكبيسي الذي نسأل الله تعالى أن يتقبله من الشهداء ، ذلك الذي فجر السينما الوحيدة في منطقة الفلوجة ومحلين لبيع الخمور ، ومحلين لفرق موسيقية تحيي الحفلات والأعراس ، ومحل لبيع أشرطة الفيديو ، وبعد ذلك رمى مقر حزب البعث بعدد من القنابل اليدوية ، فحاصروه ، وطلبوا منه الاستسلام فرفض ، واستمر في المقاومة حتى قتل رحمه الله وقد وقف العلماء هناك في لحظات رهيبة بانتظار العقاب ولكن ماذا كانت النتيجة التي اتخذتها الحكومة بعد هذه الحادثة ؟!! إنها كانت كالتالي :-
1. تحولت السينما التي فجرها الأخ محمد إلى قاعة للاجتماعات والاحتفالات الدينية وكانت هذه هي آخر عهد للسينما في الفلوجة ، بحيث لا توجد في الفلوجة سينما واحدة الآن . 2. جميع محلات الفيديو في الفلوجة أغلقت أبوابها وعددها تسعة ، ولم تسمح الدولة لفتح محل بيع خمر أو فيديو . 3. تم اعتقال مجموعة من الشباب ثم أطلق سراحهم ، والمهم أن هذه الأحداث وقعت سنة 1996 م . فماذا ترى لو أن مثل هذه الأحداث وقعت في بلد آخر …؟!
* لقد قال دان راذر … بعد لقائه الشهير مع صدام ، حينما سألته مجلة نيوزويك بتاريخ 11 مارس 2003 … عن الجديد الذي رآه في صدام : هناك الكثير من المفردات الإسلامية الآن ، يكثر من استخدام المصطلحات الإسلامية ، لقد أعاد أسلمة العراق ، وهو الآن يصلي خمس مرات في اليوم بشكل متفاخر ، ويقول إن القرآن يسري في عروقه .
* من المعلوم لدى من كان في العراق أنه في أوائل التسعينات عقدت اجتماعات هامة في قيادات الحزب في العراق ، وكان على الحزبيين أن يقرروا عندها خطاً واحداً من خطين لمنهجية حزب البعث : إما الخط العلماني وإما الخط الإيماني ، وانتهى الأمر إلى اختيار الخط الإيماني ، وذلك بعد إصرار الرئيس صدام على هذه الاختيار ، رغم المعارضة السرية لدى أعضاء في حزب البعث على مثل هذا التوجه والذي اتضح أثرها في خيانة أعضاء من البعث مع القوات الأمريكية في لغز سقوط بغداد ، وبعد هذه الاجتماعات دشَّن صدام حسين حملة سماها الحملة الإيمانية كما هو معروف لكل عراقي اليوم .
* صدام نفسه في خطابه سنة 2002 في ذكرى انتصار العراق على إيران ، قال بعدما ذكر ابتداء الحزب ومراحل تطوره إلى أن وصل المرحلة الأخيرة … قال : وأرجو أن لا تحاسبونا أو تقيسونا منذ سبع سنين على ما سبق ، فإن ثمة اختلافاً جذرياً في إيماننا .
* ولقد قال الدكتور محمد الدوري وهو ممثل العراق في الأمم المتحدة في لقاء مع قناة العربية والذي بث يوم 28 / 4 / 2003 م : ” بأن تعليمات حزب البعث في العراق وضعت على الرف !! فلا يؤخذ ولا يعمل بها .. ”
* وكان صدام حسين يديم قطع اجتماعاته وإنهاءها علانية إذا حضر وقت الصلاة حتى مع الأجانب كما ذكر ذلك الصحفي الأمريكي ” راذر ” فقال : دام اللقاء معه ثلاث ساعات ، لم يقطعه إلا للصلاة ، وهكذا كان الأمر مع مسؤولين كبار عرب نعرفهم معرفة شخصية لم تنشر اجتماعاتهم به ، ولا نريد إحراجهم هنا ، فحين حضرت وقت الصلاة قال لهم قوموا نصلي .
* إنا لا نشك أن كل ذلك التغيير الإسلامي الذي ذكرناه في العراق كان مرصوداً ومحسوباً ومراقباً على المستوى الشعبي والرسمي من قِبَل الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا ، وأن تقديرهم أن أمر العراق إذا ترك سنين قليلة فسوف يشب عن الطوق … حتى تصورات صدام الذي تنكب فيها لحقيقة البعث كعقيدة ومبادئ ، وأقبل زاحفاً قولاً وعملاً شيئاً فشيئاً نحو الإسلام مرصودة ، وأن لها أثراً مخيفاً بالنسبة لهم ، فمن يدري فلعله يطبق ما أشار له في لقائه مع وزرائه بأنه يريد دولة إسلامية حقيقية لا كالدول المجاورة ، بل على منهاج خلافة أبي بكر وعمر وعلي وعثمان ، هكذا قالها بالحرف ، في لقائه كما رأيناه وسمعناه بأنفسنا قبل الحرب الأخيرة بعام ونصف تقريباً ، وكررها في لقاء آخر وهي مسجلة عندنا .
* إن الأيام تثبت أن صدامًا كان على حق في كثير من شدته على الرافضة .. ونحن نطالب من أي معارض لهذه الفكرة أن ينظر فيما صنعه الشيعة في مساجد السنة
* وللحقيقة التاريخية المتيقن منها نقلًا عمن سمع صدام نفسه، أن العلماء العراقيين بلغوا أكثر من سبعين ألف عالم متخصص.
* وفي آخر زيارة شارون لأمريكا قال بوش لشارون: لعل الانتفاضة أتعبتكم وآذتكم ..؟! فقال شارون: “إن الانتفاضة مثل الزكام .. أما العراق فهو الصداع النصفي ..!”.
وقد قال بوش وطاقمه مرارًا وتكرارًا: “بأن السلام بين إسرائيل والعرب لن يتحقق مادام صدام في السلطة، وسنتمكن من تحقيق السلام بعد زوال هذا النظام ؟!”
* كانت فرحة اليهود الإسرائيليين بسقوط بغداد أعظم من فرحة الأمريكان أنفسهم، حتى قال بعض مسئوليهم: “الآن يعيش الإسرائيليون بأمان”. وهذا التصريح في الإذاعة الإسرائيلية.
* وقف صدام بمسدسه أمام جميع القادة المجتمعين في آخر مؤتمر لهم في بغداد قائلًا:” والله … من يعمل أي علاقة مع إسرائيل أقتله بهذا المسدس … ولو كان على فراشه “.
ويخبرنا أحد الوزراء الذين حضروا ذلك المؤتمر أن الرئيس الليبي معمر القذافي اقترح قبل تهديد صدام لهم مقترحًا [ غريبًا كعادته ] يطالب فيه بكسر الحاجز النفسي مع إسرائيل، يقول هذا الوزير: فقاطعه صدام وقد بلغ به الغضب منتهاه، وصاح عليه بأعلى صوته باللهجة العراقية: “إنجب” بمعنى: اخرس . فسكت القذافي ولم ينبس ببنت شفة …! ثم هددهم بما ذكرنا آنفًا.
* وله إعانات كثيرة جدًا للشعب الفلسطيني فمن إعانته للانتفاضة الفلسطينية: كفالته عائلة كل شهيد فلسطيني وذلك بمنح عائلته منحه قدرها خمسة وعشرون ألف دولار،كما يعطي لكل من يهدم بيته خمسة وعشرين ألف دولار بشرط ألا يخرج من فلسطين ..
ولقد صرح الشيخ الشاعر محمد صيام بعد مؤتمر إسلامي انعقد في بغداد سنة 2002 بأن الرئيس العراقي المخلوع أمر بتسجيل كل عائلة فلسطينية في البطاقة التموينية العراقية كي يتكفل بها كما يتكفل بكل عائلة عراقية …
* الحقيقة تقول أن العلامة الفارقة الفاصلة في رد أخطر هجمة عقدية باطنية في التاريخ المعاصر على الإسلام لم تكن إلا: صدام … الذي استطاع أن يسخر الشعب العراقي سنة وشيعة لهذه الحرب سواء كان رغبة أو رهبة .
* شهادة التاريخ تحكي لنا بعد سقوطه حكاية السودان ونصرته له حينما تقوى قرنق بالخطط الأمريكية والأسلحة والخبراء الإسرائيليين، وزحف من جنوب السودان حتى أصبح على مقربة من الخرطوم، فما أنقذه جيرانه ولا عرب آخرون ولا مسلمون، إنما كان الغوث من صدام حيث فتح جسرًا جويًا عسكريًا إلى السودان، وسيطر طيرانه على سماء السودان، واندحر قرنق إلى أن تخلى عن جميع مواقعه الرئيسية الأولى،ويشهد التاريخ بأن الدولة العربية الوحيدة الحاضرة في حرب اليمن والتي كان لها نصيب الأسد من تحرير اليمن من الشيوعيين وطردهم إلى الأبد حتى عاد اليمنان يمنًا واحدًا هي العراق بالطائرات العسكرية العراقية
* لاحتلال الكويت أسبابه التي لم تعد خافية على أحد، ولا ينبغي أن يجتزأ الناس النظر إلى ردة الفعل العراقية المتهورة، وينسون أساس المؤامرة … وقضية المؤامرة ليست هنا وهمًا، ولا استنتاجا، بل هي ظاهرة قاطعة قد عجز الكويتيون عن الإجابة عليها، حين عجزوا عن الإجابة على أسئلة صدام الأربع في رسالته التي اشتهرت، برسالة الاعتذار .
قال للكويت في تلك الأسئلة: لقد أعطيتمونا معونات بصورة هبات، وما أن انتهت الحرب حتى حولتموها إلى ديون ثم ديون حالة الأجل، ثم بعتم هذه الديون لأمريكا … فهل هذا جزاؤنا لما حميناكم ودفعنا بشبابنا ونسائنا تجاه تصدير الثورة الخمينية التي كانت ستنالكم وغيركم ؟!!!
هذه الحقيقة فضلًا عن الإجابة عليها ؟
قال لهم: تعلمون حاجتنا بعد خروجنا من الحرب لتقوية الاقتصاد، فأغرقتم السوق بالبترول، ونحن لا نستطيع أن نواكب المعروض لحاجتنا إلى الصيانة والميناء، ولم يستطع الكويتيون إنكار ذلك …!
قال لهم: أوصلتم سعر البرميل إلى ستة دولارات والتي لن يكون منها إلا زيادة انهيارنا فهل هذا حقنا عليكم ؟!!! ولم ينكر الكويتيون ذلك …!
قال لهم: كنتم تشفطون النفط من حقولنا ونحن منشغلون بدفع إيران عنكم .. ولم ينكر الكويتيون ذلك …!
إلا أنهم قالوا أخذنا 25 ألف برميل !!!
قال لهم: جاء لكم قائد القوات الأمريكية ” شوارسكوف” لغزو العراق بعد ذلك، وعمل معكم خططًا ومؤامرات، وعندنا وثائق تثبت ذلك، ولم ينكر الكويتيون مجيئه في تلك الظروف …!
إلا أنهم قالوا إنه جاء عابر سبيل ولم يبق في الكويت إلا يومًا أو يومين !!!
* ونحن والله، نعرف عالمًا في كلية الشريعة ناصحه وصارحه في عزت الدوري، فأتى به، هو ووزير الأوقاف، وكلمه بشكوى العلماء وأنّبه أمام الشيخ، والشيخ نفسه يروي الحادثة، ولقد تقلص دور عزت بعد هذه الحادثة على المساجد وأهلها، وعلى حملات الحج العراقية … فكانت هذه المعاتبة منه لعزت كالطامة … ولكن كان ذلك قبل سنة من نهاية حكمه تقريبًا .
* لكن؛ تأكد أيها الرئيس بأن التاريخ لن يظلمك، وإن تنكر لك القريب قبل البعيد .. وسود عليك صفحات الكتب، والصحف بمداد السواد .. لسواد عيون اليهود .. وسواد قلوبهم السود …
لن يكون ما نذكره هنا تزكية لك مطلقة … ولا اعتذارات ملفقة … بل هي بالنظر لما سبق عقدك الأخير مما عملته من جرائم ماحقة، وبالنظر لعقدك الأخير وما فيه من قربات عملية نحسبها صادقة، وبالنظر كذلك لما سيعقبك من مصائب في الدين بدت طلائعها ناطقة وليس بالنسبة لما نرجوه ونؤمله من الأمالي الصادقة
شهادة لك … وهي ترى مظاهر الوثنية تعود في بلاد الرافدين .. بأعداد كأعداد الحجيج أو يزيد .. تسيل دماؤها كالأضاحيأضاحي أ يوم أكبر عيد .. تقول للعالم: انظروا … هذا هو الإسلام الحنيف يعود من جديد ..!
شهادة لك … من على أدراج الطلاب في المدارس … حيث قررت تفسير القرآن كاملًا لكل طالب ودارس … وأحكام التلاوة ومنهج الأحكام .. وفقه سنة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام . شهادة لك … على أنك لم تتوقف عند القول وجمود الدراسات، ومقابر اللجان بل أخذت للتغيير عدته … وقطعت منه شوطه ومسافته .. فأدرك العدو أن للأمر خطورته … هناك تنادى الأعداء أن اقطعوا الطريق بقطع رأس الأفعى أولاً ..! * لم يكن من منهج صدام أن يجاهر في الإعلام بحسناته الشرعية …. فلم تجد الحملة الإيمانية أثرا يذكر في الإعلام الخارجي … بدليل أن أغلبية القراء لا يعرفون عنها شيئًا … كما لم تحض لقاءاته الشعبية شبه اليومية بالمواطنين والتي تبدأ عادة في الساعة الثالث فجرًا وحتى الثامنة إلا خمس دقائق صباحًا … وهكذا … مراكز القرآن الصيفية … ونحو ذلك الكثير … الكثير … ولا أدري .. فلعل السر في عدم إظهارها ربما يكون خشية صدام من وأدها في مهدها .. وخنقها حتى الموت قبل فطامها … وقد كان ما كان … وطوت أمته صفحة حسناته، وشموخه، وإبائه، بطي النسيان أو الكتمان … ولعنته بلعنة اليهود وأهل الصلبان … وعبدة النيران …
* نُشْهِد الله عز وجل بأن صدام حسين كان بعثيًا طاغية أسرف على البلاد والعباد قبل عقد من الزمن،
ونشهد الله أن الناس قتلهم الخوف من صدام حتى آخر يوم من حياته، وذلك راجع لحكمه الحديدي الذي كان شديد البأس فأذل به الناس . ونشهد الله عز وجل أن صدام قد تغير في آخر عقد من حياته وكلما مضت سنة كان أكثر قربًا إلى الخير، ولو ترك على ما هو عليه لزاد خيره ولقَرُب معروفه . ونشهد الله عز وجل أن من أهم الأسباب في حرب العراق وذهاب ملك صدام هو توجهه الديني الأخير الذي لن يكون منه مضرة إلا على الكيان العبري، ويا ليت قومي يعلمون .
ونشهد الله أن هذا الرجل لو لم يكن من خيره إلا إيقاف الجيش الخميني لكفاه شرفًا وهاهو بعد ذهابه تتسابق الدول لاسترضاء الرافضة خوفًا من مطامعهم التي لم تظهر إلا بعد سقوط صدام
ونشهد الله أنا صلينا في المساجد وكانت أخبار المجاهدين معلقة على جدران المساجد وأكثر هذه الأخبار من صحف أبناء صدام حسين . ونشهد الله أنا مررنا على مدارس الفتيات فوجدنا الشرطة تحميهن من كل فاجر وفاسد، وتخرج البنت بزي نحمد الله عليه قد اكتست بالحياء والعفاف . ونشهد الله أنا رأينا أهل السنة في العراق بعد صدام أذلة صغارًا بعد أن كانوا أعزة كبارًا لايدرى أهم يدركون صباحهم أم إن مساءهم هو القريب .






