اســتـــراحــة الـمحــارب

استراحة عقلية و فكرية لمحارب.. فى دنيا الله .. يبحث عن الحكمة ..

من أنا

صورتي
رحالة فى دنيا الله .. من أرض الى أرض .. اسمع و انصت ... و اعقل ..لعلى اعتبر أبحث عن الحكمة .. فأين أجدها؟

زوار الاستراحة

المتابعون

ابحث فى الاستراحة

بحث مخصص

هل تجوز مودة الكافرين

قال تعالى :
{لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه } [المجادلة:22].

وقال تعالى في سورة لقمان : { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير *وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون }[لقمان :14,15].

الفهم الخاطئ : قال قوم من المستشرقين ومن لف لفهم : كيف يأمر الله بشيء وينهى عنه ؟ ففي آية لقمان أمر الله عز وجل بطاعة الوالدين وإن كانا مشركين , وأمر ببرهما والأحسان إليهما , ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف , وقد نهى عن ذلك في سورة المجادلة فحرم ودهما ومحبتهما , وقد نزلت فيمن قتل أباه , ومن أراد أن يقتل ابنه , ومن قتلوا إخوتهم وعشيرتهم . وقد ظنوا أن هذا من التناقض في كتاب الله تعالى !!

والجواب
: ليس هذا من التناقض في شيء - وحاشا لكتاب الله تعالى - وإنما هو جهل القوم باللغة , كما جهلوا معالم الدين , فالمعروف الذي أمر الله عز وجل به - في سورة لقمان - شيء , والود الذي نهى عنه - في سورة المجادلة - شيء آخر , مختلف تماما عن المعروف .

فالمعروف تصنعه مع من تحب ومع من لا تحب , أما الود فلا يكون إلا لمن تحب . فقد تخرج من المسجد وتلقى فقيراً , ولا تربطك به صلة ولا تعرفه من قبل , فيسألك حسنة فتصنع به معروفاً , وأنت في نفس الوقت لا تعرفه ولا تحبه إذاً تصنع المعروف مع من تعرف ومن لا تعرف , ومع من تحب ومن لا تحب , ومع أهله وغير أهله , فهذا هو المعروف , بخلاف الحب أو الود الذي ينحصر في أهل الإيمان , ونهى الله عنه مع الكافرين والمشركين , ولو كانوا الوالدين
والأقربين , وقد ظهرت منهم محادة الله ورسوله .

فضابط الحب في الإسلام كما قال تعالى : {ان كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم
ذنوبكم والله غفور رحيم } وكذا قال : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون * قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين } [التوبة:23,24].

كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر - بعد إذ أنقذه الله منه - كما يكره أن يقذف في النار)) رواه البخاري ومسلم .
إذا المعروف شيء والود شيء آخر , والله تعالى قد أمر بالمعروف مع الوالدين بمثابة رد الجميل لوالدين ربياك صغيرا ,وأعاناك على الحياة حتى كبرت, فآمنت بالله ربا وبالإسلام ديناً , وبمحمد نبياً ورسولاً , وأبيا إلا الشرك فقمت بنصحهما ودعوتهما , وحضهما على الإسلام , فإن أبيا فأنت على دينك ولا تكرههما عليه , ولكن هذا لايمنعك بأن ترد الجميل بصنع المعروف , دونما يكون لهما أدنى حب في قلبك أو ود في فؤادك , ولكن تصنع معهما المعروف الذي أمر الله به { وصاحبهما في الدنيا معروفا } ويبقى الحب لله وفي الله , على نحو ما بينت الآيات والأحاديث, لأن قلب المؤمن الذي امتلأ بمحبة الله , وبمحبة المؤمنين , لا يحتمل أبدا محبة الكافر , وإذا كان الله تعالى لم يجعل للأنسان
قلبين في جوفه , فمعناه إذا أحب الكافرلم يبقى فيه حب لله ورسوله ولا المؤمنين وهذا ضرب من الكفر والعياذ بالله تعالى , ولذلك لما تمركز الإيمان في قلب أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأيدهم الله بروح منه , فسيطر عليهم حب الله ورسوله وحب الجهاد في سبيله, فلم يبق مكاناً لحب كافر ولو كان من كان , حتى الوالدين , فامتدحهم الله على ذلك في قوله { لا تجد قوما يؤمنون ...} الآيه .

وإن كان لا يمنع من صنع المعروف مع آبائهم أو غير آبائهم , لكن إذا جاهداك على أن تشرك بالله , وحرصا على أن تتبعهما على دينهما فلا تقبل ذلك منهما , ورضي الله عن سعد بن أبي وقاص قال : أنزلت فيَّ هذه الآية : { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما ..} الآية .

قال : " كنت رجلا باراً بأمي , فلما أسلمت , قالت ما هذا الذي أراك قد أحدثت , لتدعن دينك هذا أو لا أكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي , فيقال يا قاتل أمه, فقلت : لا تفعلي يا أماه , فإني لا أدع ديني هذا لشيء , فمكثت يوما وليله ولم تأكل فأصبحت قد جهدت , فمكثت يوما آخر وليله ولم تأكل فأصبحت قد جهدت ,, فمكثت يوما آخر وليله ولم تأكل فأصبحت قد اشتد جهدها , فلما رأيت ذلك , قلت يا أماه تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسأ نفسا ما تركت دينس هذا لشيء , فأن شئت فكلي وإن شئت لا تأكلي , فأكلت " رواه مسلم فأين التناقض ؟
وإذا أراد الله نشــر فضيلة طويت , أتاح لها لسان حسود

0 تعليقات

إرسال تعليق