اســتـــراحــة الـمحــارب

استراحة عقلية و فكرية لمحارب.. فى دنيا الله .. يبحث عن الحكمة ..

من أنا

صورتي
رحالة فى دنيا الله .. من أرض الى أرض .. اسمع و انصت ... و اعقل ..لعلى اعتبر أبحث عن الحكمة .. فأين أجدها؟

زوار الاستراحة

المتابعون

ابحث فى الاستراحة

بحث مخصص

ماكيفية ذكر الله تعالى
قال تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ *الَّذِين
َ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*} [سورة آل عمران:190-191] .

وموضع الشاهد هو قوله تعالى : {الَّذِين يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِم} .
والفهم الخاطئ للآية هو مازعم المتصوفه أن الآية تحكي صورة من صور الذكر الجماعي , في أعيادهم ومناسباتهم
التي يسمونها " موالد " وفي حضراتهم في أضرحة الأولياء , وساحات الدراويش , إذ يقيمون حلقات الرقص
- وهم يسمونها بالذكر - قيجلس الشيخ - شيخ الطريقة - بين صفين من دراويشهم الرذيلة , ودرويشات نفرت
منهن الفضيله , ثم يصفق بيديه اللمعتين من الدسم الحرام , إيذانا ببدء الذكر , ثم يخرج من شفتيه ومنخريه
اسم الله ملحدا في حروفه وفي النطق به , وغضون جبينه تهمز الحياء , وتلمز التقوى .

هذا ومنشد القوم يطربهم بالغزل الداعر في " ليلى وسعاد " بما يسمونه مدح آل البيت , وبالدفوف يدق عليها
الشيطان - يزعمون أنها تسبح الرحمن - وبالنايات تصفر فيها الشهوة , ثم يهب الشيخ ومعه المريدون وثمت
يميلون يمنة ويسرة , متأودة أعطافهم تأود الراقصات , يلمحن في أيدي الرواد دنان الخمر والمسكرات ,
وما هي إلا لحظة حتى تجن هذه الأجساد بما فيها من رغبات , ومن هادئ إلى سريع , ومن سريع إلى أسرع ,
ومن أمام وخلف , وفوق وتحت , ويمين وشمال , في سبع طبقات , تهد الجمال , مع تأوه محنث وتمايل خليع
يتنافى وأحوال الرجال , وبأصوات منكرة مبحوحة من عويل الخطيئة تسمع الستغاثة بزينب أو نفيسة , ربما
لا يريدون زينب الطاهرة ولا نفيسه العابدة , وإنما كل يغني على أنثاه !!
وهكذا يظلون في اقتراف هذا الزور بالساعات التي قد تستسغرق ليلة حتى مطلع الفجر , ولا فجر بين اختلاط
بين الرجال والنساء , وعيون زانية , وزغاريد مغزلة وخلوة داعرة . ثم بعد هذا يزعمون أنها كانت من ساعات التجلي !!
وإذا أنكرت عليهم تلك المنكرات , احتجوا عليك بهذه {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ ... } يزعمون
أنهم بذلك يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم , في بهلوانية رعناء وبطريقة بلهاء , في صورة خرقاء , وهيئة عمياء .
ولو أنصفوا لقالوا هذا في كتاب الله , في قوله تعالى : { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصديه }
[سورة الأنفال :35] .

فذكر الصوفية هو عبادة المشركين , وصلاة الجاهلين , أو هو الذي جاء في
التوراة - في المزمور التاسع والأربعين بعد المائة - : " ليبهج بنو صهيون بملكهم ليسبحوا اسمه برقص
, بدف , وعود , ليرنموا هللوا يا , سبحوه بدف ورقص , سبحوه بأوتار ومزمار , سبحوه بصنوج الهتاف " .
فما أشبه الذكر الصوفي بتلك البدعة اليهودية , أو حال عبدة العجل في اليهودية , وقد اشتمل على
الرقص والدف والعود والطبل .
وإذا كانت تلك صورة مصغرة عن الذكر الجماعي الصوفي , وأخالك تنزع إلى اتهامي بالتقصير أو القصور
, فليس أقل من ذلك - بدعة أو خرافة - ذلك الذكر الانفرادي , الذي يوجب الصوفية فيه على الذكر أن
يستحضر شيخه ويستمد المدد منه , ويلتزم بأوراده وحزبه .