قبل ما حد يقول .. ايه التحشيش ده .. كملوا للاخر..
الفكر نوعين .. واللى اقصده الثقافة العامة و الشخصية . اللى بتحدد فكر و شخصية أى فرد
النوع الاول .. هو الفكر المسطح ... او الافقى ... يعنى تلاقى الواحد بيتكلم فى أكثر من مجال .. أدب ..وفكر ..وسياسة ..واقتصاد ..... ودى مرحلة .. بعد كده تيجى مرحلة التعمق فى فرع ..من الفروع .. يعنى يبنى فوق تلك القاعدة (ملهاش أى علاقة باسامة بن لادن ..والظواهرى ..وتنظيم القاعدة) فكر جديد... و دى مطبقة .. فى رسائل الدكتوراة ..
ال PHD يعنى تلاقيه معاه درجة الدكتوراة فى فلسفة الطب.
اما النوع الاخر فهو الفكر العمودى .. أو الرأسى .. بمعنى أنه من البداية .. تبنى فكرك فى اتجاه واحد و تخصص واحد ..ومذهب واحد ..
و هذا يؤدى الى تعمق فى التخصص .. و خبرة لامتناهية .. وهذا النوع يطبق فى الغرب .. تخصص واحد .. ودراسة معمقة ... ولا تأخذ اى حواشى الا ما يترابط مع هذا التخصص .. يعنى بدون رغى و تضييع وقت
حتى فى عالمنا اليومى ... و عالم الدين الموازى للعالم اليومى .. هل تفضل فقيه دارس فقه بس .. ومنعزل عن العالم .. ولم يدرس سوى الفقه .. ولا مثلا تروح لطبيب درس الطب .. و بعده الفقه .. يعنى طبيب فقيه .. كل له مزاياه و كل له عيوبه..
ترى هل فكرك مسطح ..ولا عمودى

فيه حاجة غلط ولا ايه .... المدونات اللى بعدى عليها يوميا .. محدش بيكتب .. هل حالة من الكسل .. والاحباط .. ولا الناس مش فاضية .. ولا ايه ..
يعنى وشوشات علا .. و مدونة حبيب .. و جعان .. و على ابو طالب .. كله فاضى .. مفيش جديد ..
اين انتم ؟؟؟؟


اعتدت أن اظن أن العدالة عمياء .. لكى لا تفرق بين الخصوم .. ولكن بعدما قرأت هذا الخبر من مدونة القهوة العالية
بت أظن أن العدالة عوراء.
تفاصيل الخبر

عماد الكبير
فاكرينه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ه
صاحب قضية التعذيب المشهورة
والتي كان بعض المدونين سببا مباشرا في نشرها وفضح مرتكبيها
حكم عليه أمس بثلاثة شهور سجن بتهمة ايه بقىىىىىىىىىىىى؟؟؟
مقاومة السلطات
لا ومش بس كده
حكم عليه بقضاءهم في نفس القسم الذي تعرض فيه للتعذيب على يد البيه الظابط اسلام نبيه
في قسم بولاق الدكرور .....ه
ونعم العدالة
ونعم القضاء المصري العادل .....
مفيش اي كلام ينفع يتقال على المسخرة اللي بتحصل دي
مسخرة يشترك فيها القضاء المصري ....النزيييييييييييييييه .........هأو
سلامات يا نزيه
حاجة تقرف بجد
فاضل فيكي ايه نضيف يا بلد ...........






