معنى لا اله الا الله– ومقتضاها وآثارها في الفرد والمجتمع
هل هناك كلمة أعظم وأهم من (لا إله إلا الله) ؟ ....كلمة التوحيد الفاصلة بين الشرك والإسلام التي أجمعت الرسالات السماوية كلها على الدعوة إليه والتي شهد الله بها لنفسه في غير موضع من كتابه الكريم قال تعالى:
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [سورة محمد: 19]
وقال جل شأنه: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} [سورة طه: 8]،
وقال سبحانه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
وكرر إثباتها في آيتين متتاليتين مع ذكر بعض صفاته وأسمائه الحسنى في سورة الحشر، قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَالرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ
الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة الحشر: 22-23].
وما دامت هذه الكلمة أول كلمة يلزم أن ينطق بها الكافر معلنًا بها إسلامه وأن من نطق بها صادقًا حرم ماله ودمه. فإن ذلك يستوجب معرفة معناها ومقتضاها وفضلها ومكانتها في الحياة، وأركانها، وشروطها، و متى ينفع الإنسان قول لا
إله إلا الله ومتى لا ينفعه ذلك؟ و مجرد التلفظ بها يكفي؟؟،
من هذا المنطلق ... يبدأ كتاب الشيخ صالح الفوزان فى بحث معنى لا اله الا الله
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه، وكل من اتبعه وتمسك بسنته إلى يوم الدين... أما بعد: -
فإن الله سبحانه وتعالى أمرنا بذكره وأثنى على الذاكرين ووعدهم أجرًا عظيمًا فأمر بذكره مطلقًا، وبعد الفراغ من العبادات..... قال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [سورة النساء:103].
وقال: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [سورة البقرة: 200].
وأمر بذكره أثناء أداء مناسك الحج خاص
ة فقال تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [سورة البقرة: 198].
وقال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} [سورة الحج: 28].
وقال تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} [سورة البقرة: 203].
وشرع إقامة الصلاة لذكره فقال: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله" [رواه مسلم]...
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [سورة الأحزاب: 41-42].
ولما كان أفضل الذكر: لا إله إلا الله وحده لا شريك له – كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت أنا والنبيين من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" [رواه الترمذي] ولما كانت هذه الكلمة العظيمة (لا إله إلا الله) لها هذه المنزلة العالية من بين أنواع الذكر ويتعلق بها أحكام ولها
شروط ولها معنى ومقتضى، فليست كلمة تقال باللسان فقط – لمّا كان الأمر كذلك آثرت أن تكون موضوع حديثي راجيًا من الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهلها المستمسكين بها والعارفين لمعناها، العاملين بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا.
وسيكون حديثي عن هذه الكلمة في حدود النقاط التالية:- مكانة لا إله إلا الله في الحياة، وفضلها، وإعرابها، وأركانها وشروطهاومعناها، ومقتضاها، ومتى ينفع الإنسان التلفظ بها، ومتى لا ينفعه ذلك وآثارها :-
هذه المقالة هى جزء من سلسلة ملخصة .. لاكثر من ستة كتب فى التوحيد .. و
معنى لا اله الا الله.. ساحاول باذن الله تعالى نشرها .. متتالية لتكون
مرجعا لاعضاء القهوة ...
و هى كلها كتب لعلماء افاضل .. جزاهم الله خيرا عنا ....
مقدمة
هل هناك كلمة أعظم وأهم من (لا إله إلا الله) ؟ ....كلمة التوحيد الفاصلة بين الشرك والإسلام التي أجمعت الرسالات السماوية كلها على الدعوة إليه والتي شهد الله بها لنفسه في غير موضع من كتابه الكريم قال تعالى:
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [سورة محمد: 19]
وقال جل شأنه: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} [سورة طه: 8]،
وقال سبحانه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
وكرر إثباتها في آيتين متتاليتين مع ذكر بعض صفاته وأسمائه الحسنى في سورة الحشر، قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَالرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ
الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة الحشر: 22-23].
وما دامت هذه الكلمة أول كلمة يلزم أن ينطق بها الكافر معلنًا بها إسلامه وأن من نطق بها صادقًا حرم ماله ودمه. فإن ذلك يستوجب معرفة معناها ومقتضاها وفضلها ومكانتها في الحياة، وأركانها، وشروطها، و متى ينفع الإنسان قول لا
إله إلا الله ومتى لا ينفعه ذلك؟ و مجرد التلفظ بها يكفي؟؟،
من هذا المنطلق ... يبدأ كتاب الشيخ صالح الفوزان فى بحث معنى لا اله الا الله
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه، وكل من اتبعه وتمسك بسنته إلى يوم الدين... أما بعد: -
فإن الله سبحانه وتعالى أمرنا بذكره وأثنى على الذاكرين ووعدهم أجرًا عظيمًا فأمر بذكره مطلقًا، وبعد الفراغ من العبادات..... قال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [سورة النساء:103].
وقال: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [سورة البقرة: 200].
وأمر بذكره أثناء أداء مناسك الحج خاص
ة فقال تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [سورة البقرة: 198].
وقال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} [سورة الحج: 28].
وقال تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} [سورة البقرة: 203].
وشرع إقامة الصلاة لذكره فقال: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله" [رواه مسلم]...
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [سورة الأحزاب: 41-42].
ولما كان أفضل الذكر: لا إله إلا الله وحده لا شريك له – كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت أنا والنبيين من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" [رواه الترمذي] ولما كانت هذه الكلمة العظيمة (لا إله إلا الله) لها هذه المنزلة العالية من بين أنواع الذكر ويتعلق بها أحكام ولها
شروط ولها معنى ومقتضى، فليست كلمة تقال باللسان فقط – لمّا كان الأمر كذلك آثرت أن تكون موضوع حديثي راجيًا من الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهلها المستمسكين بها والعارفين لمعناها، العاملين بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا.
وسيكون حديثي عن هذه الكلمة في حدود النقاط التالية:- مكانة لا إله إلا الله في الحياة، وفضلها، وإعرابها، وأركانها وشروطهاومعناها، ومقتضاها، ومتى ينفع الإنسان التلفظ بها، ومتى لا ينفعه ذلك وآثارها :-