وفي ورده يقول مثلا : يادايم (300 مرة ) "وهو ليس من الأسماء الحسنى". يالله (100 مرة),
يالطيف( 1000 مرة) , أستغفر الله (300مرة ) ثم يقول : الله الله ويكررها , كذلك : حي حي ... هو هو , قيوم قيوم , ويكرر ذلك.
ثم يشرع يقول بعض الأوراد التي وضعها له شيخ الطريقة . وما أعجب ذلك !! فمنهم - على سبيل المثال - " باسم الأله الخالق الأكبر , وهو حرز مانع مما أخاف وأحذر , لا قدرة لمخلوق مع قدرة الله , يلجمه بلجم قدرته , أحميثا , أطمى طميثا , وكان الله قويا عزيزا , حم عسق حمايتنا , كهيعص كفايتنا , فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (ثلاثا) ."
" اللهم إني أسألك بالعرش والكرسي والنورالذي عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن تسخر لي قلب من
أحوجتني إليه , من أراد لي سوءاً أخذه الله , همسا همسا , لمسا لمسا , لموسا لموسا , مأمونا مأمونا , أنا الأسد
, سهمي نفد , منه المدد , لاأبالي من أحد .

ألم نووا , فلووا عما نووا ثم لووا عما نووا , فعموا وصموا عما نووا , فوقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا , أفحسبتم
أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا , وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا .
اللهم آمنا من كل خوف وهم وغم وكرب , كد كد, كردد كردد , كرده كرده , دهٍ دهٍ , دهْ دهْ , .. بها بها , بهيا بهيا , بهيات بهيات طهور بدق محبية صورة سقفاطيس سقاطيم أمون ق أدم حم هاء أمين .. إلخ هذا الهراء .

فأي ذكر هذا ؟؟
هل هذا هو الذكر الذي أمر الله تعالى به ؟ وهل هكذا ذكر الرسول أوالصحابة من بعده به ربهم ؟؟
ماذكروه باسمه المفرد, ولا ذكروه في ميل وتأود , ما ذكروه بقيادة واحد منهم ينطق بالاسم مصفقا , وينطقون به
وراءه , ماذكروه ولهم منشد يغازل ليلى , ماذكروه وأصواتهم من ضجيجها تفزع الليل وتصك جنباته , ماذكروه بالنايات والطبول والدفوف , ولكنهم ذكروه كما علمهم رسولهم عليه الصلاة والسلام .
ذكرٌ فيه ضراعة وعبودية خالصة , وليس بسم مفرد ولا ضربصدر بذقن ولا هزة الرأس إلى أخمص القدم , ولا بتراقص الذاكرين , والناظر في السنة المطهرة يرى ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يخرج من قلب مؤمن
ضارع , ملأه حب الله وخشيته , رهبة ورغبة وتقوى . هذا والذي استدل به المتصوفة - من الآية- في غير محله, وهذا القرآن الذي استشهدوابه, حق أريد به باطل ,
فهذه الآية { الَّذِين يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ } تحدثنا عن عموم الذكر في كل وقت وحين وعلى كل هيئة وكيفية ,وعلى شمولية الذكر في حياة المسلمين , كما قال تعالى : {والذاكرين الله والذاكرات}
وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا }

وهي كما قال عليه الصلاة والسلام لعمران بن حصين " صل قائما , فإن لم تستطع فقاعدا , فإن لم تستطع
فعلى جنب ". وهي عن الذين لا يقطعون ذكرهم لله في جميع أحوالهم بسرائرهم وضمائرهم وألسنتهم .
وهي التي يذكرون الله على كل حالة في الدخول والخروج , وعند النوم واليقضة وفي العمل والراحة , وفي
الصباح والمساء ,وعلى كل حال , وهي من يذكر الله بالجهاد , ومن يذكرة بالصوم , ومن يذكره بالقرآن
, ومن يذكره بالدعاء , هي هذا كله

, فما أعجب استدلال الصوفية على طريقتهم الخرقاء, وبهلوانيتهم الرعناء
بهذه الآية التي فيها شفاء ودواء, وأعجب من أنهم يذكرون الله بالأسم المفرد "الله , حي , قيوم "
ويستدلون على ذلك بقوله تعالى : { قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون } . متناسين الآية بتمامها , وأن
قوله تعالى : (قل الله) إجابة مطولة على سؤال في الآية , وليس معناه أن نذكر الله باسمه المفرد ,
ولو أنصفوا لقالوا : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ماكانوا
يعملون } .
وأعجب من هذا وذاك أن الصوفية يذكرون الله على أدوات الموسيقى ومزمار الشيطان , ويستدلون
بقول الرحمن { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } .

ولو أنصفوا لقالوا إنما هو لهو الحديث { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله
بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين }.***

0 تعليقات

إرسال تعليق