بعون الله سأقوم فى الايام القادمة بنشر أقسام جديدة ..
بعدما اتممت المواد الصالحة للنشر فيها .. ..بدلا من نشر القسم ثم البحث عما ينشر فيه..
المهم
الاقسام هى قسم المكتبة ... و سأضع به روابط للكتب المهمة مثل مكتبة الامام الغزالى .. و بعض اصول الكتب الاسلامية .. على هيئة ملفات ادوب أكروباتPDF
و كل كتاب ينشر فى المدونة أولا ثم يوضع الرابط .. له لنفيد و نستفيد ..
فالهدف ليس النشر فى حد ذاته .. بل مناقشة الفكر نفسه .. و تبادل وجهات النظر ..



القسم الثانى .. هو دراسات فى السيرة النبوية ..
و هذه الدراسات ليست بجديدة .. وان كانت غير منتشرة .. فهى منهج الدكتور حسين مؤنس (الذى لا يعرفه كثيرون) فى تحقيق و دراسة السنة النبوية .. و أعتبره مكملا لفكر المنتدى ... كخط لمنهج أهل السنة و الجماعة.


القسم الثالث .. هو لموضوع الشهرى .. و هو موضوع يتفق عليه مع الاخوة المدونين .. لدراسته من وجهات نظر مختلفة .. و تحقيق من أكثر من أصل
و حتى الان .. المواضيع مفتوحة للاقتراحات

فى أى مجال .. سياسى .. دينى..اجتماعى .. فقط .. ارسل الموضوع المقترح .. ووجهة نظرك فى النقط التى تقترح بحثه فيها .. وهناك نقطة مهمة .. أحد المدونين سيتولى وجهة النظر المعاكسة .. لمناقشة أوجه القوة و الضعف فى الموضوع(حد فهم قصدى؟؟؟) .. المهم ..
فى انتظار اقتراحاتكم و تعليقاتكم على المواضيع .. و الاقسام الجديدة


أبدا بالحديث عن الامام محمد الغزالى كمقدمة ... لعرض كتبه حيث وفقنى الله الى الحصول على مكتبته الكاملة من الكتب على هيئة ملفات ادوب اكروبات .. و سأوالى نشرها فى الموقع .. للمناقشة ..
فهذا الرجل فى رأيى من القلائل الذين جمعوا اصالة الاسلام مع معاصرة الحياة الحديثة .. فكر .. و منهجا ...
التقدمة من موقع اسلام اونلاين

ألف الغزالى الكثير من الكتب دفاعا عن السنة كان الشيخ الغزالي رحمه الله واحدا من أبرز العلماء الذين إذا ذكرت أسماؤهم، ذكرت معهم السنة، ولقد فجّر الشيخ العديد من القضايا التي أثارت عليه حفيظة كثير من الناس، فاتهموه بمخاصمة السنة ومعاداتها، وأنه كان يجنح إلى إرضاء الغرب على حساب تضعيف ما صح من السنة النبوية، ونحن هنا نعرض لمنهج الشيخ في تعامله مع السنة، لنقف على حقيقة منهجه فيها، عارضين ذلك مما كتب هو عن نفسه، وصرح به.

حجية السنة عند الغزالي
كان الشيخ الغزالي – رحمه الله- دائم الربط بين السنة والقرآن الكريم، وأكد على أنها لا تتناقض أو تختلف معه، بل يسيران في ركب واحد، لتحقيق هدف واحد. فيرى أن السنة تطبيق للقرآن، والمسلم مطالب باحترام السنة، حيث يقول: "القرآن هو قانون الإسلام، والسنة هي تطبيقه، والمسلم مكلف باحترام هذا التطبيق، تكليفه باحترام القانون نفسه". وهو لذلك دائم الدفاع عنها متى صحت، ويهجم على من ينكرها لهوى في نفسه، ويجعل الاكتفاء بالقرآن دون السنة من البدع المنكرة، التي تهدد الإسلام بالخطر، ويجب التصدي له. فيقول الغزالي: "المؤسف أن بعض القاصرين – ممن لا سهم له في معرفة الإسلام – أخذ يهجم على السنة بحمق، ويردها جملة وتفصيلاً، وقد يسرع إلى تكذيب حديث، لا لشيء، إلا لأنه لم يرقه، أو لم يفقهه.

وهكذا فإن الشيخ الغزالي – رحمه الله – قد ساوى في الحجية بين السنة والقرآن، وإن جعل السنة المصدر الثاني. ويقرر الشيخ الغزالي حجية السنة، ويجعل أنه "ما يجوز لمؤمن أن يستبيح لنفسه التجاوز عن أمر للرسول فيه حكم: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) بل يصرح الغزالي بأن "إنكار المتواتر من السنن العملية خروج عن الإسلام، وإنكار المروي من سنن الآحاد لمحض الهوى عصيان.. وإن الولع بالتكذيب لا إنصاف فيه ولا رشد.

كما اتُّهم الشيخ الغزالي – رحمه الله – بأنه لم يأبه بالأسانيد، وأنه كان يرد الحديث لفكرة عقلية، ولكن موقف الغزالي – رحمه الله – من الأسانيد هو أبرز ما يدل على دفاعه عن السنة، فهو يهاجم أولئك الذين يرون أن "السلف اهتموا بالأسانيد، وحبسوا نشاطهم في وزن رجالها، ولم يهتموا بالمتون، أو يصرفوا جهدًا مذكورًا في تمحيصها". ويصرح بأن "هذا خطأ، فإن الاهتمام بالسند لم يقصد لذاته، وإنما قصد منه الحكم على المتن نفسه

وفي ذات الوقت، لا يغفل الغزالي أن صحة الحديث تأتي من النظر إلى السند والمتن معًا، فـ "صحة الحديث لا تجيء من عدالة رواته فحسب، بل تجيء أيضًا من انسجامه مع ما ثبت يقينًا من حقائق الدين الأخرى". وأن اتهام حديث ما بالبطلان مع وجود سند صحيح له ينبغي أن يخضع لقواعد فنية محترفة، وهو ما التزمه الأئمة الأولون.

وذكر الشيخ الغزالي حديث: "الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام" وعدم قبول بعض الناس له لمخالفته للواقع، مع كونه في صحيح البخاري، فيرد الشيخ بأن المقصود بـ "من كل داء"، هو بعض أمراض البرد، ويقول بأن القرآن وصف ريح عاد بأنها: (تدمر كل شيء بأمر ربها) وليس المقصود كل شيء في الدنيا، ولكن ما عمرت به قبيلة عاد.

ويرى الغزالي – رحمه الله – أنه لا مانع من مناقشة بعض الأحاديث إذا كانت المناقشة قائمة على ضوابط علمية، ليتضح ما صح سنده مما وهن "بيد أن الطعن – هكذا عشوائيا – في الأسانيد والمتون ليس القصد منه إهدار حديث بعينه، بل إهدار السنة كلها.

يأخذ ويرد ولا ينكر يقول الشيخ الغزالي: "أجمع المسلمون على أن الكتاب والسنة دعائم التشريع الأولى، ولم يقل مسلم في المستقدمين أو المستأخرين: إن سنة محمد صلى الله عليه وسلم تهمل، وإنها ليست مصدرًا للتشريع. وقد تتفاوت الأنظار في تقدير المرويات، والحكم بقبولها أو رفضها، ولكن لا يصل هذا إلى ترك السنة. وعندما يترك فقيه حديثًا من أحاديث الآحاد، فهو لا يُتّهم بترك السنة، وغاية ما يوصف به أنه شديد التحري في الإثبات".

(مشكلات في طريق الحياة الإسلامية، ص 105). ومن خلال ذلك يظهر أن الشيخ الغزالي رحمه الله لم يكن محاربا للسنة، بل كان من المدافعين عنها، وهو يحترم سند الحديث؛ لأن الحكم على السند يساعد على معرفة صحة المتن، ويؤكد أن في خلع السنة خلع للقرآن؛ لأنه لا يصح التشريع بالقرآن وحده، بل لا بد من السنة مع القرآن.

ويرى الشيخ الغزالي أن الاجتهاد في السنة لا يعني الخروج منها، ولا الطعن فيها، بل هو من الخدمات التي تقدم للسنة، فلا مانع من مناقشة بعض الأحاديث، حتى تتبين صحتها من ضعفها، بالميزان الذي وضعه المحدثون من مناقشة السند والمتن معا. وهذا المسلك الذي سلكه الشيخ الغزالي – رحمه الله - لم يكن هو مبتدعا له، بل ناقش كثير من الأئمة الفقهاء والأعلام عددا من الأحاديث الواردة في كتب الصحاح، أو التي حكم عليها بالصحة في غير كتب الصحاح، بل إن الفقهاء في كثير من المسائل وجد الاختلاف بينهم، والحق عند الله وحده، وهذه سنة كونية، فلم يخل عصر إلا واختلف فيه الفقهاء في كثير من المسائل الفقهية.


فما دام الأمر ليس مقطوعا به، ولا مجمعا عليه، فلا مان
ع من مناقشته؛ لأن هذه المناقشة قد تؤدي إلى طمأنة المرء للحكم السابق، أو مراجعة هذا الحكم ومناقشته، حتى يتبين الحق، ولكن مناقشة بعض الأحاديث والاختلاف في الحكم عليها شيء، وإنكار السنة والنيل منها شيء آخر، ولا يستويان. العلاقة بين السنة والقرآن في هذا الموضوع أراد الشيخ الغزالي أن يعيد الأمور لنصابها، وأن يرتب الأولويات التي كان معمولاً بها منذ نشأة الإسلام، وأن يوضح طبيعة العلاقة بين المصدرين الرئيسيين من مصادر التشريع في الإسلام.

حيث انشغل كثيرون بالعلم بالسنة عن القرآن. وربما يرجع ذلك إلى الحملة على السنة النبوية والتشكيك فيها، وهو ما يمثل ارتباط الأمة بسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا لا يدفعنا أن نقدم على كتاب الله شيئًا. فقد لاحظ الشيخ الغزالي أن كثيرًا من الناس في ميدان العلم إذا أرادوا معرفة حكم أو تدليلاً عليه، فإنهم يهرعون إلى السنة النبوية، وهذا لا مانع منه إذا قدم الكتاب على السنة. بل يشير الشيخ الغزالي – رحمه الله – إلى أن البعض يرجح بعض دلالات السنة على بعض دلالات القرآن. لذلك فهو يضع بعض الأسس التي تبين العلاقة بين السنة والقرآن، أولها تقديم القرآن على السنة، فالقرآن بمثابة جذع الشجرة، والفروع والثمار تمثل المصادر الأخرى. فكتاب الله "هو قطب الإسلام، ومنبع شرائعه، ويتضمن أصول الإسلام، ومنه تؤخذ الصور العامة لما يرضاه الله لعباده في شئون حياتهم، ومناحي تفكيرهم، ومعالم سلوكهم".

ويرى الشيخ الغزالي أن "المؤمن بالقرآن الكريم، يستحيل أن يرجح على دلالته دلالة، أو أن يشرك مع توجيهه هديًا، ذلك أن القرآن يعلو ولا يعلى عليه، وأنه يحكم على سائر الأدلة الأخرى، ولا يحكم شيء منها عليه".

ويرفض الغزالي القول بوجود تناقض بين القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهما يخرجان من مشكاة واحدة، فكيف يكونان متناقضين؟! وإن حدث ووجد تعارض في مصادر التشريع الأخرى وما جاء به القرآن فهو دخيل على دين الله، وطبيعة السنة والقياس والاصطلاح. ويجعل الشيخ الغزالي مهمة السنة توضيح ما جاء في القرآن، وإكمال الأحكام في الصور الجزئية الكثيرة التي ليس من شأن الدستور العام أن يتعرض لها.

ويضرب الشيخ الغزالي على ذلك بمثل البيع، فقد ذكره القرآن الكريم في آيات تعد على أصابع اليد. أما السنة النبوية فقد حوت بين دفتيها مئات من الأحاديث التي تفصل وتشعب، فالسنة هنا قامت مقام التوضيح والتفسير والبيان للأحكام الجزئية في البيع، والقرآن قد تحدث عنه بنوع من التفصيل والإجمال، وهذه هي إحدى وظائف السنة النبوية بالنسبة للقرآن الكريم. ويلفت الشيخ الغزالي النظر إلى أمر مهم، وهو أن فهم السنة لا بد فيه من فهم الملابسات التي أحاطت بها، فإن أخذ الحديث مبتورًا عن الظروف التي قيل فيها، وعمن قيل له، وعن المكان الذي قيل فيه، وإذا عرفت هذه الملابسات، وظهرت هذه السياقات والظروف، لم نجد ساعتها تعارضًا أو توهم تعارض بين الكتاب والسنة. وإتيان السنة في المرتبة التالية للقرآن فهو من باب الإجمال، فقد تكون السنة في مرتبة القرآن في بعض الأحايين، كما أن تقديم القرآن على السنة، لأنه كلام الله أولا، ثم لأنه قطعي الثبوت كله، والسنة منها ما هو قطعي الثبوت، ومنها ما هو ظني، فإن اتحدت السنة مع القرآن في الثبوت والدلالة، فلا سببا يجعل السنة أقل مرتبة من القرآن في الأخذ بالأحكام.

وظيفة السنة عند الغزالي
ويرى الشيخ الغزالي أن للسنة وظائف مع القرآن، أهمها تقرير الغايات القرآنية، بمعنى تقرير المعنى نفسه، أي لا يخرج معنى الحديث الشريف عما جاء بالقرآن الكريم، مثلاً، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت" فإن هذا المعنى لا يخرج عن قوله تعالى: "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم".


أو أن تكون السنة تقرير معنى آخر يدور في فك المعنى الأول، ومثال ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم: "نهى أن يشرب في آنية الذهب والفضة وأن يؤكل فيها، ونهى عن لبس الحرير وأن يجلس عليه. فإن هذا الحكم الذي جاءت به السنة مشتق من تحريم القرآن للترف، واعتباره المترفين أعداء كل إصلاح وعوامل للهدم في كل أمة، "وما أرسلناك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون".

و قد تكون وظيفة السنة تخصيص أحكاما عامة في القرآن،
فقد جاء القرآن بميراث الابن، فخصصت السنة ذلك الحكم، وبينت أن الابن القاتل لا يرث، وحرم القرآن الميتة، وخصصت السنة هذا الحكم، وأباحت السمك والجراد، وكذلك الحكم في الدم، فحرمه القرآن، وأباحت السنة منه الكبد والطحال. كما جاءت السنة لتيسير بعض العزائم، فقد أمر الكتاب بغسل القدمين وتنظيف الرجلين، وجعل ذلك ركنًا من أركان الوضوء، وجاءت السنة مرخصة في المسح على الخفين أو الجوربين، وهذا من باب الرخصة. بطلان نسخ القرآن والمقصود بالنسخ هو القول بتعطيل العمل بآيات من القرآن الكريم، واعتبارها مجرد ذكرى يتعبد بتلاوتها فحسب، مع إبطال ما جاءت به من الأحكام الشرعية. وهو ما رفضه الغزالي بشدة ووصفه بقوله: "هذا باطل، وليس في القرآن أبدًا آية يمكن أن يقال: إنها عطلت عن العمل، وحكم عليها بالموت.. هذا باطل.. كل آية يمكن أن تعمل، لكن الحكيم هو الذي يعرف الظروف التي يمكن أن تعمل فيها الآية، وبذلك توزع آيات القرآن على أحوال البشر بالحكمة والموعظة الحسنة". بل يتعجب الشيخ الغزالي من المسلمين حين يقولون بالناسخ والمنسوخ، على أساس أن الناسخ الأخير أبطل ما صدر قبله من أحكام، وهم يلجئون إلى هذا الفهم إعمالاً للنص الأخير، ودفاعًا لما يتوهم من تناقص بين ظواهر الآيات. و يصرح الشيخ أن التناقض بين الآيات في الأحكام تناقض لا أساس له من الصحة، وأن التشريعات النازلة في أمر ما، مرتبة ترتيبًا دقيقًا بحيث تنفرد كل آية بالعمل في المجال المهيأ لها، فإذا ذهب هذا المجال وجاء غيره تلقفته آية أخرى بتوجيه يناسبه وهكذا، فهل هذا التدرج في التشريع يسمى نسخًا؟. ومع ذلك قد قبل الشيخ الغزالي النسخ إذا كان يقصد به أنه "تفصيل بعد إجمال، أو تقييد بعد إطلاق، أو تخصيص بعد تعميم، بيد أن ذلك شيء غير الزعم بأن هناك آيات بطل حكمها، أو وقف تنفيذها..". ويرى أن القائلين بالنسخ بعيدون عن التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، سواء كان هذا التفسير يتبع قضية واحدة في طول القرآن وعرضه، أو كان استكشافًا للوَحْدة التي تشمل أجزاء السورة، والتي تجعل آياتها معالم لصورة بينة التقسيم، مُتَعانِقة المعاني والأهداف، ولا يعد من النسخ التدرج في التشريع، كما الشأن في الخمر والربا، فليس في القرآن آية كانت تقول بحلهما، ثم جاءت آيات أخرى تحرمهما.

أما التدرج في الكشف عن حقيقة حكمٍ ما فإنه يبدأ تلويحًا يفهمه الأذكياء، ثم تزداد الإبانة بما يكاد يوحي بالحكم، ثم يجيء الحكم حاسمًا بالمعنى المراد، وقد تم تحريم الربا والخمر بهذا الأسلوب المتأني، وليس في القرآن نص بإباحة الخمر أو الربا !. وفي آيتي الأنفال، الأولى التي ترى أن قتال المسلم أمام عشر من المشركين، ثم خفف الحكم ليكون المسلم مطالب بأن يقاتل اثنين، يرى الشيخ أنه ليس هناك نسخ، فالرخصة تستخدم في حينها، والعزيمة باقية. ويرد الشيخ الغزالي على الأدلة التي قال بها مثبتو النسخ، كقوله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها "، فهو يرى أن الآية هنا المعجزة، وليس الآية الدالة على التشريع، وأن النظر إلى ما قبلها وما بعدها يؤكد أن معنى الآية هنا المقصود بها المعجزة. ويرفض الغزالي رحمه الله أن يكون هناك قرآن نزل ثم سحب قائلا: "ومن الشائعات التي انطلقت في ميدان النسخ أن هناك قرآنًا أُنزِل ثم سُحب! والمعروف في ديننا أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر الذي يفيد اليقين، وأن خبر الواحد لا يُثبِت قرآنًا أبدًا، فالزعم بأن قرآنًا كان ثم رُفع كلامٌ لا يُلتفَت إليه" (مائة سؤال عن الإسلام).

ولكن الشيخ الغزالي يقبل أن يكون القرآن ناسخا للسنة النبوية، وهو أمر يتماشى مع ما يراه من علو القرآن على السنة النبوية، ومن سبيل ذلك تحويل القبلة، ومنع تسليم النساء المسلمات لمشركي قريش. موقف الإمام من أحاديث الآحاد يرى الشيخ الغزالي أن حديث الآحاد يمكن الأخذ به في الأحكام الشرعية، وقد كان هذا نهج جمهور العلماء، حتى يعتبر الخروج عن هذا الرأي ومخالفته أقرب للشذوذ. ففي هذه المسألة يقول: "جمهور الأمة يقبل سنة الآحاد، ويعدها دليلاً على الحكم الشرعي الذي نتعبد الله بإقامته" (دستور الوحدة الثقافية ص 29). فقد وافق الشيخ الغزالي - رحمه الله - جمهور العلماء في الأخذ بحديث الآحاد في الأحكام الشرعية كدليل معتبر. كما يرى أن الأحكام الشرعية لا تُبنى على اليقين، بل هي مبنية على غلبة الظن، وإلا كانت الأحكام الشرعية كلها قطعية، لا اختلاف فيها، وإن كان الحق عند الله واحدا، فإن الناس متعبدون بما توصل إليه فقهاؤهم وعلماؤهم. أما عن نظرة الشيخ الغزالي لأحاديث الآحاد في العقيدة فإنه يرى أنه لا يجوز الاحتجاج بأحاديث الآحاد في مسائل العقيدة، لما يترتب على ذلك من الحكم بالإيمان والكفر على الأشخاص، ومسائل العقيدة يجب أن تكون أدلتها متواترة لعظم أمرها، وخطورة شأنها، إلا إذا أحاطت بأخبار الآحاد قرائن أخرى تقويها. ويرجع رفض الشيخ الغزالي لخبر الآحاد في العقيدة إلي أربعة أمور، أولها أن الخطأ والنسيان طبيعة بشرية، حتى أن بعض الرواة قد نقلوا ألفاظا متفاوتة في حادثة واحدة،


ومن أمثلة ذلك حديث البخاري الذي يتحدث عن الإسلام والإيمان والإحسان، ففي بعض الروايات لم يذكر الحج، وذكر الأركان الأربعة، وفي رواية أخري ذكر الأركان عدا الصوم، وفي رواية ثالثة لم يذكر من الأركان إلا الشهادتين، وفي رواية رابعة ذكرت الأركان كلها، وزيد عليها: "وأن تعتمر وتغتسل من الجنابة، وتتم الوضوء".

ويستدل الشيخ الغزالي بقول الحافظ ابن حجر: "فإن قيل: إنه لم يذكر الحج مع أنه من أهم أركان الإسلام، أجيب بأنه ذكره، لكن بعض الرواة، إما ذهل عنه أو نسيه".

والسبب الثاني لرفضه إثبات العقائد بأخبار الآحاد، هو أن الشريعة تثبت الحقوق المادية بشهادة رجلين عدل أو رجل وامرأتين، فكيف نهبط بنصاب الثقة في شئون الدين ؟ وإذا كان خبر العدل لا يثبت عشرة دنانير، فكيف يثبت عقيدة قد تطيح عند منكرها بالرقاب؟.

والسبب الثالث هو أن خبر الآحاد كان سببًا لاختلاف الفقهاء، حيث لم يصل لبعض الأئمة خبر الآحاد، أو وصل إليهم ثم نسوه، فهل هذه القناة المحدودة تصلح مجرى لنقل العقائد الرئيسة التي يهلك من جهلها؟ حيث يجب أن تأخذ العقائد طريقا لا يشوبه جهل أو غفلة، ويشبه الشيخ الغزالي أحاديث الآحاد بالحديث الصحفي مع رئيس الدولة. أما مصادر العقيدة والحقوق العامة، فهي تشبه الدستور الذي تيسرت مواده لكل مطلع.

والسبب الأخير الذي يرفض الشيخ الغزالي من أجله الاحتجاج بخبر الآحاد في مسائل العقيدة أن أخبار الآحاد قد رفض الأئمة بعضها، ويضرب على ذلك، أمثلة، مثل كون المعوذتين ليستا من القرآن، وأن سورة الأحزاب كانت في طول سورة البقرة ثم نسخت، وأن إرضاع الكبار يحرم كرضاع الصغار، وأن الصائم يتناول البرد ولا يفطر. و يعقب الشيخ قائلا: "أن هذه المرويات حبر على ورق عند رجال الإسلام، مع ورودها في كتب السنة،

والحق أن حديث الآحاد دليل محترم ما لم يكن هناك دليل أقوى منه وأولى بالقبول". ويعرض الشيخ الغزالي لرأي جمهور المحدثين في خبر الآحاد بعد أن يذكر أن المالكية يقدِّمون عليه عمل أهل المدنية والأحناف يقدمون القياس عليه أيضا، ويرون ظاهر القرآن أولى به، نراه يعرض لرأي جمهور المحدثين، وهو يتلخص فيما يلي: ويرد الغزالي - رحمه الله - على رأى جمهور المحدثين الذين يرفضون الطعن في حجية خبر الآحاد في العقيدة، بحجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرسل الأمراء وهم آحاد، ويبعث بالرسل إلى الملوك وهم كذلك آحاد فينقلون الشرائع والعقائد، كما يقولون أن خبر الآحاد لا يقدم عليه القياس باعتبار القياس فكر بشرى فلا يقدم على الوحي، ولا يقدم عليه عمل أهل المدينة، لأنه لو ثبت أن الرسول قال شيئا فلا يجوز الطعن فيه، فيقول الغزالي، أنه لا يرفض هذا الكلام بالكلية، ففي هذا الكلام جانب من الصواب، فإذا ثبت أن النبي قال، فلا رأي إلا السمع والطاعة! ولكن أنَّى لنا الثبوت؟ إن الريبة في قيمة السند، هل يهب لنا يقينًا أم لا؟ وذلك موضوع النزاع. أما عن رفضهم تقديم القياس على الحديث الضعيف، بحجة أن الحديث الضعيف فيه رائحة النبوة، ويرفض الغزالي ذلك؛ لأن القياس يقوم على تعدية حكم شرعي ثابت في قضية ما إلي مشابهة أخرى كتحريم الإجارة وقت النداء يوم الجمعة قياسًا على تحريم البيع وقت النداء، فأين هوى البشر هنا؟. وإن كان البعض يشم من الحديث رائحة الوحي، فإن آخرين يشمون منه روائح الوضع، فلا لوم عليهم. كما يرد الغزالي في احتجاجهم ببعث الرسول صلي الله عليه وسلم الرسل والسفراء وهم آحاد،

أن خبر الواحد في هذا المقام له قيمته، لأن الملابسات التي تحيط به، توفر له الضمانات التي تمنع من الخطأ، فإن أخطأ، وجد من يصحح له. ويقرر الشيخ الغزالي رحمه الله أن العقائد في ديننا، لم تتلقاها الأمة بأسانيد مفردة أو مزدوجة، بل تلقتها بالتواتر المؤسس للثقة المطلقة. ويلاحظ هنا أن الشيخ الغزالي - رحمه الله - لا يطعن في الحديث ولكنه يطعن في ثبوته، فإذا ثبت الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم كان الغزالي أول من يلتزم به، ومن هنا فإن الغزالي رحمه الله - طعن في صحة بعض الأحاديث، حيث رأى عدم ثبوتها عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، كما فرق بين رفض الحديث، وبين الطعن في صحته أو ثبوته. كما أن الغزالي عرض رأيه، ولم يجبر أحدًا على الأخذ به. بالإضافة إلى أن الشيخ الغزالي رفض ترك حديث الآحاد لمجرد الهوى، بل هو يخضع رفضه إلي موازين معينة.

مقاييس العمل بالحديث

لم يكن الحكم على الحديث بالصحة كافيا للعمل به عند الشيخ الغزالي، بل هناك مقاييس للعمل بالحديث عند الشيخ الغزالي منها: فحاول الشيخ الغزالي التركيز علي تقديم القرآن الكريم على السنة النبوية في كثير مما كتبه، وذلك أن الكتاب لم يتطرق إليه شك في صحة ثبوته بخلاف السنة، فهو متواتر الثبوت، أما ما كان من السنة كذلك، فهو كالقرآن، ولا يجوز إنكار شيء ثبت أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا كان خروجا عن الملة. و لا يعتبر اعتراض الشيخ الغزالي على صحة بعض الأحاديث إنكارا للسنة، وإنما هو يرفض الحكم بالصحة على الحديث، فإذا ثبتت صحة الحديث بوجه القطع، فلا يمكن لأحد أن يعترض عليه أبدا. وهو يرى أن الانشغال عن السنة من أكبر الأخطاء التي يقع فيه بعض العلماء، فالواجب الانشغال بالقرآن، لأنه مصدر الأحكام الأول، ثم النظر في السنة حتى تفهم هدايات القرآن وتنفذ أحكامه، ولكن من المرفوض في السنة "أن تتناولها الأذهان الكليلة، فترد نهارها ليلاً، كما ينكر أن يقل شغل الأمة بالقرآن الكريم، فتذهل بذلك عن الأصل الركين والعماد المتين. ولذا كان من الخطأ أن يؤخذ حكم من حديث ما، بل الواجب أن ينظر إلى مجموع الأحاديث في المسألة ثم تعمل هذه الأحاديث في الإطار العام للقرآن الكريم، فـ"إن الحكم الديني لا يؤخذ من حديث مفصول عن غيره، وإنما يضم الحديث إلى الحديث، ثم تقارن الأحاديث المجموعة بما دل عليه القرآن الكريم، ومن زعم أن السنة تقضي على الكتاب، أو تنسخ أحكامه فهو مغرور".

ضوابط فهم الحديث

كان هناك عدد من الضوابط المنهجية التي كان يرعاها الشيخ الغزالي في تعامله مع السنة، منها فهم الحديث جيدا، ومعرفة أسباب وروده، ومحاولة الكشف عن البيئة التي قيل فيها، والملابسات التي داخلته، والمناسبات التي أحاطت به، حتى يوضع الحديث في مكانه، وحتى يفهم جيدا، فلا يساء استعماله، ولا يفهم على الوجه الذي لم يراد له. ويرى الشيخ الغزالي رحمه الله أن معرفة الكيف والزمان والمكان التي تحيط بالحديث يساعد على فهمه وفقهه، فهذه الظروف تعيين إعانة حاسمة على فقه السنة فقهًا صحيحًا. كما فرق الشيخ رحمه الله بين فهم الحديث، والحديث ذاته، فيعيب الشيخ الغزالي على من يرون أن مخالفة فهم أحد للحديث لغير ما فهموه هو مخالفة للحديث، ويرى أن قراءة الحديث وحدها دون أن يصحبها شرح يبين معناها قد يؤدي إلى فتنة ولغط. ".. المطابع وضعت في أيدي الجماهير نسخًا كثيرة من الموطأ ومن الصحيحين، وكثيرًا ما يقرأ العامة أحاديث فوق مستواهم، والحديث إن لم يقدمه عالم فقيه، أو إذا لم يصحب بشرح يلقي ضوءًا كاشفًا على معناه، ربما كان مثار فتنة ولغط، وكم من أنصاف متعلمين أساءوا إلى السنة بضعف الفقه وقصور البصر".

ويرى الشيخ الغزالي أن من الضوابط المنهجية للعمل بالحديث تقديم الصحيح على ما هو أصح منه، فالشيخ الغزالي يرى أن الأحاديث الصحيحة نفسها لا يجوز تناولها إلا بعد استكمال المنقول المتواترة من كتاب الله وسنة رسوله، ولا يجوز إعمالها وتدريسها إلا بعد فقه عميق في أصول الإسلام، ومقاصده العامة التي لا ريب فيها. فنحن إذا قبلنا الحديث الضعيف بعد شهادة القوي له، لا نقبل الرواية الصحيحة إلا إذا وافقها ما هو أصح منها، وعلماء الإسلام يردون رواية الثقة إذا خالف ما هو أوثق منه. أكد الغزالي على وقف الحديث الصحيح لمصلحة أو لدفع ضرر، فقد يجيء الحديث صحيحًا لا غبار عليه، ثم يرى العلماء أنه سيفهم على غير وجه، أو أن إشاعته بين العامة سوف تمس تعاليم الإسلام القائمة، فيحكمون بوقف مسيرته، وإلقاء ستار عليه. ويضرب على ذلك مثلا ببعض الأحاديث التي لا تقبل شهادة المرأة في بعض الشئون، مع كونها قد تكون ممن يحضرها أكثر من الرجل.

الشيخ الغزالي والحديث الضعيف

وكان للشيخ الغزالي رأى في الأحاديث الضعيفة، فكان يستأنس بالأحاديث الضعيفة إذا وافقت القرآن الكريم، وما صح من السنة النبوية، ومع ذلك فإنه يضع لها الضوابط التي لا تجعل المرء يشذ عن المنهج القويم، كما يتطلب هذا الموقف اللين من أصحابه معرفة واعية بقواعد الدين، ومقاصده العامة، وآثاره الصحيحة. ولا يمانع الشيخ الغزالي في الأخذ بالحديث الضعيف – مع تقرير القواعد السابقة – خاصة في مجال الوعظ والإرشاد.

ويسوق في هذا المجال أحاديث ليلة النصف من شعبان، وأن الإمام المنذري قد ذكر فيها مراسيل جيدة، ومع أن فيها نظرًا، لكنها لا تخرج عن المبادئ الكلية للإسلام. السنة بين العادة والتشريع كما يرى الشيخ الغزالي أنه لا بد من التفرقة بين ما صدر عن رسول الله عليه وسلم من حيث إنه وحي وتشريع، وبين ما هو عادي بحكم بشريته صلى الله عليه وسلم، فليس كل ما صدر عليه صلى الله عليه وسلم يطالب المسلم بفعله من جهة الوجوب أو الندب، بل هناك أمور كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم مراعاة للبيئة التي كان يعيش فيها، كما أنه صلى الله عليه وسلم كان يراعي المخاطبين في بعض هذه الأمور التي ترجع إلى العادة. وفي ذلك يطرح الشيخ الغزالي السؤال: هل العاديات التي فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم تعتبر دينًا، يبر فاعلها ويأثم تاركها؟. ويقرر الشيخ الغزالي اتفاق العلماء على أن ما فعله صلى الله عليه وسلم في حدود طبيعته البشرية الخاصة، فالمسلم غير مكلف باتباعه، ويضرب على ذلك مثلاً بأكل خالد بن الوليد – رضي الله عنه – الضب، ورفض النبي صلى الله عليه وسلم له، معللاً أن لم يألف أكله في قومه وأرضه، ولم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد ذلك. وبذلك فإن كل ما فعله صلى الله عليه وسلم بعيدًا عن وظيفة النبوية والرسالة، فليس تكليفا للناس باتباعه.

أما فيما فعله صلى الله عليه وسلم ولم يظهر منه أن فعله قربة إلى الله، ورغم اختلاف العلماء بشأنه فمنهم من قال بندبه ومنهم من ساوى بين الفعل والترك، وآخرون ذهبوا إلى وجوب الفعل. أما الشيخ الغزالي فيدلي برأيه قائلاً: "أما السنة ففيها عاديات لا نكلف باعتبارها كالعبادات اللازمة، وفيها توجيهات موقوتة بزمان مضى، وفيها توجيهات منظور فيها إلى أحوال معينة، وأقوام مخصوصين". ويستدل لرأيه بـ "أن الصحابة رضوان الله عليهم – وهم أعلم الناس بالدين، وأحرص الناس على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يقرب إلى الله – كانوا يشاهدون من النبي صلى الله عليه وسلم أفعالاً، ولما لم يظهر لهم فيها قصد القربة، لم يتخذوها دينًا يتعبدون به، ويدعون الناس إليه". ويضرب الشيخ الغزالي على ذلك أمثلة، مثل: 1- سير النبي صلى الله عليه وسلم في طريق الساحل وقت الهجرة، ولم يسلكه الصحابة في الهجرة. 2- اختباء النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر – رضي الله عنه – في الغار، ولم يفعله الصحابة. 3- مراجعة الحباب بن المنذر – رضي الله عنه – الرسول صلى الله عليه وسلم في المكان الذي ينزلونه يوم بدر، وقد رجع النبي صلى الله عليه وسلم عن رأيه، ونزل على رأي الحباب. فلم يكن فعله صلى الله عليه وسلم على سبيل الاقتداء، وإلا لما ساغ للحباب – رضي الله عنه – أن يراجعه فيه، بل وينزل النبي صلى الله عليه وسلم على رأيه.

ويعقب الشيخ الغزالي قائلاً: "ولاشك أن إقحام الشئون العادية البحتة في نطاق الدين إضرار بدين الله ودنيا الناس جميعًا".

علاقة الفقهاء بالسنة

ومن أهم القضايا التي طرحها الشيخ الغزالي هو علاقة الفقهاء بالسنة، وهو يقرر أن الحكم على الحديث بالصحة أو البطلان لا يقف عند عمل المحدثين، بل لا بد من إشراك الفقهاء في هذا العمل الهام؛

لأن معظم الأحاديث حوت أحكاما شرعية، كان الفقهاء أولى الناس بفهمها من غيرهم، بل إنه يدعو أن يشترك في الحكم على الحديث علماء الإسلام، لأن الأحاديث حوت مسائل في العقيدة والفقه والسلوك والأخلاق وغيرها، فلا يجب حصر الحكم على الحديث على عمل المحدثين وحدهم، ويشير إلى أن للفقهاء ضوابط في الحكم على الحديث وتوثيق السنة عندهم، وهو أمر مشتهر عند المذاهب الأربعة، ويقرر الشيخ أنه لا فقه بلا سنة، ولا سنة بلا فقه، فهما وجهان لعملة واحدة. وخلاصة موقف الشيخ الغزالي من السنة أنه مع جمهور العلماء، إذ إنه يراها دليلا شرعيا معتبرا، وأنه لم يطعن في السنة، وإنما نظر في بعض الأحاديث فرأى عدم صحتها حسب اجتهاده، وقد ركن إلى مناهج علماء سابقين، فلم يكن بدعا في الأمر، فالأحاديث التي لم ير الغزالي عدم صحتها سبقه إليه غيره، ولكن ربما أوجد هو لعدم صحتها أسبابا أخرى، أو دعما لما رآه السابقون. وهو يرى العمل بحديث الآحاد في الأحكام الشرعية، بعد القرآن الكريم، ولا يأخذ بحديث الآحاد في العقيدة إلا إذا كان هناك ما يعضدها من الأدلة التشريعية الأقوى منها. وأن السنة تالية للقرآن، وهي لا تنسخه، وأنه لا بد من الإحاطة بكل ما ورد في السنة من أحاديث حين النظر في مسألة من المسائل، ومعرفة أسباب ورودها والملابسات التي أحاطت بها من الزمان والمكان. وأن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم منها ما كان على سبيل العادة، ومنها ما كان على سبيل الوحي والتشريع. وعلى الجملة، فإنه لا يمكن القول بأن الشيخ الغزالي أتى بجديد تفرد به وحده، غاية ما هناك أنه تسرع في الحكم على بعض الأحاديث بعدم الصحة، وكان يمكن الأخذ بتأويلها والنظر إليها بنوع من الفهم حيث يبقى الحكم عليها بالصحة كما رآه كثيرون من الأقدمين، فالتسرع بالحكم على بعض الأحاديث مما يجب الحذر منه، والتأني فيه، وإن كان الشيخ ضعف بعض الأحاديث، فهي جملة آحاد مع الآلاف من الأحاديث التي حكم عليها بالصحة.

المراجع : السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين ليس من الإسلام دفاع عن العقيدة والشريعة فقه السيرة نظرات في القرآن من هنا نعلم كيف نفهم الإسلام الإسلام والطاقات المعطلة قذائف الحق مشكلات في طريق الحياة الإسلامية مائة سؤال عن الإسلام جهاد الدعوة بين عجز الداخل وكيد الخارج ركائز الإيمان بين العقل والقلب المحاور الخمسة للقرآن الكريم

اسماعيل ياسين له مونولوج قديم .. بيقول فيه
ما تستعجبش ....
ما تستغربش
فى ناس بتتعب ولا تكسبش
و ناس بتكسب ولا تتعبش...

كل ما أشوف
حال مصر .. افتكر المونولوج .. بس
مع تغيير فى الكلمات ..
فى ناس بتسرق و لا تتعبش .. و نا بتتعب ولا تسرقش ....
ما تستعجبش

ما تستغربش

طبعا واضح من العنوان .. حأتكلم عن ايه؟؟؟
المصيبة الكبرى .. اننا نعيش فى وهم .. اسمه العرب ... .. و يليه وهم أكبر اسمه منظمة المؤتمر الاسلامى ..
هى (منظمة المؤتمر الاسلامى) و جامعىة الدول العربية .. يمثلان خيال مأتة .. أو فزاعة لا تخيف احد .. بل المصيبة انها تستنزف اهتمام سياسى لا مبرر له ..
مثلا .. كم قرار اتخذ و تم تنفيذه .. الخيبة الثانية .. القرارات غير ملزمة..
كم اتمنى أن يغلقوا هذه الفاجعة.. .ز او ينقلوها الى غزة .. او رام الله .. ليتم دكها يوميا ( وان كنت اشك أن تفعل اسرائيل ذلك بحليف مهم مثل الجامعة العربية) .. فلربما يشعر العرب بما يعانيه اهل غزة من اليهود .. و ان كان لا يكفيهم ما تفعله فتح و حماس بهما و ببعضهما البعض ..
ماذا فعلت الجامعة للفلسطينيين فى الحصار .. ماذا فعلت ايام دك العراق يوميا ايام حصار العراق .. ماذا فعلت للبنان ,,و دارفور .. و سوريا قريبا .. والصومال ..
مفيش فايدة .. انا رأيى يقفلوها و يأجروا المبانى .. أصل سعر المتر فى الحتة دى بالشىء الفلانى







.. فى رأسى أكثر من فكرة .. و لا أحب اهدار الوقت فيما لن يقرأه الناس ..
و أحب مشاركة أفكارى معكم .. ماذا ينفع أو لا ينفع الناس ..
من مبدا و شاورهم فى الامر ..
ماذا لو بدأت كل مدونة فى أول كل شهر باختيار موضوع.. وواحد من ضمن التدوينات العديدة .. و شاركت المدونات الاخرى .. بتدونة .. من وجهة نظر محددة .. يعنى .. مثلا .. سلطة القضاء فى الاسلام ..
مدونة تتولى الرأى السياسى .. وأخرى تتولى الرأى الفقهى ..
و ثالثة تتولى النقد .. و تبنى الرأى الاخر ..
و ذلك لمدة شهر .. و بعدها يتم تجميع الاراء و المواضيع .. فى مدونة واحدة و لتكن شهرية ... موضوع كامل ..
من ناحية .. تعاون على الافادة .. و بدون تأثير على مدونة شخص واحد .. ..
دى فكرة ..
الموضوع التانى .. تبادل الروابط .. لماذا لا نقوم بانشاء حلقة .. أو رابطة للمدونات الفكرية .. ذات الخط الواحد .. مثلا الاسلامى السنى .. . ودى موجودة .. اقصد .. يتعمل مثلا صفحة للروابط .. و بدلا ما تحط الروابط للمدونات اللى بتتابعها .. حط رابط الصفحة .. بس بدون اسراف فى العدد ..


فيه مواضيع عايز افتحه بس خايف من رد الفعل و اهدار الوقت فى الرد على الردود ..
(زى الشيعة و السنة .. و خصوصا بعد موضوع العراق) ...
و زى موضوع الاسلام و فلسفة الحكم .. و أصول الحكم ...

هل حد يعيننى بمشورة ؟؟؟؟
جزاكم الله خيرا





ماذا لو استمر التعذيب فى مصر بالرغم من الضغط الاعلامى .. و الثورة على الشبكة العنكبوتية .؟؟؟
ماذا لو استمر التضييق على الحريات السياسية فى مصر .. و تم تعديل قوانين الترشيح .. و ضرب الكل (لا مؤاخذة ) بالجزمة القديمة ..؟
ماذا لو .. تم توريث الحكم فى مصر . بالرغم من كل اللى بيحلفوا و يقسموا ان الموضوع ده مش حيحصل الا على جثثهم ( واظن ان جثثهم .. حتكون السلم الى عرش مصر)... بالرغم من العبط السياسى الدائر ..
ماذا لو أفاق أحد ضحايا التعذيب فجأة .. و قرر ان الدولة لم تأخذ له حقه .. و بدلا من الاحباط و الاكتئاب .. قرر قتل من عذبه .. او اولاده .. او أى حد من أهله .. تشفى .. انتقام .. ؟؟؟؟
ماذا لو راى غيره .. اننا اصبحنا فى غابة و لا يعيش فيها الا الاقوى ...؟
ماذا لو قرر بعض النشطاء انه مفيش فايدة من العمل العلنى .. حاينضربوا اينضربوا ... و انه لا فائدة من الكلام ... و تحولوا الى العمل السرى .. مثلا .. او الى التغيير بالتدمير ..
الضغط يولد الانفجار ..
ماذا لو فقدت الثقة فى أى نظام قائم .. نظام سياسى أو قضائى .. او شرطة .. او جيش . كله مصالح .. و كله بينفع نفسه...
..
الخوف مما سيحدث .. يجعلنى .. أفكر كثيرا .. و لكن غالبية البشر تفضل المشى جوه الحيط .. أو تحت الحيط .. مش جنب الحيط ..
و قد يقع عليك الحيط نفسه.. علشان ما تفتحش بقك .. وتقول ماذا لو....؟

لى جولة يومية على ما يقرب من 100 مدونة (بدون مبالغة) و لكن...
لا يعجبنى ما أرى ..
البعض يتخيل أن المدونة .. هى غرزة حشيش .. أو دورة مياه .. يلقى فيها .. بأسوأ ما عنده من ألفاظ و أفكار.. بدعوى الحرية الشخصية ..

فبدلا من أن يرى الناس أفضل صورة لك .. و تسضيفهم فى الصالون .. تستقبلهم فى دورة المياه ؟؟؟؟
لا أدرى .. ولا أفهم .. هل التطور الطبيعى للمنتديات .. افلح .. أم فشل .. فهذه النقطة تبين .. من وجهة نظر أخرى .. و تؤيد فكرة التحكم و السيطرة ..
من ليس له من يقومه أو يحكمه ينفلت ..
..







المراجع كما وردت فى الموضوع

(1) زاد المعاد لابن القيم (1/2).

(2) كلمة الإخلاص لابن رجب ص52-53.
(3) رواه مسلم في الإيمان برقم (23).

(4) رواه البخاري (3/255) ومسلم في الإيمان برقم (19).
(5) رواه الحاكم (1/528) وابن حبان برقم (2324) مورد الظمآن.

(6) الترمذي في الدعوات رقم (3579).
(7) رواه الترمذي رقم (2641) في الإيمان والحاكم (1/506) وغيرهما.
(8) كلمة الإخلاص لابن رجب 54-66.
(9) وهو ما ذكرته هنا في أركان لا إله إلا الله.

(10) تيسير العزيز الحميد ص80 .
(11) فتح المجيد ص91 .

(12) صحيح مسلم رقم (23) كتاب الإيمان.
(13) رواه الترمذي رقم (3094) في التفسير.
(14) فتح المجيد (107).
(15) فتح المجيد ص537-538 وانظر مدارج السالكين (1/29-30) لابن القيم.
(16) مختصر الصواعق المرسلة (1/15).

(17) مدارج السالكين (1/26).
(18) رواه البخاري 11/206 ومسلم رقم (33).
(19) رواه البخاري 1/199 .
(20) صحيح مسلم (1/228-229) بشرح النووي.
(21) صحيح مسلم مع شرح النووي (1/224).
(22) تيسير العزيز الحميد بشرح كتاب التوحيد ص66-67 .

(23) انظر مجموعة التوحيد ص120-121 .
(24) كلمة الإخلاص لابن رجب ص13-14 .
(25) في ص9-11 من رسالة كلمة الإخلاص.
(26) أعلام الموقعين (1/187).
(27) أعلام الموقعين (=180).

(28) رواه البخاري (13/217) في الاعتصام.

أثار لا إله إلا الله

لهذه الكلمة إذا قيلت بصدق وإخلاص وعمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا آثار حميدة على الفرد والجماعة من أهمها:-

1ـ اجتماع الكلمة التي ينتج عنها حصول القوة للمسلمين والانتصار على عدوهم لأنهم يدينون بدين واحد وعقيدة واحدة كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [سورة آل عمران: 103]. وقال تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم} [سورة الأنفال: 62-63].
والاختلاف في العقيدة يسبب التفرق والنزاع والتناحر كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي
شَيْءٍ} [سورة الأنعام: 159]. وقال تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [سورة المؤمنون:53]
فلا يجمع الناس سوى عقيدة الإيمان والتوحيد التي هي مدلول لا إله إلا الله واعتبر ذلك بحالة العرب قبل الإسلام وبعده.

2ـ توفر الأمن والطمأنينة في المجتمع الموحد الذي يدين بمقتضى لا إله إلا الله لأن كلاً من أفراده يأخذ ما أحل الله له ويترك ما حرم الله عليه تفاعلاً مع عقيدته التي تملي عليه ذلك فينكف عن الاعتداء والظلم والعدوان ويحل محل
ذلك التعاون والمحبة والموالاة في الله عملاً بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [سورة الحجرات: 10].
يظهر هذا جليًا في حالة العرب قبل أن يدينوا بهذه الكلمة وبعدما دانوا بها – فقد كانوا من قبل أعداء متناحرين يفتخرون بالقتل والنهب والسلب فلما دانوا بها أصبحوا أخوة متحابين كما قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [سورة الفتح: 29].

وقال تعالى:
{وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [سورة آل عمران: 103].


3ـ حصول السيادة والاستخلاف في الأرض وصفاء الدين والثبوت أمام تيارات الأفكار والمبادئ المختلفة – كما قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [سورة النور: 55] فربط سبحانه حصول هذه المطالب العالية بعبادته وحده لا شريك له الذي هو معنى ومقتضى لا إله إلا الله.


4 ـ حصول الطمأنينة النفسية والاستقرار الذهني لمن قال لا إله إلا الله وعمل بمقتضاها لأنه يعبد ربًا واحدًا يعرف مراده وما يرضيه فيفعله ويعرف ما يسخطه فيجتنبه بخلاف من يعبد آلهة متعددة كل واحد منها له مراد غير مراد
الآخر وله تدبير غير تدبير الآخر كما قال تعالى: {أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [سورة يوسف: 39].

قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَل} [سورة الزمر: 29].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: هذا مثل ضربه الله سبحانه للمشرك والموحد، فالمشرك بمنزلة عبد يملكه جماعة متنازعون مختلفون متشاحون والرجل المتشاكس: السيئ الخلق.

فالمشرك لما كان يعبد آلهة شتى شبه بعبد يملكه جماعة متنافسون في خدمته لا يمكنه أن يبلغ رضاهم أجمعين، والموحد لما كان يعبد الله وحده فمثله كمثل عبد لرجل واحد قد سلم له وعلم مقاصده وعرف الطريق إلى رضاه فهو في راحة من
تشاحن الخلطاء فيه، بل هو سالم لمالكه من غير تنازع فيه مع رأفة مالكه ورحمته له وشفقته عليه وإحسانه إليه وتوليه لمصالحه، فهل يستوي هذان العبدان(26).

5 ـ حصول السمو والرفعة لأهل لا إله إلا الله في الدنيا والآخرة – كما قال تعالى: {حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [سورة الحج: 31]. فدلت الآية
على أن التوحيد علو وارتفاع وأن الشرك هبوط وسفول وسقوط.

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: شبه الإيمان والتوحيد في علوه وسعته وشرفه بالسماء التي هي مصعده ومهبطه، فمنها هبط إلى الأرض وإليها يصعد منها، وشبه تارك الإيمان والتوحيد بالساقط من السماء إلى أسفل سافلين من
حيث التضييق الشديد والآلام المتراكمة والطير التي تخطف أعضاءه وتمزقه كل ممزق بالشياطين التي يرسلها الله تعالى وتؤزره وتزعجه وتقلقه إلى مظان هلاكه – والريح التي تهوي به في مكان سحيق هو هواه الذي يحمله على إلقاء
نفسه في أسفل مكان وأبعده عن السماء(27).

6 ـ عصمة الدم والمال والعرض، لقوله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها"(28)
هذا – ولهذه الكلمة آثار عظيمة على الفرد والجماعة في العبادات والمعاملات والآداب والأخلاق...
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

متى ينفع الإنسان قول لا إله إلا الله ...مهم


متى ينفع الإنسان قول لا إله إلا الله ومتى لا ينفعه ذلك:-

سبق أن قلنا أن قول لا إله إلا الله لا بد أن يكون مصحوبًا بمعرفة معناها والعمل بمقتضاها

ولكن لما كان هناك نصوص قد يتوهم منها أن مجرد التلفظ بها يكفي وقد تعلق بهذا الوهم بعض الناس. اقتضى الأمر إيضاح ذلك لإزالة هذا الوهم عمن يريد الحق،

قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله على حديث عتبان... الذي فيه: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله"(18)

قال: اعلم أنه قد وردت أحاديث ظاهرها أنه من أتى بالشهادتين حرم على النار كهذا الحديث وحديث أنس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: يا معاذ: قال لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله إلا حرمه الله على النار"(19) ولمسلم عن عبادة مرفوعًا: "ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله حرمه الله على النار"(20)

ووردت أحاديث فيها أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة وليس فيها أنه يحرم على النار، منها حديث عبادة الذي تقدم قريبًا وحديث أبي هريرة أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك – الحديث وفيه – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيحجب عن الجنة" رواه مسلم(21).

ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية
قال: وأحسن ما قيل في معناه ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره: إن هذه الأحاديث إنما هي فيمن قالها ومات عليها. كما جاءت مقيدة وقالها خالصًا من قلبه مستيقنًا بها قلبه غير شاك فيها بصدق ويقين، فإن حقيقة التوحيد انجذاب الروح إلى الله جملة فمن شهد أن لا إله إلا الله خالصًا من قلبه دخل الجنة لأن الإخلاص هو انجذاب القلب إلى الله تعالى بأن يتوب من الذنوب توبة نصوحًا فإذا مات على تلك الحال نال ذلك، فإنه قد تواترت الأحاديث بأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة وما يزن خردلة وما يزن ذرة، وتواترت بأن كثيرًا ممن يقول لا إله إلا الله يدخل النار ثم يخرج منها، وتواترت بأن الله حرم على النار أن تأكل أثر السجود من ابن آدم فهؤلاء كانوا يصلون ويسجدون لله، وتواترت بأنه يحرم على النار من قال لا إله إلا الله، ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، لكن جاءت مقيدة بالقيود الثقال وأكثر من يقولها لا يعرف الإخلاص ولا اليقين ومن لا يعرف ذلك يخشى عليه أن يفتن عنها عند الموت فيحال بينه وبينها، وأكثر من يقولها يقولها تقليدًا وعادة لم يخالط الإيمان بشاشة قلبه، وغالب من يفتن عند الموت وفي القبور أمثال هؤلاء كما في الحديث »سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته« وغالب أعمال هؤلاء إنما هو تقليد واقتداء بأمثالهم وهم أقرب الناس من قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} [سورة الزخرف: 23]

وحينئذ فلا منافاة بين الأحاديث فإنه إذا قالها بإخلاص ويقين تام لم يكن في هذه الحال مصرًا على ذنب أصلاً، فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء فإذًا لا يبقى في قلبه إرادة لما حرم الله ولا كراهية لما أمر الله وهذا هو الذي يحرم على النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك، فإن هذا الإيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص وهذه المحبة وهذا اليقين لا تترك له
ذنبًا إلا يمحى كما يمحى الليل بالنهار. انتهى كلامه رحمه الله.(22)..؛

------------------------------------------------------------------------
ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب(23) : -
ولهم شبهة أخرى يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال لا إله إلا الله، وقال: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله" وأحاديث أخرى في الكف عمن قالها، ومراد هؤلاء الجهلة أن من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل، فيقال لهؤلاء الجهال معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا إله إلا الله، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويصلّون ويدَّعون الإسلام، وكذلك الذين حرقهم علي بن أبي طالب،
وهؤلاء مقرون أن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال لا إله إلا الله، وأن من جحد شيئًا من أركان الإسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه إذا جحد شيئًا من الفروع وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أصل دين الرسل ورأسه ولكن أعداء الله ما فهموا معنى الأحاديث.

وقال رحمه الله: فأما حديث أسامة فإنه قتل رجلاً ادعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه. ما ادعاه إلا خوفًا على دمه وماله، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك وأنزل الله في ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ} [سورة النساء: 94].

أي فتثبتوا فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت فإن تبين بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله: (فتبينوا) ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبت معنى، وكذلك الحديث الآخر وأمثاله معناه ما ذكرناه من أن من أظهر الإسلام والتوحيد وجب الكف عنه إلا أن تبين منه ما يناقض ذلك...

والدليل على هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: "أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله" وقال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" هو الذي قال في الخوارج: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" مع كونهم من أكثر الناس تهليلاً حتى إن الصحابة يحقرون أنفسهم عندهم، وهم تعلموا العلم من الصحابة، فلم تنفعهم لا إله إلا الله ولا كثرة العبادة ولا ادعاء الإسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة وكذلك ما ذكرناه من قتال اليهود وقتال الصحابة بني حنيفة.

------------------------------------------------------------------------
ما قاله الحافظ بن رجب
وقال الحافظ ابن رجب في رسالته المسماة: "كلمة الإخلاص"(24) على قوله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن (لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله)
قال: ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانعي الزكاة – وفهم الصديق أنه لا يمنع قتاله إلا بأداء حقوقهما لقوله صلى الله عليه وسلم: "فإذا فعلوا ذلك منعوا
مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله"، وقال: "الزكاة حق المال"

وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحًا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا
الزكاة" وقد دل على ذلك قوله تعالى: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ}.

كما دل قوله تعالى: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّين} على أن الأخوة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابًا فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا ترتفع عمن أدى الشهادتين مطلقًا، بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة، وقال أيضًا(25): وقالت طائفة من العلماء المراد من هذه الأحاديث أن التلفظ بلا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والجناة من النار ومقتضى لذلك.

ولكن المقتضى لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع – وهذا قول الحسن ووهب بن منبه وهو الأظهر – ثم ذكر عن الحسن البصري أنه قال للفرزدق وهو يدفن
امرأته: ما أعددت لهذا اليوم – قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة – قال الحسن: نعم العدة – لكن لا إله إلا الله شروط فإياك وقذف المحصنات – وقيل للحسن: أن أناسًا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال: من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة – وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة – قال: بلى ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك...

وأظن أن في هذا القدر الذي نقلته من كلام أهل العلم كفاية في رد هذه الشبهة التي تعلق بها من ظن أن من قال لا إله إلا الله لا يكفر ولو فعل ما فعل من أنواع الشرك الأكبر التي تمارس اليوم عند الأضرحة وقبور الصالحين مما يناقض
كلمة لا إله إلا الله تمام المناقضة ويضادها تمام المضادة، وهذه طريقة أهل الزيغ الذين يأخذون من النصوص المجملة ما يظنون أنه حجة لهم ويتركون ما يبينه ويوضحه النصوص المفصلة كحال الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض

وقد قال الله في هذا النوع من الناس: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ، رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}
[سورة آل عمران: 7–9]. اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه...